هبوط المخزونات وتقرير وكالة الطاقة يدفعان النفط إلى مكاسب سعرية جديدة

  • 1/19/2017
  • 00:00
  • 37
  • 0
  • 0
news-picture

مالت أسعار النفط في الأسواق الدولية أمس إلى الارتفاع بعدما تجددت الثقة بأداء السوق والتزام المنتجين خفض الإنتاج، كما تلقت الأسعار الدعم الأكبر من تقرير لوكالة الطاقة الدولية أكد تقلص الفجوة بين العرض والطلب في أسواق النفط قبل بدء تنفيذ الاتفاق كما أسهم تراجع مستوى المخزونات في تعزيز مستوى الأسعار. وتتابع الأسواق اليوم الجمعة تولي الإدارة الأمريكية الجديدة مقاليد السلطة بدخول الرئيس الجديد دونالد ترمب إلى البيت الأبيض وسط حالة ترقب واسعة لسياسات اقتصادية جديدة تلحق قطاع الطاقة بشكل رئيسي خاصة فيما يتعلق بتقديم تسهيلات وحوافز لإنعاش النفط الصخري بصفة خاصة. وينطلق غدا في مقر سكرتارية "أوبك" في فيينا أول أعمال اجتماعات اللجنة الوزارية الخماسية لمراقبة اتفاق خفض الإنتاج برئاسة وزير النفط الكويتى عصام المرزوق ووزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، وبحضور وزراء الجزائر وسلطنة عمان وفنزويلا. ويبحث الاجتماع الذي يستمر على مدار يومين آلية التحقق من التزام كافة المنتجين بخطط خفض الإنتاج وفق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 10 من الشهر الماضى ويقضي بخفض 1.8 مليون برميل يوميا من المعروض العالمي، وتشارك في الاتفاقية 22 دولة نصفها أعضاء في "أوبك" والباقي من المستقلين، وتتحمل السعودية النصيب الأكبر من الخفض بمقدار 486 ألف برميل يوميا تليها روسيا من خارج "أوبك بمقدار" 300 ألف برميل يوميا. وفي هذا الاطار، يقول لـ "الاقتصادية"، أرورو تاكاهاشي مدير شركة "طوكيو" للغاز في فرنسا، "إن انخفاض المخزونات النفطية المفاجئ أسهم على نحو رئيسي في دعم تعافي الأسعار، حيث تراجعت بأكثر من خمسة ملايين برميل مع تراجع نشاط المصافي، مشيرا إلى أن مؤشرات الطلب جيدة وتتنامى على نحو جيد ومتسارع خاصة في الاقتصاديات الرئيسية وبخاصة في الهند والاقتصادات الآسيوية الناشئة، منوها بأن تقرير وكالة الطاقة الدولية عزز الأجواء الإيجابية في السوق بسبب تأكيده تقلص الفجوة بين العرض والطلب. وأشار تاكاهاشي إلى أن اتفاق خفض الإنتاج سيعجل بتقليص تلك الفجوة بين العرض والطلب وسيسهم إسهامات جيدة في بلوغ أسرع لحالة التوازن بين العرض والطلب، معتبرا نشاط النفط الصخري الأمريكي ونمو إنتاج بعض الدول المنتجة المعفاة من الاتفاقية في "أوبك" مثل ليبيا لن يؤثر كثيرا في عودة تخمة المعروض العالمي. وأوضح تاكاهاشي أن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب من المؤكد ستتبع سياسات جديدة في الطاقة وستوجه قدرا أكبر من اهتمامها لدعم صناعة النفط الصخري التي واجهت كسادا واسعا على مدار ثلاثة أعوام، لكن أغلب التوقعات أن الأسعار ستظل في مستويات متوسطة بما لا يسمح بعودة حالة وفرة الإنتاج السابقة التي حدثت في أوائل عام 2014 عندما كان مستوى الأسعار فوق مائة دولار للبرميل. من جانبه، أوضح لـ "الاقتصادية"، سباستيان جرلاخ رئيس مجلس الأعمال الأوروبي، أن أسعار النفط مرشحة للصعود خلال الشهور المقبلة خاصة مع مضي برنامج خفض الإنتاج قدما، متوقعا أن يدفع أول تقييم للجنة مراقبة خفض الإنتاج المقرر له أول الشهر المقبل السوق نحو ارتفاع مستوى الأسعار. وأضاف جرلاخ أن "الأسعار لن تنمو بشكل واسع وستبقى حول المستويات