دعوة العلماء للتصدي لفتاوى دعاة الفتنة عبر الفضائيات

  • 1/18/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شدد أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، على أهمية أخذ الفتوى من أهلها وهم العلماء المشهود لهم بالعلم الشرعي والعقل والحكمة وعلى رأسهم أعضاء هيئة كبار العلماء في المملكة، قائلا "إن العلماء هم الراسخون في العلم والمصدر الحقيقي للفتوى لا أن تؤخذ من غيرهم حتى لا يكون الجواب على السؤال في غير مساره الشرعي". ودعا الأمير فيصل الشباب إلى أخذ فتاواهم من العلماء، منوها بأن الفتوى من غير أهلها تعد استخفافا بشرع الله. جاء ذلك في كلمته خلال لقائه الأسبوعي "الإثنينية" في قصر التوحيد ببريدة بعدد من الأمراء والمسؤولين ووكلاء الإمارة ومسؤولي القطاعات الحكومية والخاصة وأعيان المنطقة وجمع من المواطنين، بحضور عضو اللجنة الدائمة للإفتاء عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، وعضو الإفتاء بفرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالقصيم الشيخ الدكتور عبدالله الطيار، والمشرف العام على الفرع عضو الإفتاء الشيخ الدكتور خالد المصلح، والتي خصصت لمناقشة "الفتوى وأهميتها وأهلها وشروطها". فتاوى التواصل الاجتماعي أشار أمير القصيم إلى أن التقنية سهلت الوصول إلى الفتوى من العلماء المعتمدين، مؤكدا أن تخصيص هذه الجلسة للفتوى وأهميتها وأهلها وشروطها يأتي نظرا لما تتعرض له الفتوى من أمور كثيرة عبر القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي من أشخاص متطفلين غير مؤهلين لها وجهال وأعداء للدين، مشيدا بما تقوم به القيادة الرشيدة من وضع خدمة الفتوى في كل أمر من أمورها. الحذر من فتوى الجهال حذر الشيخ صالح الفوزان من المواقع الإلكترونية وما ينشر بها والإصغاء إلى فتوى الجهال وتلقفها من غير تمحيص وردها إلى العلماء وأهل الدراية، مؤكدا أن الفتوى أمرها عظيم كونها توقيع عن الله. وقال إن الذين يفتون للشباب بالذهاب إلى مناطق الصراع ولا يفتون لأبنائهم هم دعاة فتنة غاشون للأمة ويشتتون أمر المسلمين. وأكد أن الفتوى من القول على الله إن كان بعلم فالحمد لله، وإن كان بجهل فهو من القول على الله بغير علم، وهو من أشد المحرمات. ضوابط الجهاد ردا على سؤال عن الجهاد وضوابطه، قال الفوزان إن الجهاد مربوط بولي أمر المسلمين لا بأمراء الجماعات فهذا أمر خطير وضياع وهلاك للأمة، والواجب التقيد بما ذكره العلماء في كتب العقيدة لا يؤخذ الجهاد من تسموا به وأصبحوا يسفكون الدماء بغير حق، فهذا جهاد في سبيل الشيطان، ولابد أن تسير الأمور على المنهج الشرعي والكتاب والسنة وعلى عقيدة السلف الصالح، محذرا من خطورة من يتطفل على العلم ومسائل الدين في الأوامر والفتاوى. فوضى المطالبة بالحقوق لفت الشيخ الفوزان إلى أن المظاهرات والاعتصامات ليست من الطرق السلمية التي تتحقق بها المطالب وليست وسيلة شرعية بل هي فوضى فالحقوق لا تؤخذ بالفوضى فلدينا مراجع ومحاكم ونظام شرعي يكفل للناس حقوقهم، مؤكدا أن الخروج في حال الظلم ليس صحيحا، وأن الخليفة من يختاره المسلمون من أهل العقد والحل والعقلاء من الناس، كما أكد أن البيعة لا تكون إلا لولي الأمر، وإذا بايع أهل الحل والعقد فالبقية تبع لهم، والبيعة كما قال عنها الإمام الشوكاني - رحمه الله - توزعت الدول الإسلامية وكل دولة لها حكامها، ولا تتعدى دولة على أخرى، ولا يمكن حصر الناس على إمام واحد. التكفير بحكم العلماء بين الشيخ الفوزان، أن التكفير حكم شرعي لا يصدره إلا العلماء الذين أوكل لهم الحكم والتكفير والردة يترتب عليهما أمور كثيرة، مشيرا إلى أن كتب العقيدة الموثوقة التي تسير على مذهب السلف الصالح موجودة وتكفينا عن خزعبلات هؤلاء وعقائدهم التي بنوها على الجهل، لافتا إلى أن المحاكم الشرعية لدينا تحكم وفق الكتاب والسنة ومن يتحدث غير هذا فليس له عقل ولا عبرة في كلامه، وأن من يتكلم في الولاة والعلماء ويطعن فيهم فهذا فعل باطل، ولا أحد معصوم من الخطأ، وجمع الكلمة مطلوب، واصفا من يدعون الشباب إلى أماكن الصراع بدعاة فتنة وغاشين ويريدون ما يشتت أمر المسلمين. دعاة الفتنة قال الشيخ الدكتور عبدالله الطيار في ورقة قدمها خلال اللقاء إن الفتوى لها أهمية كبيرة ومنزلة عظيمة، لأنها تتعلق بالدين إحدى الضروريات الخمس التي جاءت الشرائع السماوية بكفالتها والعناية بها وحفظها، موضحا أن الفتوى توقيع عن رب العالمين، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم تولى الفتوى ثم خلفاؤه الراشدون فالعلماء الربانيون في كل عصر، فليس كل شخص مؤهلا للفتوى. وأشار إلى أن من يقولون إن من يفتون بهذه البلاد المباركة متشددون فهم دعاة للفتنة، مشيدا بالتوجيه الكريم بقصر الفتوى على العلماء، محذرا من فتاوى المجاهيل، لأنهم أعداء للدين والبلاد وعلمائها. وأكد الشيخ الدكتور خالد المصلح، أن من يفتي بغير علم يعد من المفسدين، مؤكدا أهمية توعية الناس فيمن يأخذون منهم الفتوى، محذرا من خطورة التهاون في الاستفتاء. فيما اقترح رئيس محكمة الاستئناف بالقصيم الشيخ عبدالله المحيسن، أن ترتب زيادة لأعضاء الإفتاء للمناطق وهيئة كبار العلماء شهريا، مطالبا بتفعيل توصيات مؤتمر جامعة القصيم عن الفتوى عام 1435. وحذّر رئيس المحكمة العامة ببريدة الشيح إبراهيم الحسني من فتاوى المتتبعين للرخص، قائلا "يجب منعهم حيث إن وجودهم يعطي ذريعة لفتاوى التفجير والتكفير"، وقال "لا نغتر بكثرة المتابعين بالملايين للمفتين على مواقع التواصل حيث إنهم يفتون فتاوى شاذة".

مشاركة :