هرع سكان في طهران إلى الشوارع أمس، بعد سماع مضادات أرضية وراجمات، ذكّرتهم بالحرب العراقية – الإيرانية (1980 - 1988) عندما كانت المضادات تتصدّى للمقاتلات العراقية المغيرة على العاصمة ومدن أخرى. وأعلن حاكم طهران عيسى فرهادي أن المضادات أطلقت النار على طائرة بلا طيار، حلّقت عند الساعة الخامسة بعد الظهر فوق منطقة محظورة في العاصمة. وأضاف أن الطائرة «لم تكن عسكرية، ولا نعلم إلى أي جهة تنتمي»، مستدركاً أن «لا قلق في هذا الصدد». أما علي أصغر ناصر بخت، نائب فرهادي للشؤون الأمنية، فأعلن أن المضادات استهدفت طائرة صغيرة بلا طيار دخلت منطقة حظر جوي وسط العاصمة، مشيراً إلى إسقاطها في «ميدان حر» القريب من مقرّ إقامة المرشد علي خامنئي. في المقابل، ذكر علي رضا إلهامي، وهو قائد في قوات الدفاع الجوي الإيرانية، أن الطائرة هي من طراز «كوادكوبتر» (متعددة المروحة)، مشيراً إلى أنها غادرت المنطقة بعد طلقات تحذير. والـ «كوادكوبتر» هي طائرات بلا طيار غير عسكرية، تُستخدم عادة في التصوير. وطمأن المواطنين إلى أن «الأصوات التي سُمعت في طهران هي أصوات الوعي والجاهزية التي تتمتع بها القوات الإيرانية، لمواجهة أي خطر». وهناك مناطق في طهران يُحظّر على الطائرات دخولها، بينها المفاعل النووي والمنطقة التي يقيم فيها المرشد، إضافة إلى مراكز عسكرية. وكانت إيران أسقطت الشهر الماضي طائرة بلا طيار كان يشغّلها طاقم تصوير تابع لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمية وسط طهران، لالتقاط صور من الجوّ لفيلم تسجيلي، بعدما اقتربت من مقرّ المرشد. في فيينا، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو امتثال إيران لالتزام أساسي في الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، إذ أوفت بموعد نهائي وأخرجت مئات من «أجهزة الطرد المركزي وبنية تحتية زائدة» من منشأة فردو المحصنة لتخصيب اليورانيوم، لتخزينها في منشأة ناتانز للتخصيب. ويمكن إبقاء أكثر من ألف جهاز طرد مركزي في فردو، وفقاً للاتفاق، لكن يجب استخدامها للبحث ولأهداف ليست مرتبطة بالتخصيب. إلى ذلك، وصف محسن رضائي، سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، بلاده بـ «أسد رابض مترصّد صبور»، معتبراً أن الولايات المتحدة «تدرك وجوب الامتناع عن الاقتراب منه».
مشاركة :