عواصم (وكالات) كشفت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن الطيران الحربي الروسي والتركي نفذا للمرة الأولى ضربات مشتركة مدمرة ضد مواقع «داعش» في مدينة الباب بالريف الشمالي الشرقي لحلب، الأمر الذي أكدته قيادة الجيش التركي قائلة إن طائرات حربية روسية نفذت غارات جوية على أهداف للتنظيم الإرهابي جنوبي المدينة بالتنسيق مع أنقرة. جاء ذلك، غداة إعلان التحالف الدولي أن مقاتلاته نفذت مؤخراً وللمرة الأولى 4 غارات جوية دعما لعملية «درع الفرات» التركية شمال سوريا، مضيفاً «رصدنا أهدافاً للإرهابيين قرب مدينة الباب بالتعاون مع تركيا...ونحن نتوقع مواصلة هذا النوع من الضربات» وذلك بعد انتقدت أنقرة الولايات المتحدة لعدم دعمها في حربها ضد «داعش» ولوحت بمنع استخدام قاعدة أنجرليك للقوات الأميركية الغربية. من جانب آخر، أفادت وسائل إعلام محلية بمقتل المدعو «أبو إبراهيم التونسي»، أحد القادة الميدانيين لتنظيم جبهة «النصرة»، والذي كان أحد القادة المقربين من زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري، بغارة للتحالف الدولي استهدفت سيارته قرب بلدة عقربات بريف إدلب الشمالي أمس الأول. وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس: إن طائرات حربية روسية تشارك مقاتلات تركية في استهداف مقاتلي «داعش» الذين يسيطرون على مدينة الباب، شمال شرقي حلب. وذكر اللفتنانت جنرال سيرجي رودوسكي، المسؤول الكبير بوزارة الدفاع، في تصريحات بثها التلفزيون الروسي، أن هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها القوات الجوية الروسية والتركية بعمل مشترك بهذا الشكل. وأوضح أن 9 طائرات روسية و8 طائرات تركية شاركت في العملية، مبينًا أن الطائرات هي 4 طراز سوخوي -24 إم، و 4 سوخوي -25، وقاذفة سوخوي-34، مقابل 4 مقاتلات تركية طراز F-16 و4 طراز F-4، في عملية جوية تم تنسيقها مع الجانب السوري. وقال: إن الضربات استهدفت 36 منشأة تابعة للمتشددين في ريف مدينة الباب. وفي وقت متأخر الليلة قبل الماضية، أكد الكولونيل جون دوريان المتحدث العسكري باسم التحالف الدولي في مؤتمر صحفي عبر الفيديو من بغداد، أن مقاتلات تابعة للتحالف، نفذت 4 غارات ضد «داعش» قرب مدينة الباب بالتعاون مع تركيا، مضيفاً: «لقد رصدنا أهدافا قرب مدينة الباب.. ونحن نتوقع مواصلة هذا النوع من الغارات». ولكن المتحدث لم يفسر لماذا بدأ التحالف بشن غارات إسناداً للقوات التركية بعد طول امتناع، رغم مطالبة أنقرة المتكررة له بشن غارات جوية دعماً لقواتها المنتشرة في شمال سوريا. وفي مطلع يناير الحالي، أكدت تركيا على حقها في إغلاق قاعدة انجرليك الجوية التي تستخدمها قوات التحالف لضرب داعش في سوريا، وذلك بعد تصاعد التوتر بين أنقرة وواشنطن الحليفتين في حلف الأطلسي. من جانب آخر، أعلن رودوسكي أن القوات الجوية الروسية تقدم أيضاً الدعم الجوي للجيش النظامي السوري الذين «يحاولون التصدي لهجوم من (داعش» في مدينة دير الزور»، قرب مدينة تدمر بريف حمص محذراً من أن المتشددين ربما يخططون لتفجير المزيد من آثار المدينة التاريخية. واعتبر الجنرال الروسي الوضع في دير الزور «صعب للغاية» كون «الدواعش» يحتلون المنطقة منذ نحو 3 سنوات، ويشنون هجومهم المتصاعد، مستغلين تفوقهم العددي الكبير، على مواقع الجيش السوري. وأكد المرصد السوري الحقوقي استمرار الاشتباكات الطاحنة أمس، بين الجيش النظامي ومليشياته، وبين مقاتلي داعش الذين لجؤوا إلى إشعال الإطارات وبراميل النفط للتشويش على حركة الطائرات الحربية. وأفاد المرصد بوقوع «معارك عنيفة على محاور عدة في مدينة دير الزور، تترافق مع قصف جوي لطائرات حربية روسية ولقوات النظام على مناطق الاشتباكات». ... المزيد
مشاركة :