وقعت جامعة قطر وثلاث من أبرز المؤسسات الرياضية بالدولة، وهي الاتحاد القطري لكرة القدم، ومؤسسة أسباير زون، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، مذكرة تفاهم يوم أمس الاثنين بمبنى الإدارة العليا بالجامعة، وذلك بهدف إنشاء وتنفيذ برنامج أكاديمي لرعاية الرياضيين الموهوبين. وقع مذكرة التفاهم سعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر، وسعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم، وسعادة السيد حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، وسعادة السيد محمد بن خليفة السويدي الرئيس التنفيذي لمؤسسة أسباير زون، بحضور مسؤولين من جامعة قطر، والاتحاد القطري لكرة القدم، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، ومؤسسة أسباير زون، بالإضافة للمهتمين بالشأن الشبابي والرياضي. وتهدف مذكرة التفاهم إلى دعم وتطوير الرياضيين الموهوبين، بما يضمن تحقيق الإبداع الرياضي للدولة، وتتضمن بنود الاتفاقية التعاون بين المؤسسات الأربع لإنشاء وتنفيذ ودعم برنامج أكاديمي للرياضيين الموهوبين في دولة قطر، مما سيسهم في بناء جيل المستقبل من اللاعبين والأبطال الرياضيين، خاصة في مجال رياضة كرة القدم، وذلك ضمن استعدادات دولة قطر لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022. الدرهم: نسعى لاستحداث كلية للتربية الرياضية ومد سوق العمل بكوادر مؤهلة في كلمته خلال توقيع الاتفاقية قال سعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم، رئيس جامعة قطر: «نحن بجامعة قطر سعداء بتوقيع هذه الاتفاقية مع الاتحاد القطري لكرة القدم، ومؤسسة أسباير زون، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، بهدف بناء قدرات محلية في القطاع الرياضي لتلبية احتياجات سوق العمل في مجال الرياضة». ونوه بأن مذكرة التفاهم تتماشى مع الجهود الحثيثة التي بذلتها دولة قطر في تنظيم واستضافة البطولات الرياضية، وتؤكد التزام جامعة قطر بالتواصل والتعاون مع المؤسسات المحلية، بهدف تعزيز ودعم قطاع الرياضة ورفد سوق العمل بكوادر من الموهوبين الرياضيين وذلك بتوجيه من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، والجهات المعنية». وأوضح رئيس جامعة قطر في تصريحات للصحافيين أن هذه الاتفاقية تهدف إلى بناء قدرات وطنية محلية من الشباب القطري المتفوق في المجال الرياضي والموهوب من أجل دعم مستقبلهم عن طريق بناء قدراتهم الأكاديمية وكذلك الفنية الرياضية، مشيراً إلى أن الجامعة تسعى إلى استقطاب هؤلاء المتفوقين والموهوبين في المجال الرياضي بحيث يكونون إضافة حقيقية للجامعة عبر برامجها المعتمدة وطرح هذه البرامج عن طريق لجنة تسييرية بين الجهات الأربع من أجل مد سوق العمل في القطاع الرياضي بكوادر مؤهلة أكاديميا ورياضيا. وعن الموعد المحدد لتنفيذ الاتفاقية قال: «هذه الاتفاقية الآن هي في حيز التنفيذ اعتبارا من اليوم ولكن السياسات والإجراءات الخاصة بالطلبة الرياضيين الموهوبين سيتم تبنيها إن شاء الله اعتبارا من الخريف المقبل». وعما إذا كان لدى الجامعة برنامج متخصص ضمن استراتيجيتها لتأهيل كوادر فنية رياضية للتحضير لكأس العالم قال الدرهم: «دولة قطر مهتمة بالقطاع الرياضي، ووصلت إلى مراحل متطورة في تنظيم البطولات الإقليمية والعالمية؛ ولذلك تهتم الجامعة إلى أن تكون مبادرة في هذا الجانب؛ لذا تسعى في الفترة القادمة لاستحداث كلية في التربية الرياضية، وطرح مجموعة من البرامج التي تخدم هذا القطاع في المرحلة المقبلة، ولدينا حاليا برنامج بكالوريوس في العلوم الرياضية. وردا على سؤال «العرب» حول الدور الذي تلعبه جامعة قطر استعدادا لكأس العالم 2022 وإن كانت مذكرة التفاهم الأخيرة تتضمن تفاصيل متعلقة بذلك، قال سعادة رئيس الجامعة: «لدينا اتفاقيات سابقة مع لجنة المشاريع والإرث وفيها جوانب بحثية، خاصة فيما يخص تكييف وتبريد الملاعب المفتوحة، وسعينا في عدة أمور متعلقة بها، فالتعاون قائم ومستمر فيما بيننا بالذات في الجوانب البحثية والاستشارات الفنية، لكن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها اليوم لها مجال آخر، وهو إعداد القدرات واستقطاب الرياضيين الموهوبين في البرامج التي تطرحها الجامعة». رئيس اتحاد الكرة: نعاني من تسرب اللاعبين بعد الدراسة الثانوية توجه سعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم بالشكر لكافة الجهات التي ساهمت في الوصول إلى مذكرة