وصل المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بعد ظهر اليوم الاثنين، 16 يناير/كانون الثاني، إلى محافظة عدن جنوب البلاد. ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن مصدر سياسي يمني مطلع قوله إن المبعوث الأممي سيلتقي الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، "لإطلاعه على تعديلات أجريت على مشروع مبادرته لإحلال السلام التي رفضها هادي مسبقا لعدم تطابقها مع المرجعيات الثلاث الخاصة بالتسوية السياسية". وأوضح المصدر أن الحديث يدور عن "قرارات مجلس الأمن الدولي٬ والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية٬ ومخرجات الحوار الوطني الشامل". ومن المقرر أن يلتقي ولد الشيخ بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ورئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، ووزير الخارجيةـ رئيس الوفد التفاوضي عبد الملك المخلافي، لعرض خطة لاستئناف المشاورات. وتعد عدن محطة من جولة ولد الشيخ الإقليمية، التي تشمل عددا من العواصم العربية لبحث حل سلمي للأزمة اليمنية، بعد زيارته لكل من الرياض والدوحة ومسقط، ومن المقرر أن يتوجه المسؤول الأممي لاحقا إلى عدد من العواصم العربية الأخرى. وفي تصريحات صحفية سابقة، كشف ولد الشيخ، أن المبادرة المطروحة حاليا لحل الأزمة اليمنية "تعترف بشرعية الرئيس هادي، وأنها تحتوي على شقين أمني وسياسي. ونصت المبادرة على تعيين نائب جديد لرئيس البلاد تؤول إليه صلاحيات الرئيس، وانسحاب جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) من العاصمة صنعاء، ويعقب ذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها الجماعة. لكن الحكومة رفضت المبادرة، ورأت فيها "تهميشا" لدور هادي، ولا يُعرف حتى الآن ما إذا كان قد طرأ تغييرا جوهريا على هذه البنود في المبادرة الحالية أم لا. يذكر أن اليمن تمر منذ حوالي 17 شهرابنزاع مسلح مستمر، بين قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، واستعادت المواجهة سخونتها الميدانية المعهودة بعد أشهر من الهدوء النسبي الذي انتهى معفشل الجولة الثالثة من مفاوضات السلامالتي رعتها الأمم المتحدة بين طرفي الأزمة اليمنية. وأجريت الجولة الأولى في مدينة جنيف، منتصف يوليو/تموز 2015، والثانية في مدينة بيال السويسرية منتصف ديسمبر/كانون الأول 2015، والثالثة في الكويت (21 إبريل/نيسان الماضي وحتى 6 أغسطس/آب 2016)، لكنها فشلت جميعا في تحقيق السلام. وينفذ التحالف، منذ 26 مارس/آذار 2015، ضربات جوية مستمرة لمواقع في اليمن يقول إنها عسكرية وتابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيون) وللقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، في كافة أنحاء اليمن، بهدف "إعادة الشرعية وعودة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي". وأدى النزاع في اليمن، منذ بدء عمليات التحالف، وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة، إلى مقتل قرابة 10آلاف شخص وجرح عشرات آلاف الآخرين. وأعلنت المفوضية الأممية السامية لحقوق الإنسان، في 23 سبتمبر/أيلول، أن من بين ضحايا الأعمال القتالية التي شهدتها اليمن منذ مارس/آذار من العام 2015 قرابة 4000 مدني. المصدر: سبوتنيك + وكالات رفعت سليمان
مشاركة :