القوات العراقية تطارد الجهاديين في آخر جيوب لهم في شرق الموصل

  • 1/19/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الموصل (العراق) (أ ف ب) - تواصل القوات العراقية الخميس عمليات تطهير ومطاردة الجهاديين في آخر جيوب لهم في الجانب الشرقي للموصل غداة اعلان "تحرير" تلك الجهة من المدينة حيث توجهت الانظار الى شطرها الغربي الذي يتوقع ان يشهد معارك طويلة. واعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي وقائد جهاز مكافحة الارهاب الذي يخوض معظم المعارك في الموصل، الاربعاء "تحرير" الجانب الشرقي من المدينة. وقال الفريق الركن طالب شغاتي قائد جهاز مكافحة الارهاب في مؤتمر صحافي عقده في الموصل الاربعاء "نحتفل اليوم بعيد النصر والتحرير، تحرير الساحل الايسر باحيائها وارضها وناسها الطيبين". واستعادت القوات العراقية الخميس احد القصور الرئاسية وفندق نينوى اوبري وبلدة تلكيف التي كانت تحاصرها منذ اسابيع، وفقا لقيادة العمليات. ويقع الفندق والقصور على الضفة الشرقية لنهر دجلة الذي يقسم مدينة الموصل. وكان العبادي اعلن مطلع العام الجاري ان القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية في العراق سيتحقق خلال ثلاثة اشهر. وتعهد العبادي سابقا بالقضاء على الجهاديين في نهاية العام الماضي، لكن مراقيون رأوا ان توقعات العبادي متفائلة جدا. وقبل انطلاق العملية العسكرية الكبرى ضد الجهاديين في 17 تشرين الاول/اكتوبر، كان يسود الاعتقاد بان استعادة الشطر الغربي ستكون اصعب رغم ان مساحته اصغر، وذلك لان الكثاقة السكانية فيه اكبر ولوجود طرق ضيقة في بعض احيائه. - تضاريس متشعبة - لكن قوات مكافحة الارهاب واجهت تحديات كبيرة في الجانب الشرقي خلال الاشهر الثلاثة الماضية، وتمكنت في الايام القليلة الماضية من كسر شوكة الجهاديين، بعد زيادة التنسيق والدعم الجوي من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وعند الانتهاء بشكل كامل من تامين الضفة الشرقية، ستتوجه القوات العراقية لمهاجمة الجهاديين في الضفة الغربية. من جانبه، قال باتريك مارتن وهو محلل مهتم بشؤون العراق ويعمل لصالح معهد دراسات الحرب، ان القادم أعظم. واوضح انه "على قوات التحالف وقوات الامن العراقية ان تتوقع معركة سرشة في غرب الموصل". وتابع ان "المناطق اكثر كثافة عمرانية والاحياء قديمة والشوارع ضيقة مما يجعل عملية تطهيرها صعبه جدا". واضاف ان "تنظيم الدولة والجماعات المتمردة السنية لديها مراكز دعم قديمة في الموصل"، محذرا من ان القوات الاتحادية المتقدمة في شوارع، قد تتعرض لعدوانية من قبل السكان اكثر مما حصل في الجانب الشرقي. وما زال بحسب الامم المتحدة، حوالى 750 الف شخص يعيشون في الجانب الغربي من الموصل الذي يضم المدينة القديمة ومواقع مهمة بينها المسجد الذي اعلن ابو بكر البغدادي منه اقامة دولة "الخلافة" في حزيران/يونيو 2014 . من جانبه، قال المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل جون دوريان ان التحالف ضرب اكثر من الف صاروخ على اهداف تنظيم الدولة الاسلامية في الموصل، منذ بداية العملية، مشيرا الى ان المعركة ستكون صعبة. لكنه اكد على ان الجهاديين ضعفوا بشكل كبير منذ تشرين الاول/اكتوبر. - خوف على المدنيين - قال دوريان "خسروا الكثير من المقاتلين والكثير من المصادر، والسيارات المفخخة والمتفجرات والاسلحة خلال الجزء الاول من هذه المعركة". واضاف ان "المدينة محاصرة من جميع الجهات وهم غير قادرين على الحصول على الامدادات او تعزيز ما تبقى". خلافا لاغلب المعارك السابقة لاستعادة المدن العراقية من تنظيم الدولة الاسلامية، لم تخل الموصل في الهجوم الحالي من سكانها. وكانت الامم المتحدة ومنظمات اغاثة اخرى استعدت لاستقبال اكثر من مليون نازح. لكن حوالى 150 الف شخص فقط فروا نتيجة المعارك. ويثير وجود العديد من المدنيين في الضفة الغربية لمدينة الموصل التي يستميت تنظيم الدولة للاحتفاظ بها، مخاوف كذلك. وقالت ميستي باسويل من منظمة "سيف ذي تشيلدرن" ان "العديد من العائلات فرت اثر الخوف من مدينة الموصل". واضافت "لكن نحو 300 الف طفل ما زالوا عالقين في الجانب الغربي من المدينة، والان يواجهون احتمال حصار وحشي لان اغلب المدنيين محاصرون بسبب القناصة والغام تنظيم الدولة الاسلامية". وتابعت باسويل ان "الاطفال دفعوا ثمنا باهظا خلال المعارك في الجانب الشرقي حيث شكل المدنيون خلال القتال اكثر من نصف" عدد الضحايا. وتابعت ان "الاطفال في الشوارع الضيقة وذات الكثافة السكانية في الجانب الغربي من مدينة الموصل معرضون مع عائلاتهم اكثر عرضة لخطر الاصابة في اطلاق النار والقنابل".

مشاركة :