تقوية جهاز المناعة من العمليات الضرورية، فمن المعروف أن لذلك الجهاز دوراً كبيراً في حماية الجسم من ملايين الجراثيم والميكروبات والفطريات والأمراض، وهذا الجهاز في حاجة دائمة إلى التقوية والمتابعة والصيانة الدورية، وتقوية هذا الجهاز الحيوي يجنب الإنسان مخاطر ومشاكلات صحية كثيرة، فهو الحارس الطبيعي للجسم، ويعمل من أجل الحفاظ على الأداء الجيد للإنسان في مسيرة حياته، وأي خلل بسيط أو اضطراب في جهاز المناعة يفتح الباب على مصراعيه للإصابة بكثير من الأمراض، وكلما كان جهاز المناعة قوياً ويعمل بكفاءة جيدة، تراجعت احتمالات الإصابة بالأمراض. من مهام جهاز المناعة ووظائفه الأخرى التي تختلف عن الوقاية من الأمراض، المساهمة والمساعدة في العلاج والتماثل للشفاء من كثير من الإصابات، فجهاز المناعة عامل مساعد مع الأدوية والمضادات الحيوية للتخلص من الجراثيم، وفي كثير من الأمراض يكفي فقط دور المناعة في القضاء على مسبباتها وعودة الجسم إلى طبيعته وصحته المعتادة، ولذلك من المهم الحفاظ على هذا الجهاز، ومعرفة سبل وطرق ذلك، واتباع نصائح الخبراء والدراسات والأبحاث في هذا الشأن. الغذاء الصحي يعتبر الغذاء من العوامل المهمة التي تساعد في تحسين وتقوية أداء جهاز المناعة بصورة واضحة، والغذاء الصحي والمتكامل يوفر الكثير من العناصر الغذائية التي تساعد جهاز المناعة على تطوير نفسه، وفي نفس الوقت قد يتسبب سوء التغذية في إضعاف جهاز المناعة، من خلال تناول أطعمة تحتوي على كميات كبيرة من الدهون بأنواعها المشبعة وغير المشبعة والمتحولة، إضافة إلى الوجبات الخفيفة والسيئة والتي تحتوي على مواد حافظة ومكسبات طعم ولون ورائحة، ومستحلبات وزيوت ومثبتات وسكريات وبدائل للسكر وشراب عالي الفركتوز ومواد كيميائية كثيرة، كل هذه الدهون والسكريات والمواد المضافة إلى أطعمة ومشروبات تؤدي إلى حدوث خلل في جهاز المناعة، وبالتالي العمل على إضعافه وإجهاده وإحداث بعض التلفيات به، ويؤدي ذلك إلى مهاجمة الأمراض والفيروسات والبكتيريا والفطريات جسم الشخص واستغلال ضعف جهاز المناعة وتمكن هذه الجراثيم من الجسم، وإصابته بالأمراض والمشكلات الصحية التي لا حصر لها. الفيتامينات والمعادن توضح الدراسات أن هناك بعض الأطعمة التي تساعد في تحسين وتقوية أداء جهاز المناعة، وخاصة الغذاء الذي يحتوي على الفيتامينات والمعادن، ومنها فيتامين سي وهذا الفيتامين يعمل على مكافحة المرض وتقوية المناعة، كما أن التغذية الصحيحة تساعد في نمو كل أعضاء الجسم بشكل سليم، ومن ضمن هذه الأعضاء الجهاز المناعي، ومن العناصر الغذائية المهمة عنصر الزنك، حيث يحتاج الجسم يومياً من 16 إلى 22 مليجراماً من الزنك لتقوية جهاز المناعة، ومن الأطعمة التي تحتوي على كميات وفيرة من عنصر الزنك السمك والبيض ولحوم المواشي والأبقار ومنتجات الألبان، كما يساعد ويسهل فيتامين سي عملية امتصاص الجسم للزنك، كما أن الأسماك تحتوي على زيت السمك الذي يتضمن الحمض الدهني أوميجا 3 الذي يساعد في تنشيط وتقوية كريات الدم البيضاء، وهذه الكريات لها دور كبير في أداء جهاز المناعة وتنشيطه وتقويته وتحسين وظائفه، ومن أهم الأسماك التي تحتوي على هذه العناصر المهمة سمك السلمون وأسماك السردين. تقوية جهاز المناعة تحتوي الطماطم أو البندورة على كميات وفيرة من فيتامين سي ومادة بليكوسين المهمة، وهذه المادة لها دور كبير في تقوية جهاز المناعة، ومن المواد التي تحارب أمراض السرطان، ويحتوى اللبن على أعداد كبيرةة من البكتيريا النافعة التي تساعد في حماية الجسم من تكاثر البكتيريا المضرة داخل الجهاز الهضمي، ومن الأفضل أيضاً تناول الشاي الأخضر، لأنه يحتوي على المواد المضادة للأكسدة، والتي لها دور في تقوية جهاز المناعة في الجسم، وكذلك تحتوي الفواكه الحمضية مثل الليمون والبرتقال على مادة تعمل على تحفيز الجهاز المناعي، والعسل له دور كبير في تقوية جهاز المناعة والمساعدة على الشفاء من الالتهابات وتخفيف حدة نزلات البرد، وذكرت الأبحاث الحديثة أن الثوم يحتوي على عنصر السليتيوم الذي يعمل على تقوية المناعة، ويحتوي أيضاً على عنصر الكبريت وبعض المضادات الطبيعية، ومضادات الفطريات، وعناصر مضادة قوية ضد الفيروسات، وبذلك يعمل على تنشيط جهاز المناعة بصورة كبيرة وبشكل ملحوظ، وتضيف الأبحاث أن الخضراوات مثل الكرنب أو