أمومة معلقة في كنف «مُعلّقة اللثغات» / أمل بنت محمد طوهري

  • 1/20/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

التماهي مع الشعر هو تماهٍ مع الشعور بالضرورة، فكيف إذا كان هذا الشعور ما يزال مجرد شعور لا وجود له؟ - واستطراداً أقول إن الشعر والشعور والنقد لا علاقة لها بالمناسبات، أمَا وقد توافَقَ: يوم الطفولة وحديثي؛ فإن ذلك مما يفتح مساحةً أكبر للبوح، ثلاثية تنام الحكايات على أوراقها: الأم العمياء، والطفل والحب. إن المساجلة الشعورية بيني وبين قصيدة «ظلي.. ومعلقة من اللثغات» للشاعر د.سعود اليوسف التي كتبها في ابنه فراس -حفظه الله- تتمثل في عدد من الملامح: البحث في الأمومة عن الذات المثقفة التي تستنطق الأجواء الثقافية بمصطلحاتها، بأشخاصها، بأمجادها في ملاطفة أطفالها، تحاور أطفالها بالمنطق الناضج والصوت المتأمل في المستقبل: فكم ننتشي طرباً حين تلقي علينا معلقة الثرثرهْ وكم ذا امتطيت الوسائد حتى كأنك في زهوه عنترهْ صنعت الكوارث في بيتنا أكان لك البيت مستعمرهْ! الثقة التي تكتسبها الأم من خلال الاحتفاء بهذا الجميل الذي ملأ زوايا روحها، ومن خلال إحساسها بأنها مصدر قيادة المنزل: يشتكي لها هذا، وترحم ذاك، ومن خلال دخولها لعالم الطفل البصري تبحث معه، وله عن لعبته في مشهد مترف بالعفوية: هو يصرخ إما مشيراً لها إلى المكان، وإما يستعجل الوصول إليها، وهي إما أنْ تسير وفق الخريطة التي رسمها لها، وإما أنْ تستجمع كل أحداسها لتعرف أين ذهبت: وجئت كأحلامنا المقمرهْ ومثل صباحاتنا الممطرهْ أيا ظلي اللاثغ ازدهرت لأمسي معزوفة مقفرهْ وتأتي كعاصفةٍ من صراخٍ وتلغي سكينتنا المهدرهْ وتصرخ تصرخ ما ذنبنا إذا أفلتت من يديك الكرهْ فمُتَهمٌ أنتَ إنْ جاء يبكي زياد إذا لم يجد دفتره ومن كان نّثر ألوانه؟ ويسأل: من كسر المسطرهْ؟ فذنبي أنك أعذب طفلٍ وأعذب طفل لك المغفرهْ». الأمومة المكتظة بعواطف الحب إذ تمتلئ حياتها بالتعبير عنه: حبها حب، عتابها حب، هذا القطعة من كيانها خُلِق من حب تتغزل به وبحبه فوق كل أرض وتحت كل سماء: عزفت لنا ضحكةً ضحكةً بثغرك سبحان من بَلْوَرَه وها نحن حولك مثل السكارى بكأس طفولتك المُسكِرهْ ... خطوتَ فكم نبتت من خطاك حدائق وارفةٌ مُزهرهْ! البحث عن الذات الأنثى بحبها للجمال، بتخيلها للألوان التي تشكلها هذه المساحيق باعتبارها كل هذا الجمال قيمة من القيم في ذاتها ككل الأمهات. ومتهم! في يديك دليل بإتلافك الروج والمسكرهْ

مشاركة :