العقل العربي من التفكيك إلى التنوير

  • 1/14/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

صدر عن أمواج للطباعة والنشر كتاب مشترك بعنوان العقل العربي: منظور تفكيكي نقدي ومدخل مستقبلي نحو روضة التنوير د. ميلاد مفتاح الحراثي و د. إبراهيم سعيد البيضاني. عالج الكتاب هذا المنظور المفقود في الفكر العربي المعاصر من زوايا متعددة. ففي الحالة العربية كان العكس، الدولة العربية هي التي خلقت مجتمعها، وهي التي تصنع المجتمع بمقاييسها، وتصنع خطابه الديني والاجتماعي، وتصنع له المثقف، وبالتالي هي المسؤولة ومعها نخبها، أو طلائعها عن توطين الخطاب ولكن بمعايير دولاتية. ومن أجل عدم تحويل العقل العربي إلى مجال للتنذر به، أو الإقلال من قيمته، دون تفكيك بنيته المعنوية والروحية، تحت غطاء النقد والتنوير. بهذا نتصور أن الكتاب قد فتح الطريق أمام المزيد من الكتابات التي سوف تتصل بالعقل العربي لتخليق مسافات التنوير المفقودة في الفكر العربي ورفض كل ما يتعلق بتأخره عن ركب حضارة الأمم. إن مهمة استشراف المستقبل تتجاوز عمليات تفكيك الماضي والانشغال بالحاضر ولكنها مهمة لا يُحققها إلا العقل القادر على تفكيك جينات تخلفهِ، وإعادة أعمار سِعتهِ العقلية والتحكم فيها وعدم إخضاعها لحيل عقلهِ من خوف ونسيان وغرائز غير مُعدلة عقليا. إن المستقبل لم يعد بعد مجالا للخوف إذا بادر العقل العربي أن يفرق بين الغيب الأكبر والغيب الأصغر والمستقبل، وأن أسباب انحدار الأمم وفنائها ليس بسبب ضعف قوتها المادية ولكنهُ بسبب فقدانها للمنوال والبوصلة العقلية ومن ثم اندثار عقلها المُدبر ميتافيزيق الثعلب لعباس بيضون بحسب ما نقل الناشر يعرف الشاعر بأنه ”أحد أبرز الأصوات التي صنعت منعطف «الحداثة الثانية» في الشعر العربي.“ جريدة الأخبار كما تُرجم العديد من كتبه إلى الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية، وحاز ديوانه «الموت يأخذ مقاساتنا» جائزة المتوسّط عن فئة الشعر عام 2009. ومن نصوص الديوان «أنا وأمّي لم نتكلّم سويّة إلا قليلاً/ بل لا أتذكّر أننا تبادلنا جملة واحدة/ ماذا لدى المرء ليقوله لوالديه/ ذلك قيل من زمن، بل تأكّد دون أن نقوله/ هو وجبال من الأشياء، أكثر معانينا رسوخاً، وجدت قبلنا، وجدناها في انتظارنا.» الجدير ذكره عباس بيضون كاتب وشاعر لبناني. صدر له في الشعر عن دار الساقي «الموت يأخذ مقاساتنا»، «صلاة لبداية الصقيع»، «بطاقة لشخصين». العرب والمجتمع الحداثي صدر عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود كتاب جماعي بعنوان «العرب والمجتمع الحداثي». إنّ الحداثة، والتحديث، والمجتمع الحداثي، ليست أموراً مقصورة على أوربة دون سواها، بل إنها مكتسبات إنسانية شمولية، وإرثاً مشتركاً للبشرية جمعاء. والسؤال: ماذا علينا -نحن العرب- مجتمعاً وثقافةً، أن نفعل كي ندخل عالم الحداثة الحق، ونؤسس المجتمع الحداثي؟ هل في البنية الثقافية العربية العميقة ما يستعصي على التحديث الحق؟ وهو الذي يقف سداً مانعاً أمام الحداثة، ويعيق تحقيق الديمقراطية بالشكل الذي يُرضي الشعوب؟ بحث الكتاب في عدة قضايا تخص الحداثة والتحديث والمجتمع الحداثي، فتكلم عن أثر مشروع الأنوار في الوعي الأوربي، وكيف تمّ نشر الأفكار الجديدة؟ وكيف ووجهت تلك الأفكار؟ مما أدى إلى المواجهة بالتعصب للقديم، وعدم التسامح مع التغيير؟ كما رصد السبل والمرتكزات العلمية والفلسفية التي أُسس عليها المجتمع الحداثي، وتساءل عن طبيعة التحديث، والمجتمع الحديث، وما التقليد؟ وما التقليدانية؟ وعرف معالم الحداثة في الفكر الغربي المعاصر، وأبرز صفات المجتمع الحداثي. كما بين كيف استطاعت المجتمعات الأوربية والأمريكية، الانتقال من المجتمع التقليدي إلى المجتمع الحديث.لكن ما مستقبل المجتمع العربي في ضوء التحولات التي شهدها هذا المجتمع خلال «الربيع العربي»؟ وكيف السبيل لحل الإشكالات؛ التي يطرحها واقع العولمة على المجتمع العربي اليوم، لاسيما ما اتصل بصعوبات التحديث وتحدياته؟

مشاركة :