فأووا إلى الكهف / دعاة على أبواب جهنم - إسلاميات

  • 1/20/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اليوم سأكون ممن يختلس النظر ويسترق السمع، وسأركب على كل جياد الفضول واعود بالزمن إلى أصل الحكاية ومنشأها، وكيف كتبت صفحاتها دون ان نعلم متى ستكتب نهاياتها، وهل سنكون يا ترى يوماً احد فصولها؟ أقف داخل البلاط السلطاني تارة، واتجول وامتع ناظري بفسيفساء القصورحينا آحر، واتفقد بجوارحي ردهات القلاع تارة أخرى، واقف أمام الحوارات والمدائح في خلافة بني أمية وبني العباس وآل عثمان مذهولاً مما تسمع اذناي، فعن يميني حاكم متغلب أو قد ورث حكمه من أباه في أحسن حالته، وعن شمالي رجل دين قد اكلت من جسده السنون ما اكلت، لكنه ورغم تلك السنين إلا أنه أبى إلا أن يكون من احد الدعاة على باب جهنم، فهو من يقول (ربنا ولك الحمد) حين يقول ذلك الحاكم (سمع الله لمن حمده) والمغزى تجدونه في صرة الذهب التي يخرج بها ذلك العجوز الهرم. كم من الصفحات وددنا ان تحرق مع آلاف الكتب التي أحرقت في مكتبة بغداد ،ولكنها ظلت باقية شاهدة على جرائم كثير من رجال الدين بحق الشعوب المسلمة حين قامت بلي أعناق النصوص الشرعية امتثالاً لأمر ساستها وحكامها، فهم من استبدلت السنتهم قول الحق بقول الباطل إلا من رحم ربي ممن وقف بوجه الظلم وسلم أمره لبارئ الخلق امتثالاً واستجابةً لعظم الامانة والدور الملقى على عاتق رجال الدين كونهم هم الأوصياء على من يحيد عن طريق الحق من حكام الأرض مهما تطاولت قاماتهم وعلت مكانتهم. إن الجياد التي امتطيتها لا تنفك عن محاولة لجمي عن طريق الحق وكشف كل من خان امانته مع الله سبحانه وتعالى ومع المسلمين ممن كان للظالم عوناً ،وللطاغية سنداً بالآيات والاحاديث التي يتم انزالها في غير محلها بغية السلامة ونيل الرضا، ولكن الله تعالى خلقنا وأوجدنا لنكون شهوده في أرضه، فمن لا يقوى على قول الحق لا خير في وجوده، ومن لا خير في وجوده لا يؤسف عليه حين غيابه، أوضح، فلا تغركم اللحية والعصا.

مشاركة :