نجاح أول عملية زراعة كبد من متبرع حي

  • 1/19/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

نجح فريق زراعة الأعضاء بمستشفى حمد العام التابع لمؤسسة حمد الطبية في إجراء أول عملية زراعة كبد لمريض من متبرع حي في دولة قطر بنسبة نجاح %100. قال الدكتور يوسف المسلماني المدير الطبي بمستشفى حمد العام ورئيس لجنة زراعة الأعضاء بمؤسسة حمد الطبية: «تم الإعداد لإجراء العملية من خلال الفريق الطبي عالي الكفاءة المكون من استشاريي زراعة وجراحة الكبد، وأطباء التخدير بالإضافة إلى فريق التمريض والفنيين التابع لمؤسسة حمد الطبية، وتم إجراء العملية بسهولة ويسر، واستغرقت عملية نقل الكبد من المتبرع حوالي 8 ساعات، بينما استغرقت عملية زراعة الكبد لدى المتلقي واستئصال الكبد المتليف حوالي 12 ساعة، وتم الاستعانة عند إجراء العملية بفريق طبي كوري متخصص في زراعة الأعضاء مكون من 10 أطباء، موضحاً أن هذه الجراحة هي الأولى من نوعها في قطر، ويعد نجاح هذه العملية إضافة كبيرة لسجل إنجازات مؤسسة حمد الطبية». وأضاف الدكتور يوسف المسلماني: «جار العمل على إعداد خطة مستقبلية لزيادة فرص إجراء عمليات زراعة الكبد من خلال التوسع في التبرع من الأشخاص الأحياء، وتحفيز وتنشيط التبرع بالأعضاء من الأشخاص المتوفين دماغياً من خلال الجهود المتواصلة لمركز «هبة» للتبرع بالأعضاء، حيث نناشد الجمهور بالإقبال على تسجيل أسمائهم للتبرع بعد الوفاة لإنقاذ حياة الكثير من المرضى وتحسين نوعية حياتهم. المتبرع: الفريق الطبي أحاطنا برعاية عالية الجودة التقط أسامة طاهر زيد (26 عاماً) -المتبرع وابن شقيق المريض- أطراف الحديث قائلاً: «عمي هو والدي الثاني الذي شملني بعطفه ورعايته منذ الصغر بعد وفاة والدي، الأمر الذي دفعني للتواصل مع منسق زراعة الأعضاء بمستشفى حمد العام وأبلغته باستعدادي التام لإجراء عملية التبرع وطلبت عدم إبلاغ عمي بذلك حتى لا يرفض خوفاً على صحتي، والتقيت بالدكتور حاتم خلف وشرح لي كافة أبعاد العملية وأعطاني مهلة للتفكير، وعدت بعد ذلك وأبلغته بموافقتي التامة على إجراء العملية، وعلى الفور بدأت في إجراء الفحوصات اللازمة وخلال شهر ونصف فقط تم إجراء العملية بنجاح، وسعدت كثيراً بتماثل عمي للشفاء، والحمد لله استطعت العودة إلى حياتي الطبيعية بعد خروجي من المستشفى». وأثنى أسامة على الرعاية الصحية عالية الجودة التي تلقاها أثناء وجوده بالمستشفى وتوجه بالشكر للفريق الطبي الذي لم يتوان عن تقديم الدعم الكامل له ولعمه وتلبية احتياجاتهما المختلفة بسرعة وكفاءة عالية. كما شكر المريض أشرف ابن أخيه أسامة على مبادرته بالتبرع له وإنهاء معاناته مع المرض، كما عبر عن امتنانه للسيدة زوجته على رعايتها له ولابن أخيه المتبرع أثناء إقامتهما في المستشفى وتقديم الدعم لهما حتى إتمام الشفاء. خلف: أجرينا 17 حراجة ناجحة.. وقوائم الانتظار 25 حالة سنوياً أكد الدكتور حاتم خلف -استشاري