فاز الإيطالي أنطونيو تاياني بمنصب رئيس البرلمان الأوروبي الجديد بعد منافسة حامية مع 5 مرشحين آخرين، و4 جولات للتصويت السري أمس الثلاثاء في ستراسبورغ. وكان تاياني الأوفر حظًا في الحصول على الكم الأكبر من الأصوات في الجولتين الأولى والثانية؛ ففي الجولة الثانية من التصويت واختيار أحد المرشحين الستة بالأغلبية المطلوبة وهي 342 صوتا، انتهت الجولة ظهر أمس بحصول أنطونيو تاياني، من كتلة حزب الشعب الأوروبي، على 287 صوتا، يليه الإيطالي جياني بيتيلا، من الاشتراكيين والديمقراطيين، الذي حصل على مائتي صوت، وجاءت البلجيكية هيلغا ستيفنز ثالثة بـ66 صوتا. وتراجعت نسبة أصوات المرشحين الثلاثة الآخرين في الجولة الثانية التي شارك بالتصويت فيها 725 عضوا وكانت الأصوات الصحيحة هي 691 صوتا. وخلال عملية التصويت السري الأولى التي جرت في ستراسبورغ صباح أمس، لم يحصل أي من المرشحين الستة على الأغلبية المطلوبة للفوز، وانتهت بحصول المرشح الإيطالي أنطونيو تاياني، من كتلة حزب الشعب الأوروبي، على 274 صوتا، ثم الإيطالي جياني بيتيلا، من كتلة الأحزاب الاشتراكية والديمقراطية، على 183 صوتا، ثم البلجيكية هيلغا ستيفنز، من كتلة المحافظين، على 77 صوتا، وكان نصيب البريطاني جان ميرتس، من كتلة الخضر، 56 صوتا، وتبعه ألينورا فورينزا بـ52 صوتا، ثم لوران ربيجا بـ43 صوتا. وانطلقت بعدها الجولة الثالثة من الانتخاب لاختيار رئيس جديد للبرلمان خلفا للألماني مارتن شولتز الذي يرغب في خوض العمل السياسي في بلاده. وكان المرشح البلجيكي غي غيرهوفستاد قد انسحب من المنافسة قبل بدء عملية التصويت، مما ساهم في تعزيز حظوظ الإيطالي أنطونيو تاياني، وأشار غيرهوفستاد إلى أن انسحابه من السباق لصالح حزب الشعب الأوروبي (يمين ويمين وسط) تم لمصلحة الاتحاد الأوروبي. وأوضح غيرهوفستاد في رسالة فيديو بثها أمس على مواقع التواصل الاجتماعي، أن قراره يعد خطوة أولى على طريق بناء تحالف قوي مناصر لأوروبا داخل البرلمان، وللتصدي للتيارات المتشككة بمستقبل الاتحاد، والتي لم يتورع بعضها عن تقديم مرشح للرئاسة. وكان هناك اتفاق بين كتلة حزب الشعب وكتلة الأحزاب الديمقراطية والاشتراكية بتقاسم فترة الرئاسة؛ بحيث يتولى شولتز من الأحزاب الاشتراكية الفترة الأولى، ثم يتولى مرشح من حزب الشعب الفترة الثانية التي تستمر عامين ونصف العام، ولكن وقع خلاف بين الجانبين على الأحقية بتولي المنصب من منطلق استحواذ كتلة حزب الشعب على منصب رئيس مجلس الاتحاد، دونالد تاسك، ورئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر. يذكر أن كتلة حزب الشعب الأوروبي هي الكبرى في البرلمان، تليها كتلة الاشتراكيين والديمقراطيين، ثم الكتلة الليبرالية في المرتبة الثالثة، ويشكلون معا حتى الآن تحالفا قويا في معظم الأحوال، ويضم أكثر من نصف عدد نواب البرلمان، وبالتالي يضمن الأغلبية المطلوبة لتمرير القرارات والقوانين المطروحة على البرلمان الأوروبي.
مشاركة :