بعد يوم من التحقيق مع زوجته سارة، قررت «الوحدة القطرية لمكافحة الفساد» في الشرطة الإسرائيلية (لاهف 433)، استدعاء نجل رئيس الوزراء، يائير بنيامين نتنياهو، للتحقيق معه بصفته شاهدا ذا علاقة بشبهات الفساد المتورط فيها والده، التي تتضمن اتهامات بالحصول على كميات كبيرة من السيجار والنبيذ والشمبانيا ووجبات الطعام الفاخرة وغيرها. كما حققت الشرطة مع وزير السياحة، ياريف لفين، صديق نتنياهو، ومع النائب المعارض إيتان كابل، في إطار جمع مزيد من المعلومات التي تحاصر نتنياهو وتضيق خناق التحقيق عليه. وكانت زوجة نتنياهو قد دافعت عنه في التحقيق، قائلة إن ما تلقاه من هدايا كان في إطار الصداقات الحميمة وليس رشوة، وادعت أنها أهدت زوجة رجل الأعمال، أرنون ميلتشين، عقدا ثمينا، مثلما أهداها الشمبانيا. وعندما سئلت عن الحصول على منافع شخصية أخرى، مثل قيام رجال أعمال إسرائيليين وأجانب، بينهم جيمس باكر، بوضع فيللات فندقية فخمة في عدة دول، أجابت أنها لا تعرف شيئا عن ذلك. وعلى الرغم من أن نتنياهو ومحامي الدفاع عنه يصرون على أنه لا توجد أي مخالفة للقانون في تصرفاته، ينضم عدد من رجال القضاء الكبار إلى الشرطة في التعبير عن قناعتهم بأن نتنياهو تلقى رشاوى وخالف بذلك القانون؛ فقد أكد المدعي العام الإسرائيلي السابق، عيران شندر، أن التفاصيل التي نُشرت من تسجيل لمحادثة بين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وناشر صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أرنون (نوني) موزيس، التي تفاوضا فيها حول تخفيف الانتقادات لرئيس الوزراء في تلك الصحيفة مقابل ضرب صحيفة منافسة لها، هو «اقتراح لرشوة بكل المقاييس». وأضاف شندر أن قضية نتنياهو - موزيس تذكره بمحادثة أجراها في حينها مع محرر صحيفة «معريب»، أمنون دنكنر، المتحدث باسم وزارة القضاء، «لقد قال لي جملة لا تموت ولا تغادرني، فقد نظر إلى عيني وقال لي: نحن حيوانات مفترسة... أعطني قطعة اللحمة خاصتنا، نرتح ونتركك... لا تعطني، نفترسك». وأوضح أن «هذه كانت لعبة سياسيين، صحافيين وموظفي دولة، لكن ينبغي فهم اللغة، فهم هذه اللعبة، وهي لعبة سيئة، وتنطوي على التهديد بنشر صور مطرية وغير مطرية... نحن نعرف هذه الأمور وليس من اليوم». وقال نائب رئيس المحكمة العليا سابقا، القاضي المتقاعد، إلياهو ماتسا، إنه من الواضح لكل حقوقي مبتدئ أن القضية تستوفي أسس مخالفة الرشوة، بحسب القانون، وأضاف أن «التفاصيل التي نشرت في الأيام الأخيرة، والتي تعهد بموجبها نتنياهو لموزيس بالمبادرة إلى سن قانون يمس بصحيفة (يسرائيل هيوم)، مقابل التغطية الإيجابية لنتنياهو في (يديعوت أحرونوت) هي صفقة كاملة، فيها مقدم اقتراح، ومقترح، وتفاهم على تفاصيل، وكيفية تنفيذها، وتعهدات»، وانتقد القاضي المتقاعد أداء المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، وقال إن انتظاره كل هذه الشهور أمر مثير للاستغراب، وهو يتدخل بشكل غير معقول في إجراءات التحقيق. المعروف أن هناك نقاشات حادة واختلافات عميقة في وجهات النظر حول مدى تورط نتنياهو، وإن كان هذا سيؤدي إلى سقوطه؛ ففي محيطه وعند حلفائه في معسكر اليمين يدافعون عنه ويعتبرونه بريئا ويؤكدون أن هذه الاتهامات ضده وتحقيقات الشرطة حوله ستنتهي بلا اتهام، وفي المقابل يرى آخرون أن نتنياهو يقترب من نهاية حياته السياسية بشكل مخز مثل أي جنائي آخر.
مشاركة :