السعوديون يستنفرون لحماية اللاجئين السوريين من برودة الشتاء

  • 1/16/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعد ثلاثة أيام من انطلاق آخر حملة سعودية لجمع المساعدات للاجئين السوريين، فاقت حصيلة تبرعات السعوديين 278 مليون ريال عبر إرسال رسائل نصية قصيرة أو إيداع مبالغ في حسابات محددة في المصارف السعودية. ولم تكن الحملة التي اختُتمت قبل أسبوعين الأولى، إذ سبقتها أخرى في العام 2013، بلغ حجم التبرعات النقدية التي جمعتها حوالى بليون و146 مليون ريال. وسجلت المملكة مواقف متعددة في دعم الشعب السوري الذي عانى ويلات الحرب، واضطُر أكثر من سبعة ملايين إلى النزوح الداخلي، بالإضافة إلى أكثر من خمسة ملايين لاجئ في مختلف أنحاء العالم، بخاصة في تركيا ولبنان والأردن، يعيش عدد كبير منهم في مخيمات اللجوء ومراكزٍ إيواء في ظروف قاسية، ما يستدعي مد يد العون لهم بالمساعدات الإغاثية والإنسانية. وأسست السعودية في العام 2013، «الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية»، لتنظيم حملة جمع التبرعات في جميع مناطق المملكة، ووضع النظم والدراسات والخطط التي تضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها بشكل مباشر. وتهدف الحملة إلى تقديم العمل الإنساني والإغاثي إلى السوريين لتساهم في تخفيف المأساة التي يعيشها هذا الشعب، وإلى إيجاد برامج ذات طابع إغاثي عاجل تخفف من المعاناة وتؤمن الغذاء والدواء والإيواء وتوفر الخدمات الضرورية التي تمكنهم من العيش حياة كريمة. وفاقت كلفة المشاريع والبرامج الإغاثية التي نفذتها الحملة 883 مليون ريال، قُدمت إلى اللاجئين السوريين، وخصوصاً ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام والجرحى وكبار السن والأرامل. وأُطلقت حملات إغاثية موسمية عدة، منها: "شقيقي دفؤك هدفي" و"شقيقي سفرتك هنية" و"شقيقي صحتك غالية" لتلبي حاجات الأسر السورية التي تعاني ظروفاً معيشية صعبة. وتضمنت المساعدات العينية المواد الغذائية و«السلات الرمضانية» للصائمين في رمضان و«كسوة شتوية» لإعانة اللاجئين على مواجهة البرد القارس، مؤلفة من بطانيات وثياب وسترات وقبعات وغيرها، بالإضافة إلى «الحقيبة الصحية» التي تحوي مواد النظافة الأساسية للأسرة بشكل عام و«حقيبة العناية الشخصية» وأطقم الأواني المنزلية وغيرها. ونفذت الحملة برامج ومشاريع إغاثية في كل من الأردن ولبنان وتركيا، أبرزها توريد وتركيب الوحدات السكنية الجاهزة وتوريد خيام للاجئين في الأردن، وتأمين إيجار مبان سكنية لإيواء الأسر السورية في لبنان، وسداد الرسوم الدراسية لثلاثة آلاف طالب سوري في المدارس اللبنانية، وتأمين وتوزيع الحقائب المدرسية التي تحوي المستلزمات والدفاتر المدرسية للطلاب اللاجئين، وتقديم برنامج تعليمي للتدريب على الحاسب الآلي والخياطة النسائية والطبخ، وتأمين مخابز أوتوماتيكية متنقلة لخدمة اللاجئين في تركيا والنازحين في الداخل السوري، وغيرها الكثير. وعلى الصعيد الطبي والعلاجي، قدمت العيادات التخصصية السعودية خدمات لمئات الآلاف من المرضى في مخيم الزعتري في الأردن ومخيمات اللجوء الأخرى، وتعاملت عيادة التطعيمات التابعة إلى العيادات التخصصية السعودية مع الأطفال المحتاجين إلى تطعيم، بالإضافة إلى علاج الجرحى وكفالة حالات الولادة وتخصيص موازنة لإنشاء مركز للدعم النفسي. ووزعت «الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية» من خلال المبادرة التي أطلقتها منذ أيام تحت شعار «لأجلك يا حلب»، المساعدات الإغاثية على النازحين السوريين من حلب، وأمّنت لهم المواد الإغاثية الأساسية في منطقة باب الهوى الحدودية بين تركيا وسورية. ونقلت "وكالة الأنباء السعودية" (واس) عن مدير مكتب الحملة الوطنية السعودية في تركيا خالد السلامة قوله أن مكتب الحملة عمل منذ بدء الأحداث الدامية في حلب بالتنسيق مع الجهات الرسمية التركية، على إدخال القوافل الإغاثية إلى المدينة، إذ وصلت بالفعل قافلتان تضمان 30 شاحنة، فيما يجري الإعداد حالياً لإدخال القافلة الثالثة بهدف تغطية أكبر عدد ممكن من النازحين السوريين في مخيمات الداخل السوري والمحاذية للشريط الحدودي التركي. وأوضح المدير الإقليمي للحملة بدر السمحان أن هذه المساعدات الإغاثية التي تقدمها الحملة الوطنية السعودية هي «للوقوف إلى جانب النازحين السوريين في محنتهم ولسد حاجاتهم والتخفيف من معاناتهم». وأشار السمحان إلى أن العمل جار لإدخال المساعدات إلى الداخل السوري لتشمل جميع النازحين السوريين في الشمال السوري في حلب وإدلب وأريافهما خلال موسم الشتاء الحالي.

مشاركة :