ناقش المشاركون في مؤتمر "دور الجامعة السعودية في تفعيل رؤية 2030" الذي اختتم بجامعة القصيم الأسبوع الماضي دراسة "متطلبات تطبيق الجامعات للإدارة الاستراتيجية لتحقيق رؤية 2030"، وذلك في الجلسة التي عقدت برئاسة عميدة كلية العلوم والآداب بمحافظة رياض الخبراء بجامعة القصيم أسماء صالح العمرو، بمشاركة الدكتور خالد عبدالعزيز الشملان من الجمعية السعودية للإدارة، والجوهرة سليمان الفوزان، من جامعة الملك سعود. وهدفت الدراسة إلى التعرف على أبرز ملامح متطلبات الإدارة الاستراتيجية بأبعادها، وهي "إعادة صياغة استراتيجية الجامعات، وتحليل البدائل المتاحة، وتطبيق وتنفيذ الخطة الاستراتيجية، والرقابة والتقويم الدوري للخطة الاستراتيجية"، وكذلك معرفة أبرز ملامح متطلبات الإدارة الاستراتيجية النابعة من رؤية المملكة 2030 المرتبطة ببعديها الإداري والتعليمي. متطلبات الإدارة الاستراتيجية استخدم في هذه الدراسة المنهج الوصفي بأسلوبه المسحي. وبلغت عينة الدراسة 287 عضوا من أعضاء الجمعية السعودية للإدارة. وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج، منها أن متطلبات الإدارة الاستراتيجية حصلت على درجة عالية من الأهمية بجميع أبعادها لتتواكب مع رؤية 2030، وأن أعضاء الجمعية السعودية للإدارة يرون أهمية توافر متطلبات إدارية وأخرى تعليمية لدى القائمين على الإدارة الاستراتيجية بالجامعات السعودية بما يكفل تحقيق الرؤية. وأكدوا على أهمية توفر نظم معلومات تسهل عملية اتخاذ القرار لدى القائمين على الإدارة الاستراتيجية في الجامعات السعودية، مع الاهتمام بتوافر المعرفة بعلميات الإدارة الاستراتيجية وفق رؤية 2030، والعمل على سد الفجوة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل، وأهمية تحسين البيئة التعليمية المحفزة للإبداع والابتكار في الجامعات السعودية. التخطيط الاستراتيجي بالجامعات قدمت الأستاذة بجامعة القصيم الدكتورة رغدة محمد العطيوي، دراسة تحليلية لبعض الأبعاد في الخطة الاستراتيجية لجامعة القصيم في ضوء رؤية المملكة 2030، استعرضت فيها المفاهيم الأساسية وبعض التجارب في التخطيط الاستراتيجي في الجامعات، كما استعرضت مكونات الخطة الاستراتيجية لجامعة القصيم، وأوضحت المنهجية المستخدمة في إعدادها، وأوجه تميزها وكيف يمكن لها الإسهام في تحقيق رؤية المملكة 2030، وتعزيز دورها التنموي، وتحسين مخرجاتها وخدماتها في ضوء أعلى معايير الجودة في التعليم العالي. كما ناقشت الجلسة أيضا ورقة بحثية عن "حوكمة الجامعات في المملكة لتحقيق رؤية 2030"، قدمتها الدكتورة نورة منيع عبدالكريم المنيع، والدكتورة تهاني محمد ناصر الخنيزان، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وأوصت الدراسة بمقترحات، من أهمها: العمل على إصدار المزيد من القوانين، واللوائح التشريعية، وتشكيل مجلس تشريعي تحت مسمى مجلس أمناء الجامعة، وإنشاء مركز استشاري تحت مسمى مركز الحوكمة الأكاديمي، والعناية بنظام الإشراف والرقابة الداخلية، وتعيين مراجع خارجي للجامعة يتمتع بالكفاءة المهنية والنزاهة، وتفعيل مقترح لهيكلة لجان المساءلة والمراجعة والتقييم الداخلية والخارجية. وأوصت الدراسة بإزالة الروتين والبيروقراطية في الجامعات عبر تحسين إجراءات العمل فيها، مما يعني ضرورة إعادة هندسة العمليات في الجامعات لكي تتمكن من تلبية حاجات الطلبة والجمهور وتحقيق رضاهم، والعمل على تطوير التشريعات التي تضمن الاستقلال الحقيقي للجامعات، وإشاعة ثقافة الحوكمة. تفعيل الحوكمة في حين قدمت الدكتورة الجوهرة سليمان الفوزان، بجامعة الملك سعود، ورقة بحثية بعنوان "إطار مقترح لتفعيل حوكمة الجامعات السعودية لتحقيق رؤية 2030"، أوصت فيها بتعزيز فاعلية الجامعات، وزيادة كفاءتها الداخلية والخارجية من خلال تكوين بيئة صالحة للعمل، وتحقيق الشفافية من خلال العمل وفق آليات، وأطر تتسم بالوضوح، وتمكن العاملين من ممارسة أعمالهم بشكل كامل، وتحقيق العدالة والمساواة على أساس من الكفاءة والجدارة بين العاملين في الجامعات للحصول على أداء مرتفع من جميع منسوبيها، وضمان حقوقهم ومصالحهم، وتعزيز مشاركة جميع منسوبي الجامعات من أعضاء هيئة تدريس أو باحثين أو إداريين أو طلبة في عمليات صنع القرارات، وتعزيز القدرة التنافسية في أداء المهام، وبالتالي احتلال مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية، وهي بذلك أداة رئيسة في تحقيق متطلبات رؤية 2030.
مشاركة :