قام الهلال الأحمر القطري مؤخرا بافتتاح وتسليم سلسلة من مشاريع المياه والإصحاح والنظافة الشخصية التي تم الانتهاء منها في ولايتي وسط الاستوائية وشمال بحر الغزال بجمهورية جنوب السودان، وذلك ضمن مشروع متكامل ينفذه الهلال الأحمر القطري بالتعاون مع منظمة أديسو التنموية الإفريقية وبتمويل من صندوق قطر للتنمية، ويستفيد من تلك المشاريع إجمالي 84,600 شخص. بلغت نسبة الإنجاز حتى الآن %70 من مجمل الأعمال، التي تتضمن حفر عدد من الآبار الارتوازية، وإنشاء دورات مياه مجهزة بمضخات للصرف الصحي، وتوفير أدوات النظافة لتشجيع الأهالي في المناطق المستهدفة على المحافظة على النظافة الشخصية والاهتمام بالإصحاح البيئي في المجتمعات المحلية. تم افتتاح هذه المشاريع خلال حفل أقيم في مخيم الأمل الواقع داخل مباني الجامعة الإسلامية لجنوب السودان، ومثلت الهلال الأحمر القطري فيه السيدة نوال كامل المنسق الإقليمي لشرق ووسط إفريقيا، كما حضره ممثلون لوزارات الصحة والمياه والعون الإنساني ولجنة المخيمات وزعماء القبائل وبعض المنظمات الدولية. وألقى كبار الحاضرين كلمات أشادوا فيها بالدور العظيم الذي يلعبه الهلال الأحمر القطري في المساهمة في درء الأمراض الوبائية ومن ضمنها الكوليرا عن طريق توفير المياه النقية والإصحاح البيئي والتوعية والتثقيف الصحي مثل برنامج النظافة من الإيمان، وحمل العديد من أفراد الجمهور لافتات عليها شعارات ترحيب بالهلال الأحمر القطري، وفي الختام قدمت هدية تكريم لممثل الهلال السيدة نوال ومدير المشروع السيد أندرو أريجيلا. ويعد هذا المشروع من ضمن المشاريع التي ينفذها الهلال الأحمر القطري في إفريقيا من أجل تحسين الوضع الصحي ومنع انتشار الأوبئة في المنطقة، وتبرز أهميته الخاصة في جنوب السودان حيث الوضع الإنساني متدهور خاصة بالنسبة للنازحين نتيجة النزاعات الداخلية التي أثرت بشكل مباشر في البنية التحتية والخدمات الأولية ومنها قطاع الصحة. الجدير بالذكر أن هذا هو المشروع الأول الذي يقوم به الهلال الأحمر القطري في دولة جنوب السودان حديثة النشأة، وفي إحدى المناطق التي تأثرت تأثيرا شديدا بتفشي الكوليرا والإسهال وغيرها من الأمراض الانتقالية التي أودت بحياة الكثيرين خاصة من النساء والأطفال، وهي ولاية وسط الاستوائية وبالتحديد مخيما المهد ومنقاتين، اللذان يسكنهما أكثر من 11,500 شخص %90 منهم من النساء. وبحسب المعلومات التي أفاد بها مسؤول المخيم وأكدها ممثل وزارة الصحة، فإنه لم يسبق لأي منظمة إنسانية تقديم مثل هذه الخدمات والهلال الأحمر القطري هو الوحيد الذي قام بدعم تشييد منافع وحفر آبار لتوفير المياه، التي كان يتم في السابق شراؤها ولا يحصل عليها إلا المقتدرون، كما أن بناء المراحيض وتوفير الصابون وأدوات النظافة المختلفة قلل من إشكالية عدم توافر مرافق الإصحاح مما يؤدي بالنتيجة إلى منع انتشار الأمراض الانتقالية، وأخيرا فقد ساهم برنامج النظافة من الإيمان في الحد من التلوث وتحسين السلوك الشخصي لأفراد المجتمع. ويستهدف المشروع بشكل عام الأفراد المتأثرين بالوضع الإنساني الحالي وشح مياه الشرب النظيفة نتيجة الأضرار التي لحقت بمصادر المياه خاصة الآبار وتدهور الخدمات الصحية، مما نتج عنه تلوث البيئة وتفشي الأمراض وبالأخص مرض الكوليرا، مع التركيز بصورة خاصة على الأهالي والنازحين الذين يقيمون بصفة مؤقتة في مخيمات تفتقر إلى المياه النقية والنظافة نتيجة للتلوث البيئي.;
مشاركة :