مؤتمر باريس ومفاوضات السلام التي تراوح مكانها

  • 1/16/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

مع انتهاء مؤتمر باريس، أضيف قرار جديد إلى القرارات الدولية المكدسة الخاصة بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. يرى متخصصون أن مؤتمر باريس يشبهما سبقهمن المؤتمرات الدولية،التي افتقرتإلىآلياتٍعملية لإحلال السلام،ولا سيماأنها لا تلزم الطرفين في تنفيذ ما يخرج عنها. وقددعا البيان الختاميللمؤتمر، الذي عقدفي العاصمة الفرنسية، يوم الأحد 15 يناير/كانون الثاني،طرفي الصراع إلى التأكيد من خلال سياستهما وأفعالهماعلىتمسكهما الخالص بحل الدولتين، محذرا الفلسطينيين والإسرائيليين من اتخاذ أي خطوات أحادية يمكن أن تؤثر على سير المفاوضات، بما فيها،المفاوضات حول القدس والحدود والأمن واللاجئين. وشدد البيان على أنإنشاء دولة فلسطينية مستقلة "تتعايش مع إسرائيل جنبا إلى جنب"هوالحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتوصل إلى السلام في الشرق الأوسط. منظمة التحرير الفلسطينية رحبت بما جاء في البيان، ووجهت شكرها إلى جميع الدول المشاركة،التي أجمعت على رفض الاحتلال وسياسة الاستيطان. وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن المشاركة الدولية الواسعة في المؤتمر وإجماعها على رفض الاحتلال، يوجهانرسالة إلى إسرائيل مفادهااستحالةتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم من دون إنهاء الاحتلال العسكري لفلسطين،والذي رأى فيهالمؤتمر السبب الرئيسللعنف والإرهاب. فيما قالت الخارجية الإسرائيلية في بيان لها إن مؤتمر باريس وقرارات الأمم المتحدة تبعد فرص السلام، لأنهاتشجع الفلسطينيين على رفض المباحثات المباشرة مع إسرائيل. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباسقدرحب بانعقاد مؤتمر باريس، وقالإن"بيان مؤتمر باريس، أكد جميع المرجعيات الدوليةوثبتها،بما فيهامبادئالقانون الدوليوركائزه، ورفضه لجميع الإملاءات والاستيطان وفرض الوقائع على الأرض،بما فيها في القدس". وشددالرئيس عباسعلى ضرورة متابعة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 وبيان باريس،بما يقود إلى إلزام سلطة الاحتلال الإسرائيلي لوقف النشاطات الاستيطانية،بما فيذلكفي القدس،وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة والكف عن تدمير حل الدولتين عن طريق الإملاءات باستخدام القوة". على الجانب الآخر،هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤتمر باريس بشكل مباشر، وقال إن"المؤتمر العبثي تم تنسيقه بين فرنسا والفلسطينيين بهدف فرض شروط على إسرائيل لا تتماشى مع احتياجاتنا الوطنية". وأضاف نتنياهو أن "مؤتمر باريس يُبعد السلام، لأنه يجعلمواقف الفلسطينيينأكثر تشددا،ويبعدهم أكثر عن إجراء مفاوضات مباشرةمندون شروط مسبقة". من جهته، قال العضو في المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة لـRTإن تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري المطمئنة لإسرائيل، تؤكد أن عملية السلام لن تبارح مكانها، مشيرا إلى أن الحديث عن عقد مؤتمر مشابه نهاية العام هو تكرار للمؤتمر، ولن يأتي بجديد. وأكد أن انعقاد مؤتمر باريس الدولي وقرار مجلس الأمن الأخير يؤكد نجاح الدبلوماسية الفلسطينيةعبرالعمل التراكمي المتواصل منذ سنوات،بيدأن المفقود حاليا هو بدءتنفيذ القرارات على أرض الواقع. وبيَّن أنتعنتإسرائيل وتغيبها عن المؤتمر ورفضها له، وعدم وجود قرار ملزم لها سيقودبشكل وبآخر إلى جر الفلسطينيينإلىعملية مفاوضات مباشرةقدستسقط خلالها الركائز الأساسية للقضية الفلسطينية. وأضافخريشةأن إسرائيل رفضت ما سيخرج عن مؤتمر باريس كما رفضت قرار مجلس الأمن، وواجهتهما بتصعيدفيالاستيطان،وهو ما ستواصلفعله كلما صدر قرار دولي داعم للفلسطينيين. ولفت إلى أن فرنسا حاولت سد الفجوة،التي خلقتها الإدارة الأمريكية في عملية السلام في السنوات الثماني السابقة،غيرأن واقع المنطقة يبدوغير مهيأ لنقل دفة إدارة الأزمات من الأمريكيين إلى الفرنسيين، وخاصة أن كليهما قدما ضمانات مسبقة لإسرائيل. فيهذاالسياق، قالت العضو في مركزية حركة فتح دلال سلامة لـRTإن انعقاد مؤتمر باريس وما صدر عنه في بيانه الختامي هو مهم وجيد بما تناوله من تشديد على حل الدولتين والقرارات الشرعية وإدانة المستوطنات. وأكدت أن افتقار المؤتمرإلىقوة فعل قائم علىإنهاء الاحتلال وإقامة حل الدولتين يضعف من قوة المؤتمرووزنهومدى تأثيره. وبينت أن المطلوب دوليا الآن هو مزيد من الاعترافات بدولة فلسطين وإقامةعلاقات ثنائية قوية للمساهمة إيجابا في تسريع التوجه الدولي لإحقاق الحقوق الفلسطينية، والضغط على المؤسسات الدولية لكيتتخذ قرارات أكثر قوة وحزمالإدانة الاستيطانووقفه. وشددت على أن تجنيد الرأي الدولي العام لمصلحةفلسطينمندون مواربة وذبذبات، مشابهةلرفض بريطانياتوقيع البيان الختاميللمؤتمر، من شأنهوضع إسرائيل في زاوية الانصياع والاحترام للقرارات والتشريعات الدولية. شذى حماد

مشاركة :