العلم وسيلة أم غاية وهدف

  • 4/6/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

العلم هو لغة الحضارة في كل مكان وعبر كل زمان وفي كل المجتمعات الإنسانية، فلا حضارة بلا علم.. العلم أساس بناء كل أمة والعامل الأول في صناعة حضارتها، لكن المتأمل لحالنا يجد أن العلم والتعليم قد حاد عن مساره الصحيح وهدفه الأسمى.. فأصبح التعليم وسيلة وليس غاية أو هدفا، وسيلة للحصول على الوظيفة.. وليس غاية للتطوير والرقي. لقد فقد العلم قيمته في زمننا، فأصبحت قيمته تقاس بما سيناله المتعلم مقابل هذا العلم من وظيفة أو مركز اجتماعي!!، ومن المؤسف أن نجد من يرسخ في الأذهان هذا المفهوم، ابتداء بالأسرة، وانتهاء بالمؤسسات التعليمية. أن نطلب العلم لأجل الحصول على مستوى وظيفي عالٍ في المستقبل، وكثيرا ما نسمع عبارات الإحباط من بعض المتعلمين والذين قضوا سنوات في طلب العلم: تعبت سنوات طويلة وبدون فائدة..! حتى أصبح الكثيرون ينظرون للعلم نظرة سلبية بأنه مضيعة للوقت وللعمر..! هذه أزمة فكر، فقيمة العلم لا تستمد فقط مما سيعود به على المتعلم من عوائد مادية، فهو ثروة معنوية بحد ذاتها، فبالعلم ترتقي شعوب أعلى القمم، وبدونه تهبط إلى أسفل القيعان، قيمته تستمد بما سيعود عليه من تغيير سلوكيا وأخلاقيا واجتماعيا ونفسيا. وللعلم مكانة متميزة في الإسلام، فإذا لم يقترن بالعمل ويكون له أثر على صاحبه، فلا فرق بينه وبين جاهل. علينا أن نعيد للعلم قيمته الحقيقية التي فقدها وغيبتها ماديات الحياة، ونرسخ ذلك في عقول الأجيال القادمة، فنجني ثماره سلوكيا وأخلاقيا وعلى مجتمعاتنا ليومنا قبل غدنا ولحاضرنا قبل مستقبلنا.

مشاركة :