تشتهر الكويت بأن قاطنيها قد يعايشون الفصول المناخية الأربعة في يوم واحد. وجمهور مسرح عبدالحسين عبدالرضا كان أيضا على موعد مع «الفصول الأربعة» مساء أمس الأول، ولكن من إبداع فرقة «لاباروك» الموسيقية الإيطالية، التي قدمت أمسية موسيقية ضمن ليالي مهرجان القرين الثقافي 23 بعنوان «الفصول الأربعة» لأنطونيو فيفالدي بقيادة قائد الفرقة المايسترو روبن جيز. حضر الأمسية الأمين العام لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي، ومدير إدارة الموسيقى والتراث في المجلس مسعود المسعود، وحشد من المهتمين بالموسيقى الكلاسيكية، حيث اكتظ المسرح بالحضور الذين أنصتوا إلى حوار الآلات والأوتار والأنغام التي تميز بها عصر الباروك، عصر النهضة الموسيقية الإيطالية. وقدمت الفرقة تسعة من السيمفونيات الرائعة لأبرز موسيقيي عصر الباروك فيفالدي، إذ استهلت وصلتها بمقطوعة من «الفصول الأربعة» لأنطونيو فيفالدي، والذي واصلت عزف مقطوعاته الموسيقية منذ بداية الحفل وحتى نهايته، وأمتع العازفون الجمهور بمهاراتهم الاحترافية في العزف على الآلات الوترية مثل الكمان والكمنجة وآلة التشيلو والأوركسترا. وبدا لافتاً التميز والتجانس والانسجام في أداء الفرقة، سواء من خلال استخدام الآلات الموسيقية المختلفة أو من خلال الأداء الفردي أو الثنائي أو الجماعي، وكانت رحلة مفعمة بالأحاسيس الجميلة خاطبت الروح بكل شفافية، وبرز خلال الحفل عدد من العازفين العمالقة خصوصا في الأداء الفردي الذي كشف عن عمق ما يتمتع به أفراد الفرقة، التي حصدت الإعجاب في كل مكان حطت به أو مهرجان شاركت فيه. ويعود تاريخ فرقة «لاباروك» الايطالية إلى العام 2008، حيث تأسست الفرقة بهدف ضم مجموعة من الموسيقيين المحترفين المتخصصين في تقديم موسيقى عصر الباروك. وعام بعد عام وبصحبة المجموعة الغنائية بقيادة غيانلوكا كابوانو، عملت مجموعة «لاباروك» على تنمية إرثها الموسيقي الذي يضم أعمالا موسيقية متنوعة منذ بداية عصر الباروك إلى الأعمال الموسيقية الكلاسيكية من القرن 18. وبعد خمس سنوات من العمل المضني، قامت مجموعة «لاباروك» الموسيقية الرسمية الأولى في نوفمبر 2013، وذلك في أهم المدن الايطالية في فينيتو وسيسيلي.
مشاركة :