وصفت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، خلال تقرير أعدته المتخصصة بشؤون الشرق الأوسط، إيزابيل لاسيير، أن المؤتمر الدولي الذي عقد في باريس أمس، من أجل إحياء عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية بأنه مؤتمر رمزي، في وقت حضر فيه 75 دولة ومنظمة حول العالم، وتغيب عنه أصحاب الشأن المعنيون. وأكد التقرير أن العالم لا ينتظر شيئا من وراء هذا المؤتمر، حيث إن الفلسطينيين والإسرائيليين يتغيبون عنه، فيما تحضره دول ومنظمات عالمية، لافتة إلى أن فرنسا باتت تقوم بالدور الذي كان يقوم به وزير الخارجية الأميركي جون كيري لإحياء عملية السلام المتعثرة بين الجانبين منذ توقفها في أبريل 2014. وأشارت الكاتبة إلى أن المؤتمر يهدف إلى تجديد التأكيد على المبادئ نفسها التي أكد عليها الاجتماع الذي احتضنته باريس بداية يونيو الماضي، تحت عنوان "الحاجة الماسة للمضي قدما في عملية السلام"، و"ضرورة دعم حل الدولتين" كطريقِ وحيدٍ لتحقيق "سلام دائم"، مؤكدة عبر مصادر دبلوماسية فرنسية مطلعة أن هذا الهدف يواجه مخاطر جسيمة بسبب المستوطنات الإسرائيلية المتنامية في الأراضي المحتلة، إلى جانب الهجمات الفردية التي يقوم بها الفلسطينيون، وتجميد عملية المفاوضات، مشددة على ضرورة التحرك سريعا قبل اندلاع موجة عنف جديدة. وبينت الكاتبة أن اجتماع باريس يعتبر الفرصة الأخيرة للمجتمع الدولي من أجل إعادة تأكيد أفكاره قبل التحول إلى نقطة المجهول، في وقت تتجه فيه الأنظار حول صعود الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى سدة الحكم، وتنفيذ الوعود التي قطعها بشأن نقل سفارته إلى مدينة القدس المحتلة، الأمر الذي اعتبره مراقبون طعنة في عملية السلام ونسفا لكل الجهود المعنية حول حل الدولتين. آمال السلام غابت كل من فلسطين ودولة الاحتلال الإسرائيلي عن المؤتمر، بسبب قرار الحكومة الإسرائيلية مقاطعته بعد مهاجمته ووصفه بالعبثي والعدمي، فيما التقطت فرنسا الفكرة الفلسطينية في مارس الماضي بعقد مؤتمر دولي للسلام، وعملت عليه إلى حين أصبح واقعا على الرغم من الموقف الإسرائيلي الرافض. وكان من بين المشاركين في المؤتمر وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بعد أن كانت بلاده مترددة في موقفها بشأن المؤتمر، في وقت يأمل فيه المواطن الفلسطيني أن يفضي المؤتمر إلى إطلاق عملية متعددة الأطراف من أجل تطبيق حل الدولتين ضمن جداول زمنية محددة. الجهات الراعية وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، "إن الجهات الراعية للمؤتمر وهي اللجنة الرباعية للشرق الأوسط المكونة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والشركاء العرب والأوروبيين، وبلدان مجموعة الدول العشرين، حريصون على إحلال السلام في المنطقة، كما أن هذا المؤتمر يعتبر أوسع نطاقا من المؤتمر المنعقد في 3 يونيو الماضي". وأشارت الوزارة إلى أن عقد المؤتمر جاء في ظل انعدام أفق للمفاوضات، وتفاقم الأخطار المتنامية، أبرزها استمرار الاستيطان، وتباعد طرح حل الدولتين، بالإضافة إلى المشاكل الأمنية التي تتعرّض لها شعوب المنطقة.
مشاركة :