باريس، نيويورك، بيروت معن عاقل، وكالات ناشط: ميليشيات نظامية تنصُب حواجز وتنسبها إلى الجيش الحر. أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن أكثر من 100 ألف شخص قُتِلُوا منذ بداية النزاع في سوريا، داعياً إلى بذل مزيدٍ من الجهود لعقد مؤتمرٍ للسلام. وقال بان كي مون ووزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري، قبل لقائهما أمس في نيويورك، للصحفيين إنه لا يوجد حل عسكري للنزاع الذي تشهده سوريا منذ 28 شهراً. وفي حين يُقدِّر المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو منظمة غير حكومية يعتمد على عدد كبير من النشطاء والمصادر الطبية، الحصيلة بأكثر من 100 ألف قتيل بكثير، فإن الأمم المتحدة لا تزال تتوخى الحذر في تعدادها للقتلى. لكن بان كي مون اعتبر أمس أن «أكثر من 100 ألف شخص قُتِلُوا وأن ملايين نزحوا أو اضطروا للجوء إلى الدول المجاورة». واعتبر أنه «ينبغي علينا وضع حد لهذا النزاع وأن تتوقف أعمال العنف من الجانبين»، وتابع «من الضروري عقد مؤتمر سلام في جنيف في أسرع وقت»، مبديا أمله في عقد هذا المؤتمر في سبتمبر المقبل. ميليشيات نظامية من جانبه، قال الناشط السوري، أبو اليمام الدمشقي، لـ «الشرق» إن قوات النظام بدأت تستخدم ميليشيا تابعة لها لنصب حواجز في مناطق تعتزم بعثة التفتيش الدولية زيارتها للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية على أساس أنها حواجز تابعة للجيش الحر. وأشار إلى أن هذه الحواجز لا تبعد أحياناً إلا عشرات الأمتار عن حواجز الجيش الحر بحيث يصعُب التمييز بينها، وقال إنها بدأت فعلاً في افتعال اشتباكات ومواجهات من شأنها إعاقة عمل البعثة. من جهة أخرى، أشار الدمشقي إلى حالة تفسخ وتحلل كبيرة تعيشها الأجهزة الأمنية والعسكرية للنظام السوري ما أدى إلى تحولها إلى ميليشيا، مؤكداً أن قادة الوحدات العسكرية والأمنية أصبحوا أصحاب القرار في مناطق وجودهم، فهم يقررون تنفيذ الاعتقالات أو الإعدامات الميدانية وحتى يستولون على أماكن لجعلها مقرات خاصة بهم ولا يخضعون لأية سلطة قضائية أو عسكرية، ويمكن القول إنهم تحولوا إلى مافيات. ونوه الدمشقي إلى أن هذه المافيات تتصارع مع بعضها في كثير من الأحيان وتنسب الاشتباكات فيما بينها إلى تسلل عناصر من الجيش الحر كما حدث مؤخراً في حي مزة 86 عندما اشتبكت مافيا رياض شاليش مع شبيحة الحي وادعوا أن الاشتباك وقع مع عناصر الجيش الحر. وذكر الدمشقي أن زعامات المافيا التابعة للنظام انتشرت أيضاً بين المدنيين فهناك تاجر دمشقي في حي الصالحية لديه نحو خمسمائة مسلح، ويتجولون بحرية داخل مدينة دمشق وسبق أن اشتبكوا مع مليشيا أحد قادة الأجهزة الأمنية ونُسِبَ هذا الاشتباك أيضاً إلى الجيش الحر. وقدم الدمشقي أيضاً نموذجاً آخر للحالة المافيوية وهو شخص يعرف بالشيخ أبو سرايا زعيم عشيرة كبيرة قسم عشيرته ليصبح جزء منها تابعاً لجبهة النصرة، وجزء آخر تابعا للمجلس العسكري، وجزء ثالث تابعا للمجلس الثوري، في حين أنها تتبع النظام فعلياً. صاروخان في اليرموك ميدانياً، قال أبو اليمام الدمشقي إن صاروخي أرض أرض سقطا في الساعة الثالثة من صباح أمس على مخيم اليرموك في دمشق، ما أسفر عن استشهاد 14 مدنياً على الأقل بينهم أطفال ونساء، فيما أعلن عن اكتشاف نحو 193 جثة في قرية رسم النفل البعيدة عن السفيرة نحو سبعة كيلومترات بريف حلب، كانت قوات النظام قتلتهم في العشرين من شهر يونيو الماضي بعد أن احتجزتهم في المدرسة، واكتشف الجيش الحر المجزرة صباح أمس بعد انسحاب قوات النظام من المنطقة، علماً بأن عدد سكان القرية يبلغ نحو 500 نسمة فقط. انفجارات في جرمانا في سياقٍ متصل، قالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، الموالية للنظام، إن عشرة أشخاص على الأقل قُتِلُوا وأصيب نحو 62 آخرون في انفجار سيارة ملغومة أمس الخميس على مشارف العاصمة دمشق. وذكرت الوكالة أن التفجير استهدف ساحة السيوف في جرمانا وألقت بالمسؤولية على ما يسمى «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرتبط بالقاعدة. وانفجرت في السابق قنابل في حي جرمانا الذي يعيش به أنصار ومعارضون للأسد لكنه لا يزال تحت سيطرة القوات الحكومية. ودائماً ما تتهم قوى الثورة السورية نظام بشار الأسد بالوقوف خلف هذه التفجيرات لإلصاقها بالمعارضة.
مشاركة :