تسلمت تونس من الولايات المتحدة معدات عسكرية بحرية لدعم جهود القوات التونسية في مكافحة الإرهاب والهجرة الغير نظامية، بينما تواصلت الاحتجاجات المطالبة بالتنمية في عدد من محافظات البلاد بعد 6 سنوات على نجاح الثورة في تونس. وقال وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني إن بلاده تسلمت أمس، دفعة ثالثة من الزوارق السريعة، من طراز «اي 700» الأميركية، لتعزيز قدرات جيش البحر التونسي «على حماية حدود تونس البحرية والتصدي للهجرة غير النظامية والتهريب والجريمة المنظمة والمساعدة على إنقاذ الأرواح البشرية في البحر». وأعرب الحرشاني في كلمة له أثناء تسلم الزورقين العسكريين المتطورين في قاعدة بنزرت البحرية (شمال)، عن شكر بلاده للدعم الأميركي المتواصل للجيش التونسي وتطوير قدراته العملياتية عبر توفير المعدات وتكثيف التدريب وتبادل الخبرات والتنسيق في مجال الاستعلام في مجال مكافحة الإرهاب. وأوضح الوزير التونسي أن المساعدة الأميركية «تضم زورقين سريعين متمتعين بتقنية عالية جداً ستساعدنا على حماية حدودنا البحرية ومكافحة الإرهاب وعمليات التهريب والهجرة غير الشرعية»، مشيراً الى أن «تونس تعمل على إنشاء منظومة متكاملة تضم كل المعدات اللازمة من خافرات وجوالات ورادارات لحماية الحدود». وصرح السفير الأميركي لدى تونس دانيال روبينستن بأن «الزورقين اللذين تم تسليمهما للبحرية التونسية اليوم هما جزء من برنامج دعم أميركي شامل للجيش التونسي يضم في مجمله تزويد البحرية التونسية بـ26 زورقاً عسكرياً، ما يعزز قدراتها العملياتية في مكافحة الإرهاب والتهريب والهجرة غير الشرعية وحماية الحدود». وأضاف السفير الأميركي أنه يتوقع وصول عدد من المروحيات العسكرية الأميركية إلى تونس خلال العام الحالي وذلك استكمالاً لصفقة سابقة تنص على تزويد الجيش التونسي بمروحيات «بلاكهوك»، إضافة إلى تسليم تونس 13 راداراً متطوراً ستُركز على طول الساحل التونسي. في غضون ذلك، تواصلت الاحتجاجات في مدينة المكناسي التابعة لمحافظة سيدي بوزيد (وسط) بعد انطلاقها عشية إحياء الذكرى السادسة للثورة التونسية، والتي تطالب بالتنمية وتوفير فرص العمل للعاطلين في هذه المحافظة التي تعتبر إحدى أكثر المناطق فقراً في البلاد. واندلعت ليلة الأحد - الإثنين، مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين مطالبين بالتنمية في مدينة المكناسي حيث استعملت قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لمواجهة المحتجين الذين أحرقوا إطارات المطاط وأغلقوا طرقاً رئيسية في المدينة. وأصيب أحد المتظاهرين بجروح بعد إصابته بالرأس بقنبلة مسيلة للدموع اثناء تفريق المحتجين، بينما استمرت المواجهات في المكناسي طيلة ليل الأحد - الإثنين، قبل أن يسود الهدوء في المدينة منذ الساعات الأولى لصباح أمس. ويتخوف مسؤولون من اتساع رقعة الاحتجاجات المطلبية في المحافظات الأكثر فقراً في البلاد، التي تطالب بنصيبها من التنمية. وكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد أرسل وفوداً وزارية للحوار مع المحتجين في مدن بن قردان (جنوب شرق) وسيدي بوزيد (غرب) والقصرين (وسط غرب) ومحاولة امتصاص غضبهم. على صعيد آخر، تسبب سقوط كميات كبيرة من الثلوج على مرتفعات في شمال غربي تونس بمحاصرة ألف سيارة، ما اضطر السلطات إلى فتح عشرة مراكز إيواء. وشهدت مرتفعات الولايات الواقعة غرب البلاد وشمال غربها (الكاف وسليانة والقصرين وجندوبة) تساقط كميات متفاوتة من الثلوج أدت إلى قطع بعض محاور الطرقات. وعلى رغم تحذيرات السلطات بعدم التوجه إلى المناطق الأكثر عرضة لهذه العواصف، إلا أن ألف سيارة علقت أول من أمس، وسط الثلوج وذلك في ولاية جندوبة (شمال غرب) بخاصة على الطريق الوطنية الرقم 17. وأدى تساقط الثلوج أيضاً إلى عرقلة حركة السير على طرقات ولايات الكاف وسليانة والقصرين. وأشارت الأرصاد الجوية التونسية إلى استمرار موجة البرد لأيام.
مشاركة :