الفارون من قبضة داعش.. عراقيون يعانون من أضطرابات الصدمة

  • 1/18/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أثناء فرارها من حكم تنظيم الدولة الإسلامية داعش في شمال العراق قبل ثلاثة أشهر شاهدت ليلى اثنتان من بناتها تموتان أمام عينيها. أقعدها الحزن وصدمة تلك الليلة الأليمة وهي الآن تجد صعوبة كبيرة في السير على قدميها وتكاد لا تأكل شيئا. وانفجر لغم أرضي في البنتين لدى فرار الأسرة تحت ستار الليل بعد أن قضت أكثر من عامين تحت حكم داعش في بلدة الشرقاط جنوبي الموصل. وتوفيت الابنة الصغرى على الفور وغطت الدماء جسدها. وفقدت ابنتها ذات الـ16 عاما ساقها وغابت عن الوعي. وربطت ليلى ساق ابنتها بغطاء رأسها وحملتها على ظهرها بضعة كيلومترات إلى خط الجبهة للجيش العراقي. وقالت في وقت سابق من هذا الشهر في مخيم قريب للنازحين حيث تعاني الآن الاكتئاب وأعراض الاضطرابات النفسية بعد الصدمة كدت أسمع صوت روحها وهي تغادر الجسد. كان رأسها على كتفي. أوضاع صعبة يعيشها النازحون من الموصل وتشير منظمات الإغاثة إلى أن المخيمات المجاورة مكدسة بالمدنيين النازحين من الموصل والمناطق المحيطة بها والكثيرون منهم يعانون الاكتئاب واضطرابات القلق. وقالت ليلى أشعر بالضياع وحياتي لم يعد لها معنى.. إذا سُرقت سيارتك يمكنك شراء أخرى. إذا دمر بيتك يمكنك بناء غيره لكن الحياة لا يمكن تعويضها. وتتلقى ليلى علاجا نفسيا وتحضر جلسات أسبوعية تديرها منظمة أطباء بلا حدود لكنها تقول إن لا شيء يمكن أن يخفف عنها محنتها.. العلاج لا يشفي القلب العليل. نازحون عراقيون فروا من الموصل بانتظار نقلهم إلى مخيمات قرب بلدة برطلة صدمة جماعية في خيمة مجاورة في دباجة تجلس امرأة أخرى أم لثلاثة أطفال من قرية أخرى في جنوب الموصل. وتبدو أكبر بكثير من سنوات عمرها الـ20 وتتحدث في ضجر ونادرا ما تنظر في عيني محدثها. كانت آلام المخاض قد فاجأتها أثناء هروبها في الخريف الماضي فولدت توأمين. ورفض الزوجان الخوض في تفاصيل الولادة لكن حالة الأم شُخصت منذ ذلك الحين بالاكتئاب واضطرابات كرب ما بعد الصدمة. وقال أحد المعالجين إنها ضربت زوجها وحاولت قتل أحد أطفالها. كما أن لديها ميولا انتحارية وترفض العلاج. وأضاف زوجها هي تتحدث معك بشكل طبيعي الآن لكنها في بعض الأحيان تحاول خنق الطفل وتقول لي.. لا أريده خذه. عنف داعش يجبر العراقيين للنزوح إلى أماكن أكثر أمنا، كهذه المسنة التي فرت إلى مخيم الخازر وكان هروبهما مجرد حلقة في سلسلة أحداث مأساوية عانتها أسرتهما في السنوات القليلة الماضية وكثيرون غيرهما. ولم يكونا قد غادرا القرية بعد عندما اقتحم مقاتلو داعش منزلهما واتهموا الزوج بالتحريض على العصيان. والزوج رجل شرطة سابق عمل مع القوات الأميركية بعد الغزو عام 2003. وأطلق المقاتلون رصاصات في الهواء حوله ثم صوبوا فوهة رشاش إلى رأسه وقادوه إلى المسجد حيث ضربوه. وفي مرة أخرى دمرت غارة جوية منزل أحد الجيران. فكان كلبهما ينقب بين الأنقاض ويعود بأشلاء بشرية. وقالت المرأة كانت أشلاء متروكة هناك يد أو ساق.. الكلب كان يحضرها إلى عتبة بابنا ويمضغها أمام أطفالنا. تمتلئ المخيمات العراقية بالنازحين الذين اضطروا إلى هجر بلداتهم هربا من عنف داعش علاج محدود تفاقمت الأمراض العقلية التي أصابت النازحين داخل البلاد بسبب ضعف القدرة على الوصول إلى العلاج في ظل حكم التنظيم المتشدد فضلا عن صدمة النزوح. ويحظى الذين بقوا في الموصل على فرص أقل في العلاج مقارنة بالمصابين بأمراض بدنية والجرحى. وقال أحد سكان حي المحاربين لرويترز الأسبوع الماضي إن أمه دخلت في غيبوبة قبل أكثر من شهر عندما اقتحم مقاتلو داعش منزلهم. وذكر أنه حاول دون جدوى العثور على سيارة إسعاف لنقلها إلى أربيل عاصمة منطقة كردستان المتمتعة بحكم ذاتي والتي تضم مستشفيات يعالج فيها جرحى الموصل من المدنيين الذين يتمكنون من الوصول إليها. وحتى الجمعة الماضي كانت أمه ما زالت فاقدة الوعي في منزلها في الموصل. وقال أحد السكان المحليين إن ابنته ذات الخمس سنوات التي تعاني تشوها في المخ بعد ولادة مبتسرة لم تتمكن من الحصول على العلاج منذ أكثر من عامين. وهي لا تكاد تنطق. وأشار مدير الصحة العقلية بمنظمة أطباء بلا حدود بلال بودير إلى أن معدل الانتكاس مرتفع جدا... لأن النازحين يتلقون أنباء وروايات مؤلمة يوميا. وأضاف قائلا نحن نعالجهم وندعمهم لكن الأخبار السيئة لها تأثير سلبي وتحدث انتكاسة لدى بعض المرضى ويعودون إلى الصفر. المصدر: رويترز

مشاركة :