زراعة وجراحة الكبد والبنكرياس بمؤسسة حمد الطبية ورئيس الفريق الطبي الذي أجرى العملية- على أن هناك العديد من الاحتياطات والتدابير التي تم اتخاذها قبل إجراء العملية للمتبرع والمريض على حد سواء؛ حيث تطلبت حالة المريض إجراء عملية زراعة بوجه عاجل بعد تدهور الحالة الصحية للكبد وإصابته بورم وتليف، لذا وجب البحث عن متبرع من أقارب المريض، وبعد توفر المتبرع تم تقييم حالته بحذر شديد جداً والتأكد من مطابقته لشروط التبرع وهي؛ أن يكون التبرع بدون مقابل والتأكد من صلة قرابته بالمريض، وتوافق فصيلة دمه مع فصيلة دم المريض، وأن يتراوح عمره من 18-45 عاماً، إلى جانب خلوه من أي أمراض مزمنة، وبعد التأكد من كل هذه الأمور تم خضوع المتبرع للعديد من الفحوصات والأشعة لمعرفة مدى ملاءمة حجم الكبد، كما تم أخذ عينة من الكبد للتأكد من عدم وجود التهابات أو تليفات، كما تم تقييم الحالة النفسية والاجتماعية للمتبرع من قِبل لجنة متخصصة بمركز قطر للتبرع بالأعضاء، وعليه تم تحديد موعد إجراء العملية في وقت قياسي. وأضاف خلف: «تمت إزالة الفص الأيمن من كبد المتبرع بما يعادل %65 من حجم الكبد ثم زرعه في المريض بعد استئصال الكبد المتليف، وتمت العملية بنجاح تام، وظل المريض بالمستشفى تحت رعاية طبية شاملة لمدة أسبوعين، وخرج بعد استعادة عافيته، بينما خرج المتبرع من المستشفى بعد أسبوع في حالة صحية ممتازة وعاد لممارسة حياته بصورة طبيعية». وأكد الدكتور خلف أنه بإجراء هذه العملية يصل إجمالي عمليات زراعة الكبد إلى 17 عملية منذ بدء برنامج زراعة الكبد بمؤسسة حمد الطبية، ولكن تعتبر هذه العملية الأولى من نوعها لزراعة كبد من متبرع حي، وتسجل قوائم الانتظار لزراعة الكبد من 20 إلى 25 حالة سنوياً بانتظار توفر متبرعين. المريض: نشكر القيادة الحكيمة توجه أشرف زيد 58 عاماً والذي أجريت له عملية زراعة الكبد بالشكر إلى قيادة دولة قطر الحكيمة ومؤسسة حمد الطبية والفريق الطبي القائم على رعايته لما وجده من رعاية فائقة واهتمام بالغ بصحته حتى تماثله التام للشفاء، وقال «بدأت معاناتي مع المرض منذ عام 2014م عندما أظهرت الفحوصات وجود تليف بالكبد وبدأ العلاج بمستشفى حمد العام، ثم أصبت بورم سرطاني بالكبد في أوائل عام 2016م، مما استدعت الضرورة إجراء زراعة عاجلة للكبد منعاً لتفاقم الحالة، وبعد محاصرة الورم على الفور من خلال الحقن الكيماوي، وتم البدء في إجراء كافة التحاليل والفحوصات الخاصة بعملية الزراعة خلال فترة لا تتعدى 3 أشهر، على أن يقوم أحد أبنائي بالتبرع لي بجزء من الكبد، ولكن للأسف لم ينجح ذلك لعدم توافق فصيلة الدم، ولكن أثناء تواجدي ببلدي (مصر) في محاولة للبحث عن متبرع لإجراء العملية هناك جاءني هاتف من مستشفى حمد العام لإبلاغي بضرورة القدوم إلى الدوحة لوجود أنباء طيبة عن حالتي، وفور عودتي أبلغوني بوجود متبرع تتوافق ظروفه مع حالتي الصحية وفوجئت بأنه ابن أخي».;

مشاركة :