مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، ودخول ملايين الناس لتلك الوسائل، بات من الضروري الحديث عن خطورة تناقل الأخبار التي تمس سمعة وخصوصية الكثير من الأفراد والعائلات. أصبح كل شخص مهما كان عمره أو ثقافته أو تربيته، يحمل سلاحًا فتاكًا يوجه من خلاله كلامًا كالسم الزعاف، جاهلًا بحجم جريمته، أو متجاهلًا خطورة المساس بسمعة الآخرين. العالم يستفيد من هذا التطور التكنولوجي المتسارع بما هو مفيد، بينما يبحث بعضنا عن ثغرات يمكنه من خلالها الاستفادة من هذا التطور العلمي للنيل من أشخاص أو عائلات. تأتيك رسالة عبر «واتساب» لقصة عن فضيحة بالأسماء والصور، فتسرع لتعيد إرسالها لعشرات الجروبات، وخلال دقائق تنتشر تلك الفضيحة كما تنتشر النار في الهشيم. أسر كثيرة تدمرت وسمعة أبرياء تلطخت وبيوت هدمت، جراء رسالة تناقلها الناس في لحظات!!. كل يوم نرتكب مخالفات شرعية واضحة من خلال تناقل تلك الرسائل. تارة بمخالفتنا «تبيان» الحقيقة كما وردت في سورة الحجرات، وتارة في قاعدة «الستر» على عباد الله حتى لو كانت حقيقة. بالأمس القريب تداول الناس صورة لشاب قالوا إنه الذي قام بتعذيب «رضيعه»، قبل أن يكتشفوا أنه لا علاقة له بتلك الجريمة، بل انه ليس متزوجا!!. عودوا لكتاب الله، لتعلموا خطورة تجاوز حدود الناس والتشهير بهم، وتذكروا أن سمعة الإنسان كالزجاج متى ما انكسر يصعب إصلاحه، خاصة في ظل هوس مجتمعنا بفضائح تهدم البيوت وتشرد الأسر. قال تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ» ولكم تحياتي
مشاركة :