كشف بحث جديد أن ارتفاع درجات حرارة المحيطات يسبب زيادة في نسب إصابة المحار الذي نأكله بمواد سامة قد تكون قاتلة. ورصد باحثون انتشاراً واسعاً للطحالب قبالة الساحل الغربي للولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، كان يمكن رؤيته من الفضاء، بحسب صحيفة "ذا إندبندنت". وينجم عن انتشار الطحالب إنتاج مركب "عصبي" سام يدعى حمض Demoic، الذي يتراكم لاحقاً في المحار مسبباً حالات تسمم للإنسان عند تناوله يمكن أن تؤدي إلى فقدان الذاكرة والموت في حالات نادرة. وأدى حمض Demoic السام إلى التسبب في وفيات جماعية عند أسود البحر والدلافين والحيتان والثدييات البحرية الأخرى. ويعمل الباحثون الآن على إيجاد طريقة للتنبؤ بأوقات انتشار الطحالب، وذلك لرصد المحار المتضرر على الفور قبل أن يُباع للاستهلاك البشري. ويحدث هذا الأمر بسبب ارتفاع درجات حرارة المحيطات، نتيجة عمليتين طبيعيتين هما التردد الجنوبي "إل نينو"، وهو ظاهرة مناخية عالمية، والتذبذب العقدي في المحيط الهادئ. إلا أن العلماء حذروا من ارتفاع درجات حرارة المحيطات بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، لأن هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة واضحة في نسب تسمم المحار. وقال بيل بيترسون، وهو أحد الباحثين من المركز الوطني الأميركي لإدارة المحيطات والغلاف الجوي (نوا): "إن هذه الدراسة تساعدنا على تحديد ما إذا كانت زيادة تقلبات المناخ في المحيطات أدت إلى حدوث انتشار أكبر لحمض domoic على نطاق الساحل الغربي بين عامي 2015 و2016. وإن كان ذلك حدث بالفعل، فمن المحتمل أن نشهد زيادة واضحة لآثار الحمض السام في جميع أنحاء الشبكة الغذائية في المحيطات". ويتم إنتاج حمض domoic الذي سبق أن عُرّف بأنه خطِر على الصحة العامة في عام 1987، من طحالب دقيقة تسمى "pseudo-nitzschia" يأكلها المحار وغيره من الكائنات البحرية.
مشاركة :