المتوسطة بسبب وجود عدد من العوامل الضاغطة التي تكبح تحقيق مكاسب واسعة أبرزها استمرار الأداء الاقتصادي الأقل من الطموحات في الصين خاصة مع تسجيل مستوى الصادرات الأدنى منذ عام 2009 إلى جانب صعود الدولار بسبب التفاؤل بالإدارة الأمريكية الجديدة إضافة إلى خطط ليبيا ونيجيريا لزيادة إنتاجهما بشكل واسع للاستفادة من الإعفاء من اتفاقية خفض الإنتاج". ويرى جرلاخ أن الاستثمارات النفطية لا بدَّ أن تستفيد من أجواء الثقة الجديدة بالسوق التي يبثها اتفاق خفض الإنتاج، مشددا على ضرورة زيادة الاستثمارات مع تحسن الأسعار مع الحفاظ على سياسات رفع الكفاءة وتقليص نفقات التشغيل، منوها بأن زيادة الاستثمارات ضرورة حيوية لتأمين الإمدادات المستقبلية من الطاقة ولمواجهة النضوب الطبيعي في الحقول القائمة الذي يصل إلى 9 في المائة في الحقول التقليدية و70 في المائة في حقول النفط الصخري. إلى ذلك، قالت لـ "الاقتصادية"، ماريا جوساروفا المحللة الروسية، "إن التعاون بين منظمة أوبك وروسيا لن يكون مؤقتا أو مرحليا بل من المؤكد أنه سيكون هناك تعاون استراتيجي طويل المدى بين الجانبين لسنوات مقبلة ولن يكون قاصرا على تعافي الأسعار أو توازن الأسواق". ونوهت جوساروفا بأن اتفاق فيينا في 10 من الشهر الماضي دشن لرؤية مستقبلية طويلة الأجل، حيث أنهى مرحلة سابقة من العمل الفردي للمنتجين، التي أدت إلى إضعاف مستوى الأسعار وتزايد تقلبات السوق بسبب تركيز المنتجين على الحصص السوقية وحرق الأسعار بهدف الاستحواذ على نصيب أكبر في الأسواق خاصة أسواق وسط آسيا التي تتسم بمعدلات النمو العالية والمتسارعة. وتعتقد جوساروفا أن التنسيق السعودي الروسي لعب الدور الرئيسي في نجاح خطة العمل المشتركة للمنتجين، مشيرة إلى أن هذه الخطوة مهمة وضروية أن يتم التنسيق ودعم التعاون المشترك بين أكبر منتجين للنفط الخام في العالم. من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار، صعد النفط من أدنى مستوى له في أسبوع أمس، بعدما قالت وكالة الطاقة الدولية "إن الفجوة تتقلص بين العرض والطلب في أسواق النفط العالمية حتى قبل أن تتبلور تخفيضات الإنتاج التي تعهد بها أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" والمنتجون المستقلون". وتذبذبت أسعار النفط في العام الحالي مع تحول تركيز السوق من آمال بتقلص تخمة المعروض بفعل تخفيضات الإنتاج التي أعلنتها "أوبك" والمنتجون المستقلون إلى مخاوف من أن تطغى زيادة إنتاج النفط الصخري الأمريكي على هذا الخفض. وبحسب "رويترز"، فقد صعد خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 27 سنتا إلى 54.19 دولار للبرميل بعدما أنهى الجلسة السابقة على انخفاض 2.8 في المائة. وجرى تداول خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة بارتفاع 25 سنتا إلى 51.33 دولار للبرميل بعد انخفاضه لأدنى مستوى في أسبوع أمس الأول عند 50.91 دولار للبرميل. وأرسلت بيانات المخزونات الصادرة من الولايات المتحدة مزيدا من المؤشرات المتباينة، حيث أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي أن مخزونات النفط الخام انخفضت بواقع 5.04 مليون برميل في الأسبوع المنتهي يوم 13 كانون الثاني (يناير) وهو ما يتجاوز كثيرا توقعات بانخفاضها 342 ألف برميل. Image: category: النفط Author: أسامة سليمان من فيينا publication date: الخميس, يناير 19, 2017 - 20:15

مشاركة :