أكدت نحو 70 دولة اليوم الأحد أنه لا يمكن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلا من خلال حل يقوم على أساس وجود دولتين وحذرت من أنها لن تعترف بأي خطوات منفردة من أي الجانبين يمكن أن تصدر حكما مسبقا على المفاوضات. وتفادي البيان الختامي لاجتماع دولي استمر يوما واحدا في باريس بشأن السلام في الشرق الأوسط توجيه انتقاد بشكل صريح لخطط الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس على الرغم من إعلان دبلوماسيين أن صياغة البيان بعثت برسالة "ضمنية". وتعهد ترامب بإتباع سياسات أكثر تأييدا لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس مما يضفي شرعية على القدس كعاصمة لإسرائيل رغم الاعتراضات الدولية. وتشارك دول من بينها دول أوروبية وعربية رئيسية إلى جانب الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي في اجتماع باريس الذي وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "غير مجد". ولم يشارك الإسرائيليون أو الفلسطينيون في الاجتماع. ولكن قبل خمسة أيام فقط من أداء ترامب اليمين فإن هذا الاجتماع يوفر منبرا للدول لتوجيه رسالة قوية إلى الرئيس الأمريكي المقبل بأنه لا يمكن تقويض الحل القائم على أساس وجود دولتين وأن القرارات المنفردة قد تؤدي إلى تفاقم التوترات على الأرض. وقال البيان الختامي إن المشاركين"يدعون كل الأطراف..إلى الامتناع عن اتخاذ خطوات منفردة تصدر حكما مسبقا على نتيجة مفاوضات قضايا الوضع النهائي ومن بينها ضمن أشياء أخرى القدس والحدود والأمن واللاجئون والتي (الخطوات) لن تعترف بها" هذه الدول. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إنه جرت مفاوضات مضنية بشأن هذه الفقرة. وأضاف "أنها فقرة ملتوية ومعقدة لنقل رسالة ضمنية لإدارة ترامب". تأكيد القرار 2334 وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للصحفيين إن إدراج مسألة نقل السفارة الأمريكية في البيان كان سيصبح أمرا غير ملائم في الوقت الذي يجري فيه مناقشتها علانية في الولايات المتحدة. وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل في ظل إدارة الرئيس باراك أوباما ووصلت إلى أدنى مستوى لها أواخر الشهر الماضي عندما امتنعت واشنطن عن استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار الأمم المتحدة 2334 الذي طالب بوقف بناء مستوطنات إسرائيلية في الأرض المحتلة. وقالت باريس إن الاجتماع لا يستهدف فرض أي شيء على إسرائيل أو الفلسطينيين وإنه لا يمكن حل الصراع إلا من خلال المفاوضات المباشرة. ولم يتطرق البيان الختامي إلى أي تفاصيل سوى التأكيد على قرارات مجلس الأمن الدولي ومن بينها القرار 2334. وقال دبلوماسيون إن هذا كان مصدر خلاف خلال المحادثات. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو للصحفيين "عندما يشكك البعض في هذا فمن المهم بالنسبة لنا أن نتذكر الإطار العملي للمفاوضات. هذا الإطار هو حدود 1967 والقرارات الرئيسية للأمم المتحدة." وقال كيري للصحفيين إن الاجتماع "دفع الكرة إلى الأمام. "ويؤكد أن هذا ليس فقط وجهة نظر إدارة واحدة فهذا يتشارك فيه المجتمع الدولي بشكل واسع". اجتماع متابعة وقال البيان الختامي إن الأطراف المعنية ستلتقي من جديد قبل نهاية العام. ولكن نتنياهو قال في اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي اليوم الأحد إن"هذا المؤتمر من بين آخر اختلاجات عالم الأمس... غدا سيبدو مختلفا وغدا قريب جدا". ووجهت بريطانيا انتقادا للمؤتمر اليوم الأحد. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن مؤتمر باريس يخاطر "بتشديد المواقف" في ضوء اعتراض إسرائيل عليه كما أن الإدارة الأمريكية على وشك أن تتغير. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن "بيان مؤتمر باريس أكد وثبت جميع المرجعيات الدولية وبما فيها مبادئ وركائز القانون الدولي، ورفضه لجميع الإملاءات والاستيطان وفرض الوقائع على الأرض وبما فيها في القدس". وكان عباس قد قال يوم السبت إن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيقضي على عملية السلام.
مشاركة :