حوار - عاطف هوساوي " عانيت كثيرا حتى أصل لحلمي بتأسيس اتحاد عالمي للأكاديميات، كانت الفكرة من بذرة زوجتي الغالية، تلقفتها ونميتها وساندتني وأنا اتنقل مسافرا بين 35 دولة من دول العالم لترسيمها، ولله الحمد وفقت وهاهو الاعتراف العالمي بها يوثقها باسم بلادي الغالية". هذا هو ملخص مشوار المدرب الوطني إسحاق سراج، ابن مكة المكرمة ولاعب نادي الوحدة السابق، ليحقق حلم كبير يجهل البعض قيمته، لكنه سيأخذ مكانه عالميا كما توثقت بطولة القارات باسم المملكة العربية السعودية. أبو مجد الذي يرأس الآن الاتحاد الدولي لأكاديميات كرة القدم. التقته (النادي) ليكشف لنا كيف وصل لتحقيق مبتغاه وماذا مثلت له إشادة الأمير عبدالله بن مساعد بالفكرة، وتطلعاته للمستقبل، وماهي أهداف وفائدة تأسيس مثل هذا الاتحاد في هذا الحوار الشيق. * فكرة تأسيس أكاديمية كرة القدم كيف بدأت؟ أحرص دائما على مشاركة زوجتي الغالية (أم مجد) في مشاريعي وأحلامي، وفي يوم من الأيام، كنا نتباحث في موضوع الاكاديميات، فسألتني هل يوجد اتحاد دولي للأكاديميات يجمعها، فأخبرتها بعدم وجود هذه الأكاديمية، فطرحت علي البدء في تأسيسها ومن هذا المنطلق بدأنا في تأسيس الفكرة حتى أصبحت واقعا في الوقت الحالي. * ماذا يعني لك تأسيس اتحاد دولي للأكاديميات؟ إن الاهتمام بالفئات السنية في كرة القدم منذ النشء، أمراً مهما من الناحية الرياضية والاقتصادية، فمجال كرة القدم أصبح هاجس العالم بأسره، وإنشاء اتحاد الدولي للأكاديميات لكرة القدم معتمد رسمياً، سوف يوفر الكثير من الإنجازات ويصقل العديد من المواهب الشابة بأسلوب رياضي احترافي بحت، ومع دخول خصخصة الأندية حول العالم سوف يكون للأكاديميات مجالات أوسع للتطور، وسوف يكون لرجال الأعمال مجالا جديدا لزيادة المداخيل والاهتمام، فـ(صناعة الرياضة) كما يسميها تدر مكاسب جيدة، ومشروع الاتحاد الدولي لأكاديميات فكرة مجنونة * ماهي الصعوبات التي واجهتها فترة التأسيس؟ الصعوبات كثيرة جدا منها استهزاء بعض أعداء النجاح بها واستكثارها عليّ، حيث وصفني البعض بالجنون لأنني تخطيت الاتحاد الدولي لكرة القدم، بهذه الفكرة وحصلت على الاعتراف من اللجنة الأولمبية الدولية، كما أن عدم وجود الدعم الكافي أخر إنشاء الاتحاد. * كيف استطعت اعتمادها دوليا؟ بعد مرور 7 سنوات شاقة ومتعبة من السفر لأكثر من 35 دولة في جميع القارات والعمل على 14 بطولة تعريفية مصغرة في مختلف دول العالم، والقيام ببعض الزيارات لشخصيات رياضية في العالم والندوات والدورات والاجتماعات الدولية، حتى تمكنت من اعتمادها. ومقر الاتحاد حالياً في جنيف بسويسرا. * هل لقيت الدعم من أحد؟ زوجتي هي الداعم الأساسي لي، ولقيت دعما من الارجنتيني كارلوس برتا رئيس منظمة السلام الدولية والرياضية بجنيف الذي منحني مقرا مجاناً مؤقتاً حتى احصل على اعتراف اللجنة الاولمبية الدولية وقد حصل ذلك ولله الحمد، ومثلت إشادة الأمير عبدالله بن مساعد، رئيس الهيئة العامة للرياضة لي الشيء الكثير، واشكر سموه كثيرا على مايوليه للرياضيين من اهتمام بالغ. اعتراف فيفا * بعد تأسيسك الاتحاد الدولي ماهي خطوتك المقبلة؟ اخطط للحصول على اعتراف (فيفا) وسوف يكون هناك لقاء مع رئيس فيفا الجديد انفانتينو قريباً بإذن الله، وسوف أعرض عليه أهداف وخطط الاتحاد الذي يحمي حقوق الأطفال وأصحاب الأكاديميات وجميع الأفكار التي سوف تخدم المجتمعات حول العالم الرياضي عبر هذا الاتحاد. • هل هناك بطولات معتمدة تشارك فيها دول العالم أكاديمياً؟ سوف تنطلق بإذن الله أول بطولة دولية للأكاديميات بالمغرب بحضور سفراء الدول وشخصيات رياضية منها وزير الرياضة المغربي وممثلين من اللجنة الاولمبية الدولية وشخصيات رياضية وعالمية وسياسية رفيعة المستوى، وسفير خادم الحرمين الشريفين الدكتور عبد العزيز خوجة. وبعدها سوف ننطلق بعمل بطولة القارات للسلام للأكاديميات وكاس العالم للسلام للأكاديميات بإذن الله في احدي الدول الأوروبية. * ما هو العمر المناسب للالتحاق بأكاديمية كرة القدم؟ بين عمر 6 سنوات حتى 18 سنة. * كيف ترى تقبل أوليا الأمور في تسجيل أبنائهم بالأكاديميات؟ إلى حد ما مقبول، ولكن مع ظهور الاتحاد الدولي للأكاديميات لكرة القدم، بأنظمته وقوانينه سوف يكون الحال أفضل بكثير، بحكم أن الأمر سيصبح معتمد دولياً. * هل هناك أسس في اختيار المدربين الأكفاء في الأكاديميات؟ يتم اختيارهم عبر دورات خاصة بالمدربين الحاصلين على شهادة الدبلوم من اتحاد الأكاديميات، بعد ذلك يصبحون مدربين معتمدين للتدريب. احتراف الفئات السنية *هل من الممكن ان يطبق نظام الاحتراف في الفئات السنية مستقبلا؟ نعم وهذا ما اخطط له حالياً بعد انضمامي لفيفا بإذن الله، والهدف أن تكون الأكاديميات مصدرا كاملا لتعليم اللاعب كل ما يخص كرة القدم من قوانين وأنظمة منذ صغره. فالتعليم في الصغر مهم جدا قبل دخول عالم كرة القدم فهو يعطي احترافية قوية لبناء لاعب عالمي مميز من الجانب الفكري والبدني. * كم عدد الأكاديميات المسجلة دوليا وبشكل رسمي لديكم حتى الآن؟ تم تسجيل أكثر من 5000 أكاديمية من أنحاء العالم، والعدد في تزايد ولله الحمد. تم تنظيم 14 بطولة حتى الآن في كل من مصر والمغرب وفلسطين والعراق والأردن والكويت والسعودية، وأبرزها كانت في المغرب وفلسطين. * كيف يتم تقيم الأكاديمية قبل تسجيلها لديكم في الاتحاد الدولي؟ الأكاديميات تنقسم إلى ثلاث مجموعات: -1 المجموعة الأولى الأكاديميات الرسمية التابعة للأندية الرسمية وتصنف تصنيف A -2 المجموعة الثانية الأكاديميات التجارية المرخصة من وزارة التجارة مصنفة B -3 المجموعة الثالثة أكاديميات الأحياء غير المرخصة وهى مصنفة C وكل مجموعة سوف تكون لها بطولات مستقلة لا تتعارض مع الثانية مستقبلا، حتى يكون هناك إنصاف في مستويات الأكاديميات والتقنين في تقييم اللاعبين. * ما هي الشروط التي يجب توفرها لاعتماد الأكاديمية؟ شروط روتينية بدون أي تعقيدات الهدف منها احتضان الجميع تحت مظلة الاتحاد حتى يتم الانتقال للخطة الثانية التي ستكون خطة تطويرية بشكل موسع سأعلن عنها لاحقا. * ألديك النية لتأسيس اتحاد سعودي للأكاديميات؟ جاري العمل عليه وسوف ننتهي منه في خلال العام القادم بإذن الله. وأرى انه بعد أن تتم الموافقة والمصادقة علي تأسيس الاتحاد السعودي للأكاديميات من الجهات المختصة، سوف يتحقق النجاح بإذن الله بنسبة 100 %، وذلك لما تضمه المملكة من مواهب وعناصر كروية بارزة لها مستقبل واعد. وإشادة أمير الرياضة، الأمير عبد الله بن مساعد، على موقع اللجنة السعودية بفكرة الاتحاد الدولي للأكاديميات الرياضية، دافع معنوي كبير لي للبدء في الفكرة مع هذه الشخصية صاحبة الفكر المستنير، فسموه عبر اللجنة الأولمبية العربية السعودية، حريص على تبني كافة الأفكار والمقترحات التي تهدف لخدمة المجتمع خصوصا النشء منهم، والتي تضخ كوادر سعودية شابة الطموحة ستعود بالنفع العام على رياضتنا مستقبلا. • بحكم انك من أبناء مكة المكرمة هل سيكون مقر الاتحاد السعودي للأكاديميات في مكة؟ صحيح أن أهل مكة هم أول من لعب كرة القدم في بلادنا والاتحاد الدولي للأكاديميات ولدت فكرته في مكة المكرمة، لكن مقر الرئيسي للاتحاد السعودي للأكاديميات سيكون في مجمع الاتحادات في العاصمة الرياض ومن المحتمل إنشاء مكتب بمكة أو جدة تابع للمقر الرئيسي بالرياض. وفاة والدي أبعدتني * ماذا عن مشوارك الرياضي؟ مارست كرة القدم في نادي الوحدة تحب قيادة مدربين وأجانب منهم: الهادي قريعة وفيصل كيري وحسن السيد والمدرب البرازيلي جيرزنهو وكان آخرهم مدرب التونسي مختار التليلي في الفريق الأول، وكنت لاعبا في مركز الظهير الأيسر، وكان قدوتي في الملاعب مدرب الوحدة الوطني الكابتن حسن السيد، الذي علمني فنون كرة القدم وجعلني لاعب أتميز بالقوة والتركيز منذ الصغر، لكنني لم استمر كثيرا. * لماذا ؟ انقطعت عن ممارسة كرة القدم بعد وفاة والدي، حيث تحملت عبء الأسرة وعانيت ماليا فاضطررت للعمل في مجال التجارة، ورغم قله الخبرة ورأس المال البسيط لكنني استطعت أن أبني نفسي وسعيت لتحقيق حلمي وهو بناء أكاديمية كرة قدم ومن بعدها انطلقت لعمل مشروع الاتحاد الدولي لأكاديميات كرة القدم.
مشاركة :