كشف دبلوماسيون مصريون، لـ«الغد»، أن مؤتمر باريس للسلام، هو اجتماع دولي بامتياز دعت له فرنسا ويشارك فيه العالم أجمع، وقد اكد الرئيس الفرنسيفرنسوا أولاند، أن عدم حل القضية الفلسطينية سيتسبب في انفجار جديد في المنطقة، وبمعنى أن العالم يقول في مؤتمر باريس لرئيس حكومة إسرائيل المتطرف بنيامين نتنياهو: لن نسمح باستمرار الوضع على ما هو عليه. ويرى القيادي الفلسطيني، د. صائب عريقات، أن فلسطين شُطبت عن خرائط المنطقة بقرار دولي ولن تعود لخارطة المنطقة إلا بقرار دولي، وبعقد المؤتمر بباريس اتخذ قرار بإعادة فلسطين للخارطة الدولية، فالعالم يقوم برسم خارطة جديدة، ومؤتمر باريس يؤكد أنه لا أمن ولا سلام في الشرط الأوسط إلا بوجود دولة فلسطين على الخارطة، رغم محاولات نتنياهو المحمومة لإفشال المؤتمر. ويؤكد سياسيون مصريون، أن مؤتمر ياريس أتي في مرحلة تميزت بجمود سياسي في أعقاب فشل مبادرة كيري (في أبريل 2014) وتوقف جهود الرباعية الدولية، والتعثرفي إصدار تقريرها الذي تأخر كثيرآ ، ومؤتمر باريس نجح في إعادة القضية الفلسطينية لأجندة العالم في ظل الانشغال بالحروب المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط، وأسهم المؤتمر في إعادة تدويل القضية الفلسطينية ووضعها في سياقها الصحيح، وكسر الاحتكار الأميركي للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بعقده في واحدة من الدول العظمى وهي فرنسا. ومن جانبه قال السفير د. منير زهران، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن مؤتمر باريس سبقته عدة مؤتمرات بدءا من مؤتمر جنيف المنعقد في ديسمبر 1977 بعد حرب أكتوبر وصولا لمؤتمر كامب ديفيد، والذي انتهى بتوقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، وأعقب ذلك مؤتمر مدريد للسلام في أكتوبر عام 1991 بعد انتهاء حرب تحرير الكويت .وحديثا كانت هناك مبادرة التسوية في الشرق الأوسط ، والتي أطلقها الرئيس السيسي وأوضح السفير زهران، أن أي مؤتمر للسلام لابد أن تكون له مرجعيات ، و أن أولى تلك المرجعيات تعلق بالقرار 181 وبالتوازي مع هذا القرار المبادرة العربية وحل الدولتين والتي تزامنت مع الألفية الجديدة – فكلاهما يقسم فلسطين التاريخية تحت الانتداب لدولتين. وترجع أهمية القرار 181 بأن بن جوريون استند في تأسيسه وإعلانه لدولة إسرائيل عام 1948على هذا القرار . وأي حدود مختلفة عن حدود التقسيم الواردة في هذا القرار لا بد أن يتفاهم حولها الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو الحال كذلك مع القرار 194 . فكل تلك القرارات تنص على حق العودة والتعويض . بضرورة أن تستند التسوية لتلك القرارات وأن تلتزم إسرائيل بخطوط 4يونيو1967 وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وحق العودة وإنشاء دولة فلسطينية لتكون دولة ذات سيادة تتمتع بالسلامة الاقليمية. ويؤكد السفير سيد أبو زيد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن مؤتمر باريس، يعتبر نقطة تطور في هذا الظلام المحيط بعملية السلام في ظل محددات محلية وإقليمية ودولية.، وأن المبادرة الفرنسية بعقد مؤتمر السلام في باريس، هي بمثابة إعادة إحياء للجهود الدولية للتعامل مع القضية الفلسطينية لتتصدر الأجندة الدولية من جديد ،في الوقت الذي تراجعت فيه إدارة أوباما عن الانخراط في عملية السلام، فضلآ عن سيولة الوضع الدولي في ظل ضعف الاتحاد الأوروبي كلاعب مؤثر، ومع استمرار الصين في سياستها الداعمة للطرف الفلسطيني، ولكن دون إحداث تأثير فعال على مجريات الأوضاع بالنسبة لمسار عملية السلام بوجه عام. ويرى السفير رخا حسن مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن الهدف من مؤتمر باريس، ونداء الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يستند إلى المبادرتين الفرنسية والعربية،هو إعادة إحياء القضية الفلسطينية والتنبيه لخطورة تحول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لصراع ديني، وهكذا سيكون كباقي صراعات المنطقة، ولذلك على الدول العربية ممارسة الضغط على القوى الكبرى للضغط على إسرائيل، للعودة لمفاوضات السلام وإنجاح تلك المبادرات. شارك هذا الموضوع: اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :