إعداد: علي نجم لم يهنأ العين كثيراً فوق قمة ترتيب دوري الخليج العربي لكرة القدم، بعدما تنازل عن الصدارة بعد 4 أيام فقط من الصعود إليها، مع بداية مرحلة الإياب عقب سقوط الزعيم في فخ التعادل أمام مضيفه بني ياس، ليفتح الطريق أمام الجزيرة ليسترد القمة بعد فوزه على الوصل في موقعة زعبيل في الجولة 14، ليكون فخر أبوظبي قمر المرحلة وجميلها. وعاد الجزيرة لينفض عنه غبار الهزائم، عقب وداع مسابقة كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وكأس الخليج العربي بالخسارة أمام الوحدة والأهلي توالياً، ليعود إلى حلبة الصراع في الدوري ويسقط شريكه في مركز الوصافة الوصل في معقل الأخير وبين جماهيره 3-2. وأثبتت مباريات المرحلة 14 من عمر المسابقة، ومن بينها فوز الأهلي على الإمارات 3-صفر وهو يلعب منقوصاً من معظم نجومه، أن كل الاحتمالات ستبقى مفتوحة، وان التكهن بهوية البطل لا يزال ضرباً من الخيال، خاصة في ظل تقارب المستويات بين الأندية الأربعة التي تتنافس على القمة، والتي لن يتحدد مصيرها إلا بناء على ما ستسفر عنها المواجهات المباشرة بينها. وكانت مباراة الوصل مع الجزيرة في زعبيل، أقرب إلى امتحان للفريقين من اجل اعتلاء مباراة فك ارتباط، وتضميد للجراح، بعدما عاشا أسبوعاً من الآلام بالخروج من مسابقتي كأس رئيس الدولة وكأس الخليج العربي، وخرج الضيف من الاختبار ناجحاً بينما رسب الإمبراطور. ومني الوصل بالهزيمة، بعد تواضع الأداء في الشوط الأول، وأخطاء حراسة المرمى التي باتت تهدد مسيرة الفريق الذي تألق وأبدع في الدور الأول من عمر المسابقة. ولم يستطع الوصل الذي عانى غيابات مؤثرة على مستوى خط الدفاع من إيقاف المد الهجومي للضيوف، لينجح ألميدا في تسجيل هدف الافتتاح الذي صعب من مهمة أصحاب الأرض، قبل أن يضيف سيف المقبالي الهدف الثاني. وحاول الوصل العودة إلى أجواء المباراة، فقلص البرازيلي ليوناردو الفارق، لكن البرازيلي الجديد في تشكيلة فخر العاصمة ليوناردو أبى إلا أن يترك بصمة في أهم مباراة في مشوار الفريق في الدور الثاني من ضربة حرة مباشرة، ليعود ليما ويقلص الفارق بهدف متميز، من دون أن يفلح في إبعاد شبح الخسارة الأولى التي مني بها الفريق الأصفر في معقله في زعبيل. وتسبب الانتصار الغالي في منح الجزيرة لصدارة جدول ترتيب دوري الخليج العربي مع بداية المرحلة الثانية، بينما وجد الوصل نفسه في المركز الثالث شريكا مع الأهلي. ولعل ما عزز من قيمة الانتصار الجزراوي، تعثر العين في الشامخة بالتعادل أمام بني ياس، ليعود الفريق إلى قمة الترتيب، رغم كل تصريحات المدير الفني الهولندي تين كات الذي لا يزال يناور بأن فخر العاصمة لا يزال في طور البناء. وفي الشامخة، فشل العين في التمسك بصدارة الترتيب ولو لأسبوع واحد، بعدما اكتفى بثلاثة أيام، قبل أن يتخلى عن القمة لمصلحة الجزيرة، عقب التعادل المخيب للآمال أمام بني ياس في الشامخة. ولم يظهر الزعيم بمستوى توقعات جماهيره، بعدما لعب 90 دقيقة مخيبة للآمال، رغم تسجيل هدف التقدم عن طريق عموري من ضربة حرة مباشرة. ولم يفلح الفريق في ترجمة الفرص التي سنحت له، ووقع خط الدفاع بأخطاء عدة، كان من إحداها أن يحصل أصحاب الأرض على ركلة جزاء، لكن الحكم العاجل لم يحتسبها. وتواصل الأداء في الشوط الثاني، وسط أداء رجولي هو الأفضل للفريق صاحب الأداء الأسوأ والأضعف دفاعياً في مرحلة الذهاب، لكن تواجد الفرنسي نيفولو في خط الهجوم حرك مكامن الخطورة في أداء الفريق السماوي لينجح اللاعب الفرنسي في ترك بصمة إيجابية قد يكون لها الأثر الكبير في بقاء الفريق، بل وربما في تحديد هوية البطل هذا الموسم، بعدما سجل هدف التعادل الذي منح صاحب المركز الأخير نقطة ولا أغلى من المتصدر السابق الذي تنازل عن القمة لمصلحة الجزيرة. وقد يندم الزعيم كثيراً في ختام الموسم على إهدار الفرص أمام فرق مؤخرة الترتيب، خاصة أن الزعيم أضاع 4 نقاط كاملة أمام كل من بني ياس ودبا الفجيرة صاحبي المركزين الأخيرين في جدول الترتيب. تميز التحكيم وخطأ وحيد مر الأسبوع الرابع عشر من دوري الخليج العربي بسلام على الأندية، بعدما جاءت أغلبية قرارات الحكام إيجابية وموفقة، ولم تشهد المباريات السبع التي لعبت سوى حالة واحدة أثارت الكثير من الجدل. وكان بني ياس الضحية الوحيدة في هذه المرحلة، حين تغاضى حكم المباراة عبدالله العاجل عن احتساب ركلة جزاء لبني ياس، وهي الركلة التي أثارت كثيراً غضب المدير الفني البرتغالي غوميز. أما المباريات الأخرى، فقد مرت بسلام، ولم تظهر أي أخطاء فادحة أو مؤثرة، لتكون الجولة بداية مبشرة في تحسن أداء قضاة الملاعب، الذين تقلصت أخطاؤهم بنسبة كبيرة في الأسابيع الأخيرة، بعد البداية الكارثية في الجولات الأولى من عمر الموسم.
مشاركة :