التفاهم التي سيكون لها دور كبير في تطوير اللاعب القطري. وقال: «نعاني بشكل كبير من تسرب اللاعب القطري بعد انتهاء المرحلة الثانوية، وهذه مذكرة تفاهم ستساهم في وجود اللاعب واستقراره أكاديمياً وفنيا بما يعود على اللاعب والنادي والمنتخب بالفائدة، بدلاً من أن يسافر لإكمال تعليمه في الخارج وينقطع عن ممارسة كرة القدم من خلال النوادي القطرية». وأشار سعادته إلى أن البرنامج الجديد اليوم هو مكمل للبرنامج الموجود في أكاديمية أسباير والخاص بطلاب المرحلة الثانوية، بحيث يتم الاحتفاظ بلاعبي كرة القدم، ويكملون في نفس الوقت تعليمهم الجامعي، ليتكامل الجانبان الرياضي والأكاديمي. وبين الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني أن الفرصة متاحة أمام كافة المواهب الرياضية للتسجيل في جامعة قطر، مشيراً إلى أن الباب مفتوح للاعبين القطريين والمقيمين. وقال سعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني إن جامعة قطر من أفضل الجامعات التي خرجت عددا كبيرا من المسؤولين في الدولة، مضيفاً أن الشراكة مع الجامعة سيكون لها أثر إيجابي على الرياضة القطرية. السويدي: نسخر كل الإمكانيات للخروج بجيل رياضي يرفع اسم قطر دولياً قال السيد محمد بن خليفة السويدي الرئيس التنفيذي لمؤسسة أسباير زون: «تسعى هذه الاتفاقية إلى دعم التحصيل الأكاديمي للرياضيين الموهوبين في الدولة، وخاصة لاعبي كرة القدم، وذلك من خلال تسخير جميع الطاقات والإمكانيات للخروج بجيل رياضي قادر على رفع اسم دولة قطر في المحافل الرياضية الكبرى». وتابع: «هذا البرنامج هو محصلة لدراسات ومباحثات مستفيضة في جوانب كبيرة تختص برفع الأداء الرياضي والأكاديمي على حد سواء، ولأننا نؤمن بأهمية التحصيل الأكاديمي، لشبابنا فإننا نوليه أهمية لا تقل عن اهتمامنا بنجاحهم في الحصول على المراكز المتقدمة في المنافسات الرياضية». وأضاف: «تتمتع مؤسسة أسباير زون بمرافق وإمكانيات حديثة على أعلى المستويات، ومن هذا المنطلق يسعدنا أن تقوم المؤسسة بإتاحتها لطلاب البرنامج بهدف التدريب والتعليم، لذلك سيتم التنسيق مع إدارة جامعة قطر للاستفادة بالخبراء المختصين في المجال الرياضي من موظفي المؤسسة. ونحن على ثقة أن هذا البرنامج -الذي سيرى النور في سبتمبر المقبل- سيحدث نقلة إيجابية في مستوى الرياضيين بما فيه مصلحة هذا الوطن». عفيفة: البرنامج يساعد على تأمين مستقبل الطلاب الرياضيين أشاد علي سالم عفيفة نائب المدير العام لأكاديمية أسباير بالاتفاقية الموقعة بين اتحاد الكرة وجامعة قطر بالتعاون مع أكاديمية أسباير واللجنة العليا للمشاريع والإرث، وأضاف: «نحن سعداء ونشكر جامعة قطر واتحاد الكرة على الشراكة في التأسيس لبرامج خاصة لطلاب الأكاديمية كونها الشريحة الأكبر التي يمكن أن تستفيد من البرنامج، كما أن هذا النوع من البرامج يساعد على تأمين مستقبل الطلاب الرياضيين عبر الحصول على شهادات جامعية بجانب تحصيلهم الرياضي». وأكد عفيفة أن خطة البرنامج تتضمن برامج متنوعة في مجال الرياضة سواء في العلوم الرياضية أو التربية البدنية وتستهدف الطلاب الرياضيين بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية حيث يستفيد الطالب من الجانب الرياضي بحيث يكون لديه شهادة أكاديمية متخصصة في الرياضة تخدمه مستقبلا. وحول مدة البرنامج والآلية فسيتم تشكيل لجان خاصة تضع الآلية المناسبة وتعمل على وضع الرؤية الخاصة بالبرنامج، ونحن على ثقة بأن اللجان ستراعي مصلحة الجميع وتضع الأطر المناسبة في سبيل إنجاح البرنامج وتعم فائدته على جميع الطلبة الرياضيين. الذوادي: الاتفاقية جزء من استثمار قطر لكأس العالم قال السيد حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث: «نطمح لأن تمنح هذه الاتفاقية الجديدة فرصاً تعليمية نوعية للرياضيين لتطوير وتنمية مهاراتهم الإدارية في قطاع الرياضة. ونحن في اللجنة العليا للمشاريع والإرث فخورون بالمساهمة إلى جانب شركائنا في تنمية صناعة الرياضة في دولة قطر والمنطقة، وذلك كجزء من التزام دولة قطر باستثمار بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 لتنمية الطاقات والقدرات البشرية وصقل مواهب الكوادر الرياضية وتعزيز خبراتهم. وأضاف: «يسعدنا أن نقدم من خلال (معهد جسور) للتفوق الرياضي، فرصة للمهتمين والراغبين لحضور برامج التطوير التنفيذي وورش عمل التطوير الاحترافي وبرامج الشهادة والدبلوم المهنيين المتاحين حالياً في المعهد».;
مشاركة :