هل تهدد البلقان حرب جديدة؟

  • 1/19/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تناولت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الوضع المتوتر بين بلغراد وبريشتينا، بعد تهديد صربيا باستخدام الجيش ضد إقليم كوسوفو. وسألت عن إمكان نشوب حرب جديدة في البلقان. جاء في المقال: تواصل بلغراد وبريشتينا تبادل التصريحات النارية. وقد وصف عيسى مصطفى رئيس إقليم كوسوفو غير المعترف به محاولة بلغراد إرسال قطار ركاب إلى ميتروفيتسا، التي تقع على أرض الإقليم، بأنها تعبير عن "عدم المسؤولية". في المقابل هدد رئيس جمهورية صربيا توميسلاف نيكوليتش مرة أخرى بإدخال الجيش إلى كوسوفو وميتوخيا في حال ظهور مخاطر على أمن المواطنين الصرب، الذين يعيشون هناك. وقال نيكوليتش: "إذا بدأوا بقتل الصرب، فإننا سوف نُدخل الجيش، بل وليس الجيش وحده، سوف نذهب جميعا إلى هناك،وأنا سأكون في الطليعة، وهذه ليست المرة الأولى بالنسبة لي"، كما جاء في تهديد الرئيس الصربي. لقد شكل الحادث، الذي حصل يوم 14/01/2017، الشرارة التي أشعلت الخلاف بين بلغراد وبريشتينا، وذلك عندما هدد الألبان، الذي يحكمون سيطرتهم على إقليم كوسوفو وميتوخيا باستخدام القوة لمنع دخول قطار ركاب صربي، قدم من العاصمة الصربية بلغراد، في محاولة لعبور حدود الإقليم. وكانت هذه هي الحالة الأولى من نوعها منذ عام 1999. ولكن قطار رحلة "بلغراد - كوسوفو - ميتروفيتسا" فشل في تحقيق مسعاه، وعاد أدراجه إلى العاصمة الصربية، بعد أن توقف عدة ساعات في منطقة الحدود، بسبب رفض ألبان كوسوفو السماح له بدخول الاقليم. وقد طلبت الصحيفة من رئيسة مركز دراسات أزمة البلقان المعاصرة في معهد الأبحاث السلافية إيلينا غوسكوفا أن تبدي رأيها بشأن الأخطار، التي يمكن أن تتمخض عنها مثل هذه الأحداث، وحول مدى احتمالات تفاقم الوضع. الخبيرة نفت احتمال تطور الوضع نحو المواجهة العسكرية، بغض النظر عن قسوة اللهجة، التي لجأت إليها بلغراد، والتهديدات الشديدة، التي واكبت ذلك من قبل الجانبين، وقالت الخبيرة: "أنا لا أتذكر أي تصريحات مماثلة صدرت سابقا عن الرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتش من حيث الشدة، والتهديد بإرسال الجيش إلى كوسوفو، في حال استمرار الألبان بتهديد السكان الصرب الذين يقيمون هناك. ففي عام 2013 وقعت القيادة الصربية مع بريشتينا اتفاقا، شارك في مراسيم توقيعه كل من رئيس صربيا توميسلاف نيكوليتش ورئيس الوزراء ألكسندر فوتشيتش، وكذلك وزير الخارجية الحالي إيفيتسا داتشيتش. ووفقا لهذه الوثيقة، تم ترسيم الحدود بين صربيا وكوسوفو وتحديد المعابر الحدودية، وكذلك اعتماد ختم الجمارك الكوسوفية. كما اتفق الجانبان على تحديد مدى الحضور السياسي لبريشتينا في الساحة الدولية ككيان مستقل. وبعد ذلك، بدأت كوسوفو تشعر بنفسها كدولة مستقلة، وفعل الصرب كل شيء من أجل دعم هذه المشاعر الاستقلالية لدى الألبان. في حين أن كوسوفو والاتحاد الأوروبي وعلى مدى عدة سنوات ينتظرون اعترافا رسميا من صربيا باستقلال الإقليم، لكي يصبح عضوا في هيئة الأمم المتحدة. في هذا الوضع، فإن أول قطار ركاب، كتب عليه "كوسوفو- هو صربيا"، وطليت عرباته بألوان العلم الصربي، ويحمل مسؤولين صربيين، لم يشأ الألبان، الذين يسيطرون على الحدود، السماح له بالعبور، وخاصة أنه أثار استياءهم. هذا على الرغم من أن صربيا فعلت كل شيء لكي يشعر الألبان بأنهم مستقلون. ووقعت معهم اتفاقا يلائم تطلعاتهم. ولكن في المقابل، ومن أجل موضوعية التقييم، كما لاحظت الخبيرة، فإن بريشتينا لم تنفذ شروط الاتفاق الموقع بين الجانبين، ولم تمنح الحقوق الإدارية للموطنين الصرب، الذين يقيمون على أرض الإقليم، عبر المماطلة لتأخير المفاوضات. كما تبذل السلطات الألبانية جهدها لدمج الجيوب السكانيةالصربية بالمناطق الألبانية، بدلا من منحهم حقوقهم الإدارية. لهذا، ترى الخبيرة أن بلغراد أرادت استعراض عضلاتها قليلا، بهدف تحريك المفاوضات وإخراجها من النفق المسدود. وإضافة إلى هذا، وكما أوضحت الخبيرة، إن صربيا ستشهد قريبا انتخابات رئاسية، وتُظهر مؤشرات شعبية قيادة البلاد تراجعا مستمرا، وكثيرا ما تتهم الأوساط الشعبية قيادة البلاد بغياب المشاعر الوطنية لديها. هذا، واستبعدت الخبيرة إيلينا غوسكوفا أي عواقب وخيمة من جراء تصاعد الخلاف بين الجانبين، إذ إنه وبعد تهديدات بلغراد، أفهم الألبان الصرب أن الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانبهم.

مشاركة :