الملفوف، والبروكلي واللفت تحتوي على مواد وفيرة من مضادات الأكسدة، كما يتضمن عين الجمل مادة السلينيوم، وهذه المادة لها قدرة عالية على تحسين أداء الجهاز المناعي وتقويته بصورة كبيرة لمقاومة الأمراض، ويحتوي المشمش على فيتامين سي أيضاً الذي يقوي المناعة ويحسن من امتصاص الزنك. دور النوم يعمل النوم على إفراز بعض الهورمونات التي تساعد على تنشيط عمل جهاز المناعة، وخاصة النوم أثناء الليل وفي العتمة، فهذه الهورمونات تفرز فقط في فترة الليل والظلام، والنوم فرصة جيدة لاستراحة أعضاء الجسم وإعادة شحن الطاقة وتقوية جهاز المناعة، ويحتاج ذلك الجهاز إلى نحو من خمس ساعات إلى ثماني ساعات من النوم العميق لإعادة العمل بشكل طبيعي وقوي، ومهاجمة الفيروسات والجراثيم والمساهمة في الشفاء من الأمراض، وكلما طالت فترة إجهاد الجسم، زاد الضغط على الجهاز المناعي وإجهاده، وأثبتت الأبحاث أن الأشخاص الذين لا يحصلون على عدد ساعات كافية من النوم العميق هم الأكثر عرضة للإصابة بكثير الأمراض، ودائماً ما تستمر لديهم أمراض البرد بأنواعها، فيخرجون من الإنفلونزا إلى الزكام ثم نزلة البرد، وذلك نتيجة ضعف الجهاز المناعي في الجسم بصورة واضحة، كما أن النوم غير الكافي يسبب انخفاض معدلات وعدد كريات الدم البيضاء، والتي لها دور كبير في عمل جهاز المناعة ومقاومة الأمراض التي تهاجم الأشخاص، وجهاز المناعة يستغل فترة راحة الجسم وخلوده إلى النوم في إنتاج مزيد من الكميات الجديدة من كريات الدم البيضاء السلاح الأساسي في المقاومة. أشعة الشمس يساهم التعرض لأشعة الشمس في تقوية ومساعدة جهاز المناعة على أداء مهامه، حيث تعتبر الشمس من مصادر إمداد جسم الإنسان بفيتامين د، وتعمل أشعة الشمس على وقف أي تكاثر ونشاط لبعض الخلايا الضارة، كما تساعد على الوقاية من العديد من الأمراض، وتقاوم الخلايا السرطانية بقوة وتوقف نموها وتحد من نشاطها، وتساعد على حل بعض مشكلات وأمراض القلب، وتنصح الأبحاث الأشخاص الذين يعانون أمراض المناعة بالتعرض لأشعة الشمس، وتقدر الأبحاث الفترة الزمنية التي يمكن الشخص التعرض فيها لأشعة الشمس والحصول على الفائدة المرجوة بنحو ما يقرب من 12 دقيقة تحت أشعة الشمس في الأوقات التي لا تضر، وهو من الساعة السابعة وحتى التاسعة والنصف صباحاً، ويساعد ذلك الجهاز المناعي على أداء عمله، ويعوض الجسم عن بذل مجهود كبير لجهاز المناعة، وتكشف الأبحاث عن أن الضحك يساهم في عمل جهاز المناعة بشكل كبير، فأثبتت الأبحاث أن الضحك يساعد على الشفاء، فهو يعمل على زيادة هورمون السيروتونين أو هورمون السعادة، وبذلك يغير من كيمياء المخ، ويحسن من الحالة المزاجية للشخص ويخفض من درجة الاكتئاب والحزن. ممارسة الرياضة تذكر بعض الدراسات أن ممارسة الرياضة عامل مهم في تقوية جهاز المناعة، فهي تساعد على تنشيط الدورة الدموية، وتجعل كريات الدم البيضاء في حالة تأهب ونشاط، وهذه الكريات من أدوات جهاز المناعة، التي تساعد على الشفاء من الالتهابات، وتعزز من قوة جهاز المناعة، ويمكن أن يخصص البعض وقتاً قليلاً للمشي يومياً، فيساعد ذلك على الوقاية من الكثير من الأمراض، وخاصة بعض الأمراض الخطيرة، مثل القلب والأوعية الدموية، ويمنع الإصابة بمرض السمنة ومضاعفاتها، والمشي يساعد على صيانة جميع أجهزة الجسم، كما يساعد في تطهير الجسم من سموم كثيرة متراكمة داخل الجسم، والتمارين الرياضية بصفة عامة تقوي خلايا جهاز المناعة مع تقوية عضلات الجسم، وتجعل المناعة في حالة متأهبة لمواجهة أي دخيل على الجسم، مع الأخذ في الاعتبار أن الرياضة بإفراط ومبالغة يمكن أن تؤثر سلباً في المناعة. عوامل الضعف تبين الأبحاث أن الضغط العصبي المستمر من أسباب ضعف المناعة، بسبب أنه يجعل الجسم يفرز هورمون الكورتيزول المعروف بعرقلته لنشاط المناعة، ويجب الخروج من حالة الضغط العصبي بكافة الطرق، كما يؤثر المجهود وضغط الحياة في قدرة القلب على التحمل، وأيضاً على الأعصاب، وينعكس ذلك على أداء جهاز المناعة الذي يتأثر بحالة الجسم من القوة والضعف، ومن العوامل الأخرى التي تضعف المناعة حالة الغضب التي تجعل الجسم ضعيف المناعة وتهاجمه الأمراض، والتدخين والكحول يضعفان المناعة، حيث يسبب النيكوتين تعطيل عمل الجهاز المناعي، والأدوية بصفة عامة مثل أدوية أمراض البرد عموماً تضعف المناعة.
مشاركة :