السعادة الأبدية خرافة من الممكن أن تمنعك من التطور

  • 1/17/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الكثير منا لديه هاجس الوصول إلى السعادة الأبدية التي لا مكان للشعور بالحزن أو اليأس بعدها، لكن ثمة من يرى أن تعرض الإنسان للإحباط في بعض الأحيان قد يحفزه ليسعى إلى تطوير نفسه وحياته، وإن السعادة الأبدية قد تقلل من ذلك. ونقل موقع صحيفة «ذا إندبندنت» عن أستاذة محاضرة في علم النفس في جامعة سندرلاند تدعى هيلين دريسكول قولها إن شعور الإنسان بالسعادة دائماً يعد أمراً صعباً ومستحيلاً بعض الشيء، إذ إنه حتى وإن حاولنا المحافظة على شعورنا بالسعادة، فإن طبيعتنا الإنسانية والجسدية لن تسعفنا على ذلك.   وفسرت دريسكول الأسباب وراء ذلك بأن الإنسان تطور عبر الزمن ليكون لديه قائمة من النقاط التي تجعله يصل إلى السعادة، فحتى وإن اشترى سيارة جديدة أو انتقل إلى منزل أحلامه، فإنه في حاجة إلى تجربة مجموعة متنوعة من العواطف للحافظ على دوافعه وسعيه للتطور في الحياة. وأظهرت إحدى الدراسات أن الأفراد الذي يفوزون في مسابقات اليانصيب لا يستمرون في الشعور بالسعادة والرضى على المدى الطويل، مقارنة بالأشخاص الذين واجهوا خسارة ما في حياتهم، مثل من يصابون بالشلل بعد حادث. وبينت الأستاذة أن الحصول على السعادة قد يكون أمراً صعباً، والمحافظة عليها قد يكون أمراً أصعب، قائلة: «إن عيشنا في حياة مليئة بالسعادة لن تجعلنا قادرين على التطور والسعي وراء أحلامنا بالحصول على وظيفة رائعة والعثور على شريك الحياة المثالي، وإنجاب الأطفال، إن كنا سعداء سعادة مطلقة، فإننا لن نفعل أي من هذه الأمور. وأضافت أن السعادة أمر اعتاد البشر على الشعور بأنه صعب المنال وإنزلاقية، إذ أننا نعرف ما هي، وشعرنا فيها يوماً ما، وعندما لا نشعر فيها فنحن نريدها، وعندنا نحصل عليها فنحن نريد أن تبقى إلى الأبد، لكنها عادة ما تنزلق وترحل بعيداً، موضحة أن قيمة السعادة تزداد في نظرنا عند عدم شعورنا فيها. ويشير علماء النفس إلى أن السعادة في حياتنا لها أنواع، فمنها السعادة الطويلة المدى، ومنها السعادة القصيرة المدى، موضحين أن هذه الأنواع من السعادة من الممكن أن تتصادم سوياً ليمنع أحدها حدوث الأخرى، فعلى سبيل المثال الذهاب إلى حفلة والاستمتاع فيها يعتبر محاولة للوصول إلى السعادة القصيرة المدى، التي من الممكن أن تتعارض وعمل الفرد الذي سيساعده في الوصول إلى النجاح المهني الذي يعتبر سعادة طويلة المدى.

مشاركة :