بغداد (وكالات) أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، عدم وجود أي قوات أجنبية تشارك في المعارك ضد «داعش» بالموصل، مؤكداً أن بلاده لن تشكل تهديداً على دول الجوار في مرحلة ما بعد القضاء على التنظيم. وخلال كلمته في افتتاح مؤتمر «حوار بغداد»، الذي تشارك فيه دول مختلفة لمناقشة الأفق السياسي للمرحلة المقبلة للعراق ما بعد «داعش»، قال العبادي، إن «العراق لا يشكل خطراً على أحد، وأن الدستور العراقي يمنع استخدام الأراضي العراقية في الاعتداء على دول الجوار». وأضاف أن «بلاده تولي أهمية كبيرة لإقامة علاقات مبنية على المصالح المشتركة مع دول الجوار والإقليم». وأعرب عن ثقته بأن مستقبل العراق سيكون أفضل وأقوى، وأن الوضع الاقتصادي في عموم البلاد سيتجاوز الأزمة، ويعود لينتعش من جديد. وقال العبادي، إن «قوة العراق هي قوة لكل من يقاتل الإرهاب». وأضاف أن «القوات العراقية هي وحدها التي تقاتل داعش على الأرض، وهناك دعم دولي لوجستي لتدريب القوات العراقية وطيران التحالف الدولي، لقصف أهداف ضد داعش، لكن لا توجد قوات أجنبية تقاتل على الأرض العراقية، وتحمل السلاح ضد داعش». وذكر أن القوات العراقية تحارب الإرهاب من أجل حماية الشعب العراقي ودول العالم ومعركة الموصل يشارك فيها متطوعون من أنحاء العراق. وأضاف العبادي «كلما اقتربت لحظة الانقضاض على داعش، يقوم التنظيم بتوسيع دائرة الانفجارات كونه فكر هدام ومتطرف وعلينا الوقوف ضده». بدوره، أكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم، خلال المؤتمر أن العراق يسير «بنهج الديمقراطية ولا عودة للدكتاتورية» ولن يكون السلاح إلا بيد الدولة. وقال إن «لا تراجع عن الديمقراطية ولا عودة للديكتاتورية ولا سلاح إلا بيد الدولة ومسؤوليتنا الأهم التعامل مع التفاصيل بمبادئ وطنية. وقبول الاختلاف وسائل إجرائية لتجاوز عدد من التفاصيل والإنسان لا يكون حراً دون الالتزام بهذه التفاصيل». إلى ذلك، دعا رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري خلال كلمته في المؤتمر، إلى تشكيل مجلس أعلى للحوار الوطني يضع على عاتقه الإشراف على ملتقيات الحوار في بلاده وتسجيل المنجز فيها وتحويله إلى مدونة عليا نهائية يتم تسميتها بـ «وثيقة الحوار الوطني الشاملة». وأكد أنه «تم عقد العديد من الحوارات والمؤتمرات وتبادل الآراء حول المشكلات العراقية من دون وضع جدول واضح لما تم إنجازه والتفاهم عليه وإدراجه ضمن خريطة طريق واضحة». وحول رؤيته لمرحلة ما بعد «داعش»، قال الجبوري، إن دعم اللامركزية هو من أهم الضرورات اللازمة للمرحلة المقبلة، موضحاً أن ذلك سيتم من خلال نظام الأقاليم على مستوى المحافظات حصراً دون أن يكون لسكان هذه المناطق تأثير على شكلها. وأكد أهمية بث روح التسامح والتعايش السلمي في المرحلة المقبلة.
مشاركة :