تواصل فهد بن حافظ: مع بداية فترة الاختبارات تتجدد مخاوف أولياء الأمور على أبنائهم، من انتشار مروجي المنشطات على أبواب المدارس، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، في حين تتعالى الأصوات المطالبة بضرورة تفرغ الآباء والأمهات خلال الأسبوعين القادمين للاهتمام بأبنائهم، ليس من باب التحصيل الدراسي فقط، بل لمراقبة تصرفاتهم ومتابعة وقت خروجهم ودخولهم للمدرسة، وما بين فترات الاختبارات والمحاولة بقدر المستطاع عدم تركهم أوقات طويلة خارج المنزل. دور الأجهزة الأمنية من جهتها، تقوم الأجهزة الأمنية بجهد كبير في سبيل حماية الطلاب والطالبات خارج المدارس من خلال تواجد الدوريات الأمنية بجانب المدارس بشكل مستمر لمراقبة وضبط سير حركة الدخول والخروج من المدرسة، وكذلك لمنع مروجي الأوهام (المنشطات)، من العبث بعقول وصحة الطلبة، ولإيجاد بُعد أمني مريح ما بين الأسرة والمدرسة. خطر رفقاء السوء في هذا السياق، حذَّر الدكتور ماجد الأهدل، استشاري علم النفس والسلوكيات، حديثه لتواصل، من تأثير رفقاء السوء الذين ينشطون عادةً في أيام الاختبارات بترويج المخدرات والمنشطات، مستغلين إقبال وتسابق الطلبة البالغ لمحاولة الإلمام بما ما قد فات من دروس، ومحاولة استهداف صغار السن بالذات؛ وبالتالي تكون بداية النهاية للمتعاطي الذي غُرر به في تعاطي هذه السموم بزعم مساعدته على التركيز في والسهر والمذاكرة. مسببات تعاطي المنشطات ويعزو الأهدل أسباب وقوع الطلبة في تعاطي المخدرات إلى ضعف الوازع الديني، يليه الاضطرابات النفسية والشخصية لدى الفرد منذ الطفولة، إضافة إلى سوء التربية الأسرية إما بالدلال الزائد، وإما بالقسوة المفرطة، وكذلك التفكك الأسري، بينما تأتي التجربة بداعي الفضول والفراغ والتي قد تؤدي إلى نتائج مأساوية، كما أنَّ الثورة المعلوماتية بواسطة الشبكة العنكبوتية في ظل ضعف الرقابة الأسرية يُساهم في احتمالية سقوط الطلبة في التعاطي، أو الترويج للمخدرات. شخصية مروج المنشطات وحدد الأهدل سمات المروجين الشخصية والتي دائماً ما تتصف بالانطلاق والصراحة المباشرة وكذلك الحماسة وسرعة الانفعال، وبشكل مباشر يأخذ المخاطرة وهو على استعداد تام للنزول إلى ساحة العمل لينفذ ما يخطط له في إغواء الطلاب، حيث يعيش المروج اللحظة ولا يولي النظريات العلمية أو التأمل أهمية كبيرة، وينظر إلى الحقائق المتعلقة بموضوع ما، ويقرر ما الذي يتوجب عمله بناء على تلك المعطيات مباشرة، وللمروج قدرة كبيرة على إدراك دوافع الناس ومواقفهم ويستطيع استشفاف علامات قد تغيب على كثير من الناس كتعابير الوجه أو أسلوب الرد من الطرف الآخر. دور العائلة لحماية أبنائها وأهاب الأهدل بدور الأسرة الإيجابي، واصفاً إياها بالخلية الأولى للمجتمع والبيئة الأولى التي ينشأ فيها الطفل ويرتبط بها ويشب في أحضانها؛ إذ يقع على الأسرة دور توعية الأبناء ورقابتهم وتهيئة الجو المستقر لهم حتى تجنبهم مخاطر الإدمان؛ وذلك من خلال تقديم القدوة الحسنة فالأب المدخن لا يمثل قدوة حسنة لأبنائه -. وشدد استشاري علم النفس والسلوكيات، على أهمية تجنيب الأبناء خلافات الوالدين، وزرع القيم الدينية فيهم، وأن يعمل الوالدين على تعزيز شخصيات الأبناء وتعويدهم على قول ‘‘نعم‘‘ لكل ما هو صحيح، و‘‘لا‘‘ لكل ما هو خاطئ مهما تكن آراء الآخرين، إضافة إلى متابعة سلوك الأبناء داخل المنزل وخارجه، وتصحيح هذا السلوك وتقويمه، ومساعدتهم في اختيار الأصدقاء وأسرهم. وشدد الأهدل على ضرورة أن تدرك الأسر حجم وخطورة مشكلة الإدمان وانتشاره في المجتمع، وأهمية اكتشاف الطاقات الكامنة في الأبناء، وتسخيرها في المكان المناسب، والحذر من التمييز بين الأبناء والمقارنة بينهم، وتفضيل أحدهم على الآخر مهما تكن الأسباب، ومشاركة الأبناء مشاكلهم الشخصية داخل الأسرة؛ للوصول إلى أفضل الحلول. وتُعدُّ مراقبة الأبناء في الصرف وفي ماذا يتصرفون في مصروفهم اليومي ضرورة مُلحة. وختم الأهدل بأهمية الأسرة كحائط الصد الأول ضد مخاطر الإدمان، مؤكداً على دور الأسرة الوقائي في تحصين الأبناء من الإدمان، وفيما لو فشلت في هذه الخطوة فعليها الاكتشاف المبكر للحالة، والتعامل معها بحكمة بدون يأس، والمسارعة في معالجة الأسباب التي قادت هذا الابن للإدمان، مع تقديم المحبة ويد العون له، والتشجيع حتى يعود عضواً ناجحاً وفعالاً في المجتمع. إجراءات تنظيمية بالمدارس وبحسب أنظمة وزارة التعليم، أكد قائد مدرسة النعمان بن مالك المتوسطة، محمد حسن هزازي، على وجود تنظيم وإجراءات متبعة في أيام الاختبارات تسهم في تنظيم الطلبة؛ بدءاً من وقت الدخول للمدرسة، مروراً بتأدية اختبار الفترة الأولى وما بين الفترتين، وحتى نهاية اختبار الفترة الثانية ومن ثمَّ التوجه نحو الباصات المدرسية. وأشار هزازي إلى وجود مناوبين يحفظون النظام في الساحات وبين الفترتين، ومنع الطلبة من الخروج من المدرسة حتى نهاية الفترة الثانية، إضافة إلى دورهم في تنظيم دخول الطلاب وتوزيعهم على قاعات الاختبار حسب كشوفات وأرقام الجلوس مع الاسم على كل طاولة. تحذيرات رسمية من جانبها حذّرت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ‘‘نبراس‘‘ الأحد الماضي، من خطورة مروجي سموم المخدرات الذين ينشطون في فترة الاختبارات للإيقاع بالطلاب. وطالبت اللجنة، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي ‘‘تويتر‘‘، الطلاب بالحذر من هؤلاء المروجين، وإبلاغ اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عنهم فوراً لاتخاذ اللازم حيالهم وتجنيب المجتمع شرورهم.
مشاركة :