مزار شريف/ سيد خوده بردي سادات/ الأناضول تركت الحرب الأهلية في أفغانستان تأثيرات كبيرة على مختلف جوانب الحياة فيها، وخاصة على النساء، اللاتي بقين لعقود حبيسات المنزل، والآن تؤثر الاضطرابات المستمرة في البلاد على النساء بشكل مختلف، حيث دفعتهن هذه المرة للخروج من منازلهن وحمل السلاح للدفاع عن حياتهن. في ولاية جوزجان شمالي أفغانستان، اضطرت مجموعة صاحبات الأيدي الناعمة، جميعهن لا يعرفن حتى القراءة والكتابة، لحمل السلاح واللجوء إلى الجبل، بعد أن تزايدت هجمات تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة. واتخذت نساء قرية "غرمسير" في قضاء "درزاب" بالولاية، هذه الخطوة بعد أن هاجم عناصر تنظيم داعش القرية، وقتلوا أزواجهن وأبناءهن، وحرقوا منازلهن. وهكذا حملت النساء السلاح وتحصن في جبال قرية "نو آباد" في قضاء "قوش تبه" القريب، استعدادا لصد أي هجوم لداعش. وقالت "أي جمال"، إحدى النساء اللاتي حملن السلاح، لمراسل الأناضول، إنهن سيدافعن عن أنفسهن وعن أهالي المنطقة، مضيفة "سنحارب الإرهابيين حتى آخر نفس، وسُنري العالم شجاعة النساء الأفغانيات". وأشارت أي جمال أن نساء المنطقة بقين دون حماية بعد أن قتلت داعش الرجال والشباب كما أن أعداد رجال الأمن في المنطقة غير كافية، وطالبت السلطات بدعمهن بالسلاح والذخيرة. وأوضحت أي جمال أن عدد النساء حاملات السلاح 20 امرأة، إلا أن العدد قد يرتفع إلى 100، في حال تلقيهن دعما من السلطات. بدورها قالت بادام غول، إحدى عضوات المجموعة، إنهن اشترين الأسلحة التي يحملنها بأموالهن الخاصة، مضيفة "مصيرنا غامض، قد يعود عناصر داعش ويقتلوننا نحن أيضا، لذا نحن في حاجة إلى دعم فوري بالأسلحة". ولفتت بادام غول أن ابنها أصيب في اشتباك مع الإرهابيين قبل ثلاثة أشهر ويرقد في المستشفى منذ ذلك الحين. وتعهد قائد شرطة ولاية جوزجان، عبد الحفيظ حاشي، في حوار مع الأناضول، بدعم النساء اللاتي حملن السلاح في مواجهة داعش بالسلاح والذخيرة، وتقديم وجبات طعام يومية لهم. وأكد حاشي أنه سيتم القضاء على الإرهابيين في المنطقة بتعاون رجال الأمن والنساء في مواجهتهم. وأشار حاشي أن عناصر داعش ينشطن في اثنين من أقضية الولاية العشر. وزاد تنظيم داعش من نشاطه في أفغانستان، في الوقت الذي يبحث فيه عناصره عن مناطق نشاط جديدة في البلاد هربا من الغارات الجوية لقوات التحالف بزعامة الولايات المتحدة. وكان التنظيم بدأ نشاطه في أفغانستان عام 2015، وتقدر إحصاءات غير رسمية عدد عناصر التنظيم في أفغانستان بما بين 2600 و3 آلاف عضوا. وأنشأ التنظيم، الذي ينشط في ولايات أفغانستان الشمالية، معسكرا تدريبيا في ولاية قندوز شمالي أفغانستان، وألقي القبض على أحد قادة الحركة البارزين، الملا باز محمد خلال محاولته تجنيد عناصر للتنظيم في ولاية جوزجان. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :