كشف المدير العام للهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة الباحة منصور الباهوت في حديث إلى «الحياة» أن هيئة السياحة والآثار بالمنطقة تعتزم وتسعى إلى إنشاء مركز تدريب للحرفيين والحرفيات بالمنطقة قريباً، وذلك بهدف الحفاظ على المهن التراثية من الزوال والانقراض. ويأتي ذلك بعد أن أصبح «السعف» يمثل تفاصيل الحياة منذ القدم واستخدم للزينة والفرش وتغطية الأرضيات في المنازل وبين الأواني المنزلية تحت صحون الطعام وحفظ الأطعمة، وهبش الحبوب وفي أدوات التنظيف لكنس الأتربة وإبعاد الغبار والوقاية من الشمس. ويؤكد أحد حرفيي صناعة الحصير وهو ما يطلق عليه «المداد» علي عبدالقادر أن الحصيرة مثل البساط وتصنع من خوص النخيل، إذ تفرش على الأرض للجلوس عليها وهي تصنع من سعف النخيل بشكل مستدير وتوضع تحت مائدة الطعام حتى لا يقع على الأرض التي تصنع من أعواد عسب النخيل بعد نزع السعف عنه وتستخدم لحفظ الأشياء وحملها، والزنبيل وهو قفة لها يدان لنقل الأغراض والمنساف وهو على شكل صحن يوضع فـيه القمح والخبز والملقاطة وهي مثل السلة مدورة ولها حبل من الليف تُحمل به، ويلتقط بها الرطب والتمر والمجد وهو حوض يصنع من خوص النخيل، وله يدان ويقطع فـيه قنو التمر والرطب ويربط بحبل ثم يرسل من أعلى النخلة إلى الأرض، ومراوح الهواء وكانت تسمى المهفّة وتستخدم للتهوية عند اشتداد الحر ومحطة للتمر وتصنع من سعف النخيل وأعواد العسب على شكل دائرة لها حوضان واحد صغير للتمر والرطب، والثاني أوسع يوضع فـيه النوى، وهي ذات قاعدة. ويضيف أبوضيف الله الحسني: «قضيت أكثر من 30 عاماً في هذه الحرفة وأصنع من السعف كل شيء يمكنه خدمة الإنسان فمثلاً أصنع سلة السعف لحمل الأشياء والمهباش من جذوع النخل ويستخدم لهبش الحبوب وطحنها، والمطبقيّة وهي مثل الزنبيل إلا أن لها غطاء لحفظ الأغراض والمكانس وتستخدم للنظافة والمنشّة التي تستخدم لطرد الحشرات الطائرة، والسعف الذي يستخدم كالحائط، وصناعة جذوع النخل لتستخدم كأسقف للمنازل وفخ لصيد العصافير والفاتية وهي مثل الطبق الكبير لها غطاء وتكون بأحجام مختلفة. ويقول ساعد المحسن إن الحصير يُصنـع من «السعف» المصنوعة من سعف النخيل إذ تؤخذ السعفة بطول 20 باعًا وتُنقع بالماء لتليينها وتسـهيل خياطتها وبالخيط والمسلة «الدفرة» تبدأ المرأة بخياطة السفة مشكلة نقطة البداية «القلدة الأولى» التي توضع بين القدمين لتبدأ تشبيك شريط السعفة بها تباعاً وعيناً بعين مستخدمة الدفرة والسعف ويستمر التشبيك إلى أن تنتهي، ثم تُقطـع طولياً بالسكين وتثنى نهاية السعفّة «القلدة الثانية» وتخاط حواف السعف بالدفرة والخيط ثم تنظف من الشوائب بعد أن يكون تصنيعها استغرق قرابة الأسبوع لتغدو جاهزة لفرشها في أرض البيت. ويرى ناصر المحمد أن البيوت في الماضي كانت تزين بفرش الحصير، إذ يعد من أفخم المفارش أما الوقت الحاضر فقد تغلب السيراميك والبلاط الفاخر على السعف وأصبحت هذه الحرفة محدودة على الزبائن الذين يبحثون فقط عن التراث القديم، إلا أنها ما زال لها زبائنها الذين يأتون لطلبها من كل مكان. الهيئة العامة للسياحة والآثارهيئة السياحة والآثار
مشاركة :