أوركسترا نسائية أفغانية تعزف أمام منتدى «دافوس»

  • 1/20/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

على رغم التهديدات بالقتل، تستعد أول أوركسترا نسائية في أفغانستان للعزف أمام كوكبة من المسؤولين العالميين في منتدى دافوس الاقتصادي في تحد للقوى التقليدية في البلاد التي لا تعير النساء شأناً وتعتبر الموسيقى انحرافاً مخزياً. وتضم أوركسترا «زهرة» 35 فتاة بين سن الثالثة عشرة والعشرين، بعضهن من أوساط متواضعة جداً، في بلد يشهد حرباً منذ قرابة الأربعين عاماً. وهن سيعزفن يومي الخميس والجمعة في ختام منتدى دافوس الاقتصادي الذي يضم سنوياً في سويسرا نحو ثلاثة آلاف من القادة الاقتصاديين والسياسيين في العالم. وستكون الحفلة التي ستعزف خلالها مقطوعات كلاسيكية أفغانية، الأولى للفرقة في الخارج بعد أشهر على تأسيسها. وحتى الساعة لا تزال العازفات مع شعرهن المربوط على عجل ووجههن المركزة على الآلات الموسيقية، يعزفن تحت قيادة نيجينا خبالواك. وباتت هذه الشابة التي تحتفل ببلوغها العشرين في الطائرة التي ستعيدها إلى بلدها، رمزاً، إذ «إنها أول قائدة أوركسترا في بلدها»، على ما يؤكد أحمد سارماست مؤسس المعهد الوطني للموسيقى. ويتحدى هذا العالم الموسيقي وعازف البوق ومؤسس أوركسترا «زهرة»، محظورين اثنين، ففرقته التي تلقى دعماً من البنك الدولي وأطراف أجنبية مانحة «هي على الأرجح الأوركسترا النسائية الأولى في العالم المسلم» أقله في الموسيقى الكلاسيكية. وهو تحد فعلي للقوى الظلامية التي لا تزال بعد 15 عاماً على سقوط نظام حركة «طالبان» تواصل تهميش المرأة وتعتبر الموسيقى انحرافاً، على رغم التراث الموسيقي الأفغاني الغني. ولم يسبق لأوركسترا «زهرة» أن أقامت حفلات خارج كابول. وتقول نيجينا بانزعاج: «الأمر صعب جداً على الأفغانيات، فبعض الآباء يستمرون في منع بناتهم من التوجه إلى المدرسة فكيف عزف الموسيقى؟! بالنسبة إليهم الفتيات يجب أن يبقين في المنزل للقيام باعمال التنظيف». في عائلتها كان كل افراد العائلة يعارضون الأمر، باستثناء والديها، وتقول بهذا الخصوص: «جدتي حذرت والدي قائلة: إذا سمحت لنيجينا بارتياد مدرسة الموسيقى فأستنكر ذلك». وقد انقطعت العلاقات منذ ذلك الحين، وغادرت نيجينا وعائلتها ولاية كنر في شرق البلاد إلى كابول حيث الحياة صعبة. وتقول الشابة: «افضل هذا الوضع على الموت»، مؤكدة أن أحد أعمامها يهدد بقتلها إذا رآها. وقد قال لها «أنت تجلبين العار لنا». ويشكل احتمال حصول نيجينا على منحة دراسية في الخارج «للدراسة وللعودة لتولي قيادة اوركسترا افغانستان الوطنية»، انجازا فعليا. وتفيد هيئة الاحصاءات الوطنية انه في العام 2016 كانت 36 في المئة من الفتيات الأفغانيات دون سن الخامسة والعشرين قد ذهبن إلى المدرسة فيما تنخفض النسبة الى 19 في المئة في الفئات العمرية مجتمعة. وتدرك الفتيات في أوركسترا «زهرة» الفرصة المتاحة لهن لتغيير وضعهن والآفاق المفتوحة أمامهن. فبعض العازفات اللواتي يلعبن على الكمان والبيانو والآلات التقليدية الافغانية كن مشردات في الشوارع. ويختار المعهد الوطني الموسيقي سنوياً نصف أعضائه من بين أفقر الفقراء بعد جلسات أداء. وسبق لظريفة أديبا عازفة الكمان البالغة 18 عاماً ان عزفت مع المعهد في قاعة كارنيغي هول في نيويورك، وفي دافوس ستتولى قيادة اربع مقطوعات. وخلال التمارين تفرض هذه الشابة التي تنتمي إلى أقلية هزارة الشيعية الانضباط في صفوف زميلاتها المتحمسات. وتقول ظريف:ة «نخشى على حياتنا في كل دقيقة في أفغانستان. فأين سيقع الانفجار المقبل ومتى؟ وبصفتي عازفة موسيقية أواجه خطراً أكبر»، إلا أن الشابة التي لم يتسن لوالدتها الذهاب إلى المدرسة ترى أن «على جيلنا أن يغير الذهنيات». وتؤكد الشابة التي تعلقت بالموسيقى من خلال التلفزيون: «علينا نحن أن نقدم لهذا البلد ونحتاج الى جيل كامل لتغيير الأمور. أريد أن أنتقل الآن لأدرس في يال وهارفرد أو ستانفورد (أفضل الجامعات الأميركية) إلا أني قطعت وعداً على نفسي بالعودة إلى هنا». وتسأل وكلها أمل: «هل ستكون ميشيل أوباما في دافوس؟» موضحة أنها تتابع كل خطاباتها. «أنا أحبها، وعندما أستمع اليها افتخر بكوني امرأة». ويعتبر سارماست الذي يريد «الترويج لرؤية اخرى للبلاد غير الصواريخ والهجمات الانتحارية» ان هؤلاء الفتيات هن أفضل سفيرات لأفغانستان و «قدرتها على اعتماد التنوع الموسيقي والثقافي». وتقيم الأوركسترا خلال جولتها الحالية حفلات في زوريخ وجنيف ثم برلين وفايمار في المانيا قبل ان تنتقل الى الولايات المتحدة في الخريف المقبل، وهي تسعى من خلال ذلك الى الحصول على مزيد من الدعم.

مشاركة :