أشارت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اليوم الأربعاء إلى أن فائض معروض النفط سيهبط في 2017 مع انخفاض إنتاج المنظمة من مستوى قياسي قبل اتفاق خفض الإنتاج وبوادر أولية إيجابية على التزام المنتجين المستقلين بالاتفاق. لكن أوبك أشارت أيضا في تقرير شهري إلى احتمال تعافي إنتاج الخام الأمريكي حيث أن ارتفاع أسعار النفط عقب تخفيض إمدادات منتجين آخرين يدعم زيادة أنشطة الحفر لاستخراج النفط الصخري. وفي العام الماضي اتفقت أوبك وعدد من المنتجين المستقلين على خفض الإنتاج في أول اتفاق من نوعه منذ 15 عاما اعتبارا من الأول من يناير 2017 للتخلص من تخمة المعروض. وساعد هذا على ارتفاع أسعار النفط إلى 55 دولارا للبرميل من أدنى مستوى لها في 12 عاما قرب 27 دولار في العام الماضي. وقالت أوبك "استمرار العودة إلى السياسات النقدية المعتادة الذي يشير إلى تحسن الأوضاع الاقتصادية بجانب (اتفاق) التعاون التاريخي الأخير بين أوبك والمنتجين خارج المنظمة من شأنه أن يساعد على تحقيق الاستقرار المطلوب في سوق النفط." وأضافت أوبك تعليقا على مساهمة المنتجين غير الأعضاء في المنظمة في خفض الإنتاج "التقارير الأولية تظهر مؤشرات إيجابية على الالتزام بتعديلات الإنتاج التي جرى التعهد بها." ووضعت أوبك في نوفمبر تشرين الثاني اللمسات النهائية على خطة لخفض إنتاجها بنحو 1.2 مليون برميل يوميا إلى 32.50 مليون برميل يوميا. وتعهدت روسيا ومنتجون آخرون من خارج أوبك بخفض الإنتاج حوالي 560 ألف برميل يوميا في ديسمبر كانون الأول. وأظهرت بيانات أوبك الصادرة اليوم أن المنظمة أنتجت 33.085 مليون برميل يوميا الشهر الماضي وفقا لبيانات تجمعها أوبك من مصادر ثانوية وذلك بانخفاض 221 ألف برميل يوميا عن إنتاج نوفمبر تشرين الثاني. وأظهرت البيانات التي نشرتها أوبك اليوم أن التخفيض الأكبر جاء من السعودية التي أبلغت المنظمة بتقليص إنتاجها إلى 10.47 مليون برميل يوميا. وقدم انخفاض الإنتاج في نيجيريا ثاني أكبر مساهمة في تراجع إنتاج أوبك. وجرى إعفاء نيجيريا من اتفاق الخفض بسبب تراجع إنتاجها جراء الصراع. وخفضت أوبك أيضا توقعاتها لنمو الإمدادات من خارج المنظمة في 2017 إلى 120 ألف برميل يوميا بعد تعهد المنتجين المستقلين بخفض إنتاجهم وإن كان ذلك قابله تعديل بالرفع 230 ألف برميل يوميا للإمدادات الأمريكية. وقالت أوبك إن من المتوقع أن ينمو إنتاج النفط الصخري وهو المكون الرئيسي لإنتاج النفط الأمريكي. ويمكن أن يؤثر تجدد زيادة إمدادات النفط الأمريكية -والتي تحصل على الدعم من التخفيضات الطوعية في أماكن أخرى- سلبا على جهود أوبك الرامية لتعزيز أسعار النفط وقد يوفر أيضا أرضا خصبة لتكرار تطورات أدت لانهيار الأسعار بدءا من منتصف 2014. لكن قادة أوبك مثل وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قالوا إنهم لا يتوقعون زيادة إنتاج النفط الصخري قريبا. وفي ظل توقعات بأن يبلغ متوسط الطلب على نفط أوبك في 2017 ما يعادل 32.10 مليون برميل يوميا يشير التقرير إلى أنه سيكون هناك فائض يبلغ في المتوسط 985 ألف برميل يوميا إذا أبقت أوبك الإنتاج ثابتا. وأشار تقرير المنظمة الصادر الشهر الماضي إلى فائض قدره 1.24 مليون برميل يوميا. وأظهر تقرير أوبك أن إنتاج المنظمة يبدو قريبا من المستوى المستهدف للإنتاج الذي دخل حيز التطبيق اعتبارا من الأول من يناير كانون الثاني. واحتسبت أوبك إنتاج اندونيسيا البالغ نحو 740 ألف برميل يوميا ضمن إنتاج المنتجين من خارجها. ويزيد إجمالي إنتاج أوبك في ديسمبر 585 ألف برميل يوميا فقط عن المستوى المستهدف وذلك مقارنة مع 1.37 مليون برميل يوميا في تقرير الشهر الماضي وهو ما يرجع بشكل كبير إلى تعليق عضوية اندونيسيا في المنظمة. وقالت أوبك حين وضعت الرقم المستهدف للإنتاج إن ذلك يتضمن اندونيسيا ولم تحدد ما إذا كان المستوى المستهدف للإنتاج سيجرى تخفيضه بعد تعليق عضوية اندونيسيا في المنظمة.
مشاركة :