مؤتمر باريس يتمسك بحل الدولتين ويؤكد رفضه أي خطوات أحادية الجانب

  • 1/16/2017
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

باريس - (أ ف ب): أكّدت أكثر من سبعين دولة ومنظمة شاركت في مؤتمر باريس أمس الأحد حول النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين أن المجتمع الدولي لا يزال متمسكا بحل الدولتين، ولن يعترف بأي قرارات أحادية الجانب تتعلق بمسائل الحدود والقدس. وفي البيان الختامي للمؤتمر الذي نوقش بدقة فائقة، حث المشاركون في المؤتمر الفلسطينيين والإسرائيليين على «إظهار الالتزام بحل الدولتين والامتناع عن أي خطوات أحادية الجانب تستبق نتيجة المفاوضات، وخصوصا بشأن الحدود والقدس واللاجئين». وأكّد البيان أنه في حال اتخذت خطوات من هذا النوع فإنّ المشاركين في المؤتمر «لن يعترفوا بها». ويتزامن عقد مؤتمر باريس مع وصول حل الدولتين إلى المأزق بسبب تكثيف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما أنه ينعقد قبل خمسة أيام من تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سلطاته، وهو الذي كان قد أدلى خلال حملته الانتخابية بتصريحات مؤيدة تماما لإسرائيل. وتجنب البيان الختامي الإشارة إلى كلام ترامب عن عزمه على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، إلا أنه تضمن «رسالة ضمنية إلى إدارة ترامب»، بحسب دبلوماسي فرنسي. وفي حال اتخذ ترامب قرار نقل السفارة إلى القدس فسيكون قد تخلى عن موقف تاريخي للولايات المتحدة بهذا الشأن، كما يكون قد اتخذ موقفا يتعارض بشكل كامل مع قرارات الأمم المتحدة التي تؤكد أن الأراضي الفلسطينية -من بينها القدس الشرقية- هي أراض محتلة. وذهب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت إلى أبعد من البيان الختامي عندما قال في مؤتمر صحفي في ختام المؤتمر إن نقل السفارة إلى القدس سيكون «استفزازا». وقال إيرولت لدى اختتام أعمال المؤتمر في إشارة إلى القرارات الدولية التي تدعو إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي المحتلة منذ حرب عام 1967: «من المفيد التذكير بالأساس، والأساس هو حدود عام 1967 وقرارات الأمم المتحدة الأساسية». من جهته، أشاد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالبيان الختامي الذي وصفه بـ«المتوازن»، إلا أنه أوضح أيضا في تصريح صحفي أن الدبلوماسيين الأمريكيين أصروا على تضمين البيان لغة قوية تدين التحريض والهجمات الفلسطينية على الإسرائيليين. وأضاف: «لقد أتينا إلى هنا وقاومنا من أجل تعديل ما اعتقدنا أنه غير متوازن أو أنه لا يعبر عن نوع من الاتحاد الذي تحدثت عنه». وتابع: «لم نخفف منه (البيان). فعلنا ما هو ضروري لكي يكون متوازنا. وإذا نظرت إليه فإنه يتحدث إلى الجانبين بطرق إيجابية وليست سلبية». وأكّد كيري أنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع باريس لطمأنته. إلا أن بريطانيا أعربت عن «تحفظاتها» ورفضت التوقيع على البيان الختامي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن بريطانيا كانت لها «تحفظات معينة» حول عقد المؤتمر في غياب ممثلين فلسطينيين وإسرائيليين «قبل أيام من تنصيب رئيس أمريكي جديد»، وبالتالي فإنّ بريطانيا شاركت في المؤتمر بصفة مراقب فقط. من جهتها، رحبت منظمة التحرير الفلسطينية بالبيان الختامي لمؤتمر باريس «الذي أكّد ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي»، بحسب ما صرح أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة صائب عريقات. ودعا عريقات المؤتمر الذي استضافته فرنسا إلى «الاعتراف الفوري بدولة فلسطين على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية». وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قد أكّد في كلمته أمام المؤتمر أن حل الدولتين «ليس حلما، ويبقى هدف المجتمع الدولي». وقال هولاند: «إن حل الدولتين ليس حلم نظام مر عليه الزمن. إنه لا يزال هدف المجموعة الدولية». وأضاف هولاند في رد مباشر على انتقادات إسرائيل لعقد هذا المؤتمر: «من غير الوارد فرض معايير التسوية على الطرفين (...) وحدها المفاوضات المباشرة يمكن أن توصل إلى السلام، ولا يمكن لأحد أن يقوم بذلك مكانهما». وقبل هولاند حذر وزير خارجيته إيرولت من تنفيذ ما قاله ترامب حول نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. وقال إيرولت في تصريح للقناة الفرنسية الثالثة إن «أي رئيس أمريكي لم يسمح لنفسه باتخاذ قرار كهذا»، مضيفا: «ستكون لذلك عواقب خطيرة (...)، حين يكون المرء رئيسا للولايات المتحدة لا يمكن أن يكون موقفه حاسما وأحاديا إلى هذا الحد بالنسبة إلى قضية مماثلة، يجب السعي إلى تأمين شروط السلام».

مشاركة :