أبوظبي (الاتحاد) أظهر استعراض لدراسة بحثية بشأن الأمن المائي، أجريت قبيل انعقاد القمة العالمية للمياه 2017، التي انطلقت فعالياتها أمس في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وجود إمكانات كبيرة تنطوي عليها تقنيات تحلية المياه المبتكرة، من أجل تحسين الاستدامة في إمدادات المياه بدولة الإمارات. وتمسك دولة الإمارات ودول أخرى في مجلس التعاون الخليجي بزمام الريادة العالمية في مجال تحلية المياه، لا سيما وأنها استطاعت أن تثبت قيمة التقنيات في دعم الأمن المائي بجميع أنحاء العالم. وظلّت بلدان المنطقة، تاريخياً، تستخدم العمليات الحرارية في تحلية المياه، وذلك من الحرارة الناتجة عن توليد الكهرباء. ووجد تقرير السوق لعام 2017، الصادر عن القمة العالمية للمياه، والذي أعدته شركة «فروست آند سوليفان» للأبحاث، أن دولة الإمارات تستخدم العمليات الحرارية لتلبية نحو 88% من احتياجات تحلية المياه، وذلك استناداً إلى أرقام تقرير معلومات المياه العالمي. وتقود شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، في الوقت الراهن، جهوداً من شأنها ربط تحلية المياه بالطاقة المتجددة، كما تنظر في أحدث التطورات الحاصلة في تقنيات مثل التناضح العكسي والتناضح الأمامي، التي تستخدم أغشية ذات تقنية عالية لتصفية مياه البحر، ودمج هذه العملية بتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية. أما الهدف من ذلك فيكمن في العثور على الحلّ الأكثر تقدماً والمصمم خصيصاً ليناسب بيئة المنطقة. وقال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر»، بهذه المناسبة «تقنيات تحلية المياه المبتكرة تنطوي على إمكانات واسعة للمساهمة في تحقيق أهداف الطاقة التي حددتها دولة الإمارات وبلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، وأضاف: «لطالما أمسكت بلدان المنطقة بزمام الريادة في إثبات أن تحلية المياه مصدرٌ مُجدٍ وآمن للحصول على المياه العذبة، وقد أحرزنا تقدّماً كبيراً في جهودنا الرامية إلى البحث عن حلول جديدة مبتكرة تتسم بالاستدامة، ولكونها مجدية من الناحية التجارية». من جانبه، أكّد عبد الله علي مصلح الأحبابي رئيس مجلس إدارة هيئة مياه وكهرباء أبوظبي، أن الاستثمارات الهائلة التي يجري ضخّها إقليمياً في مجال الطاقة الشمسية، ستقلّل استخدام الغاز في التوسع المستقبلي في إمدادات الكهرباء بمختلف أنحاء المنطقة، وقال «من شأن تقليل الاعتماد على الغاز لتوليد الكهرباء أن يجعل الاعتماد على تقنيات تحلية المياه الجديدة أمراً حتمياً للحفاظ على إمدادات المياه في المستقبل، ونحن بحاجة إلى اتخاذ قرارات بهذا الصدد بناء على معلومات يمكن الاعتماد عليها، وتستند على الظروف المحلية».
مشاركة :