تشكيل "جبهة إنقاذ" سياسية في تونس

  • 1/16/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت سبعة أحزاب سياسية تونسية عن تأسيس جبهة سياسية من أجل توحيد الجهود لتجاوز الخطر المحدق بالبلاد، فيما وصف بأنه خطوة جديدة لمواجهة الأزمات، التي تمر بها تونس. "جبهةالإنقاذ"انبثقتبعد مشاورات حثيثة في بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بين قيادات"حركة مشروع تونس"لمحسن مرزوق وحزب"الاتحاد الوطني الحر"، بهدفجمع أحزاب أخرى في إطار جبهة سياسية موحدة.وقدانضم إلى الجبهة قسم من حزب"نداء تونس"(ما يسمى بشق رضا بلحاجالنائي بنفسه عنالمدير التنفيذي للحركة حافظ قائد السبسي نجل الرئيس الباجي قائد السبسي)،وحزب"الثوابت"(قومي)، و"الحزب الاشتراكي"(يساري)، وحزب"العمل الوطني الديمقراطي"(يساري). مشهد سياسي غير متوازن وفي حوار معRT، شرح القيادي رضا بلحاج، أحد قياديي جبهة الإنقاذ المنشق عن حزب "نداء تونس"، أهداف تأسيس هذه الجبهة في الوقت الحالي، قائلا إن "تشكيل الجبهة جاء بعد معاينة الأوضاع السياسية في تونس، ومرده اختلال توازن المشهد السياسي بالبلاد بعد انتخابات أكتوبر/تشرين الأول 2014". وأضاف أن الأزمة الداخلية لحزب نداء تونس ساهمت بشكل ما فيبروزنوع من الاختلال؛ما أدى إلى "استفراد" حركة النهضة بالمشهد السياسي العام بالبلاد، على حد قوله. وأشار بلحاج في حديثه إلى أن تعطل مسار الانتقال الديمقراطي جعلهم يفكرون في إنشاءقطب جديد مؤلف من قوى ديمقراطية وحداثية لتكون جاهزة لمواجهة القطب المحافظ،الذي تقوده"حركة النهضة". وأضاف أن حزب نداء تونس(الحاكم) لم يعد قادرا على الاستمرار في المشهد السياسي بثبات نتيجة العواصف الداخلية التي أربكت صفوفه. "شخصيات مستقلة" لتوسيع المشروع الوطني وكشف القيادي بجبهة الانقاذ أن القطب السياسي الجديد يسعىلتوسيع هذا المشروع الوطني بانضمام شخصيات مستقلة معروفةفيتونس إلى صفوفهمثلأحمد نجيب الشابي (مؤسس"الحزب الجمهوري التونسي"ورئيسه السابق) ومصطفى كمال النابلي(محافظ البنك المركزي السابق)، لكن مسألة انضمامهم لم تحسم بعد ومازالوا في طور المشاورات. أزمات خانقة وأشارمحدثناإلى أن من مهماتالجبهة السياسية الجديدة العمل على تجاوز "الوضع الخطير الذي تمر به البلاد"، من أزمات سياسية واجتماعية خانقة.فبعد 5أشهر لم تستطع الحكومة الحالية من السيطرة على الانفلات الاجتماعي واحتواء رقعة الاحتجاجات،التي تصاعدت في عددمنالقطاعات والجهات. وبذلك، ستوجِدالجبهة بديلا لتجاوز هذا الإشكال وتلافي إمكانية عزوف المواطنين عن المشاركةفي الاستحقاقات الانتخابية المقبلة بعد فقد المواطن ثقته في وعود السياسيين. بديل هش من جانبه، استبعدالأكاديمي والمحلل السياسي صلاح الدين الجورشي في حديثهإلىRTإمكانية التكهن السياسي بمستقبل هذه الجبهة. ولفت إلى أن الحياة الحزبية في هذه المرحلة تعاني من اختلال واضح في موازين القوى، وخاصة أن التحالف بين حركة النهضة وحزب نداء تونسأوجدنوعا من الفراغ، ولم يطمئن جميع الأطراف السياسية نظرا لتعرض حزب نداء تونسلأزمة داخلية أضعفته كثيرا،وأصبح مركز القوة في المشهد السياسي الراهن هو حركة النهضة. وأضاف أنمن الطبيعي أن تتجه الأحزاب الصغيرةإلىتأسيس جبهة موحدة، لكن هذه الجبهة إذا بني مشروعها على منافسة حركة النهضة،فإنها لن تشكل علاجا أو بديلا لمعضلة الفراغ السياسي الذي تعاني منه البلاد. وبرر قوله بأن استمرار الجبهاتيقوم على رؤى ومشروعاتسياسية قوية،سائلاعمإذاكانأصحاب التكتل الجديدقداستفادوامن التجارب المماثلة السابقة. اختبار جديد لحكومة الشاهد هذا،وسيدفع تأليف"جبهة الإنقاذ"حكومة الشاهد نحو اختبار جديد يتمثل في قدرتها على احتواء الاحتقان السياسي وإيجاد حلول للمشكلاتالعالقة بالبلاد،علماأن عدد الاحتجاجات والتحركات الاجتماعية في تونسناهزخلال السنة الماضية 5 آلاف احتجاج، بحسب المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية. فيما اتسعت رقعة الاحتجاجات تزامنا مع الذكرى السادسة للثورة التونسية، للمطالبة بالتنمية وبالوظائف في ظل اقتصاد منهك شهد عام 2016 أوضاعا صعبة، إذ لم تتعد نسبة النمو 1.3% في الربع الثالث، كما أن معدلات البطالة بلغت 15.6%، وفق أرقام رسمية. وأقر رئيس الحكومة يوسف الشاهد في تصريحلهبفشلالحكومات المتعاقبة منذ 2011 فشلت في تحقيق التنمية الاقتصادية،التي طالب بها التونسيون خلال الثورة. إن تعطل مسار الانتقال الديمقراطيفيتونس،وتراكم الأزمات والملفات العالقة على طاولة حكومات ما بعد الثورة،أجج هذا الوضع الاحتجاجي الغاضب،علاوة على هشاشة الأحزاب السياسية،التي فشلت تحالفاتها في إنقاذ البلاد. سناء محيمدي

مشاركة :