أبشروا بالتفوق ولا داعي للقلق

  • 1/16/2017
  • 00:00
  • 32
  • 0
  • 0
news-picture

اتفق التربويون على أن الخوف والقلق أمران طبيعيان لمن يهدف الحصول على أعلى الدرجات، ولا يستدعيان الحيرة، بل لا بد من استثمارهما لتحقيق الإنجاز والإبداع، أما إذا زاد القلق عن حده فيصبح قلقاً سلبياً يحتاج لعلاج. فالقلق والخوف كما يصفهما التربويون، حالة انفعـالية مؤقتة في أكثر الأحيان، وكثيرا ما تكون مصحوبة بتوتر وتحفز وحـدّة انفعالية وانشغالات عقلية سالبة تتداخل مــع التركيز المطلوب أثناء الامتحان فتؤثر سلباً علـى المهام العقلية والمعرفيـة. ومن البدهي أن يشعر الطالب بالرهاب والقلق، والأسباب كثيرة منها الضغوط التي يعاني منها الطالب، والأسر للأسف تشارك في هذه المشكلة، وتزيد الأمر تعقيداً، فالقلق الذي يظهر على وجوه الآباء والأمهات ينعكس سلباً على الأبناء. رجاءً راعوا قدرات وإمكانيات أبنائكم، فالطالب يعرف قدراته وسيشعر بالعجز في حالة خوفه من عدم تحقيق التوقعات التي يتوقعها منكم «كالعلامة الكاملة» و«التقدير الممتاز»، فمهما فعل وهو يعرف سلفاً قدراته، ويعرف أيضاً ما سيناله عند الإخفاق من التّوبيخ، يجعله فريسة قلق سلبي، الله وحده سبحانه أعلم بتبعاته. لماذا نجعلهم يشعرون بأنهم مقبلون على معركةٍ يتوقّف انتصارهم فيها على حب والديهم؟!! لنتذكر جميعاً دورنا كأهل، والذي يجب أن يقتصر فقط على المساندة والدعم المعنوي والإرشادي ومتابعة دراستهم منذ بداية العام. وفي حالة الخسارة يجب دفعهم بأساليب تربوية لتخطي خسارتهم بشجاعة لتحفيزهم لتخطي أي أزمة يواجهونها مستقبلاً. ونظام الامتحانات له دور حيث إنه لا يزال على نفس النمط، والترهيب من الامتحان من بعض المعلمين سامحهم الله قبل الامتحان، والتضخيم والتهويل يشلان حركة التفكير ويعيقانه، ويقللان من إمكانية التفوق. دعواتنا لكم أبناءنا الطلاب والطالبات، فالأمر لا يحتاج كل هذا الخوف الامتحان وسيلة لا غاية، وسيلة لمعرفة معلوماتنا العلمية وقياسها وليس مسألة حياة أو موت. وقد أثبت الواقع أن معظم الذين يتعثرون بسبب رهاب الامتحانات هم في الغالب تلاميذ أذكياء. ولجميع الطلبة أقول: أنتم بإذن الله قادرون على نيل النجاح، بل التفوق فيه، بالتوكل على الله القادر عز وجل، تذكروا أن قدرات العقل التي خلقها الله لديها قدرة هائلة على التذكر في حالة الثقة بالنفس وترك الخوف جانبا. اتركوا الأفكار السلبية وحاولوا تجنب مرافقة الطلبة السلبيين الذين يثيرون القلق واحرصوا على تنظيم وقتكم بشكل جيد وأبشروا بالتفوق والنجاح بثقتكم بالله ثم بأنفسكم دون قلق أو خوف.

مشاركة :