يستطيع الشخص الطبيعي التمييز بين الألوان المختلفة الشائعة المتعارف عليها وذلك على عكس الشخص المصاب بعمى الألوان الذي لا يستطيع ذلك. ويجد المصاب بعمى الألوان صعوبة كبيرة في تحديد بعض الألوان وفي التمييز بينها، ويكون عمى الألوان جزئياً ومن النادر جداً أن يكون كلياً. وينجم عمى الألوان، في غالبية الحالات، عن خطأ وراثي انتقل الى الطفل من خلال والديه، وهو يصيب الذكور في شكل رئيس، لكنه يمكن أن يصيب الفتيات في بعض الحالات. إلا أن عمى الألوان قد ينتج من اصابات مرضية كامنة، مثل داء الغلوكوما(ارتفاع ضغط العين)، وداء اللطاخة الصفراء الاستحالي، ومرض التصلب اللويحي المتعدد، أو بعد التعرض لبعض المواد الكيماوية. إن غالبية المصابين بعمى الألوان يجدون صعوبة في التمييز بين ظلال الأحمر والأصفر والأخضر، وفي حالات نادرة يجد بعضهم صعوبة في التمييز بين الأخضر والأزرق والأصفر. ولا يستطيع المصابون بعمى الألوان أن يختاروا وظائف معينة، مثل قيادة الطائرات والقطارات والمراقبة الجوية والكهرباء، نظراً الى ما تتطلبه هذه المهن من تمييز دقيق بين الألوان. ومعظم المصابين بعمى الألوان يعتادون عليه مع مرور الوقت، وهو لا يتفاقم، ومن النادر أن يشير الى شيء خطير. لكن قد تنتج منه مشاكل أحياناً على صعيد المدرسة أو على صعيد الطعام (كتحديد درجة نضج الفواكه أو اللحم المطبوخ) أو على صعيد تحديد اشارات السلامة أو على صعيد اختيار الملابس. ويتم تشخيص مرض عمى الألوان بواسطة اختبار خاص لرؤية الألوان. ولا يوجد علاج لعمى الألوان الوراثي، ويمكن المصاب الاستفادة من وضع عدسات لاصقة أو نظارات طبية خاصة تساعد في تحسين القدرة على التمييز بين الألوان المختلفة ومنع حدوث الوهج من الأضواء الساطعة.
مشاركة :