شهدت مناطق وسط إيطاليا، خصوصاً تلك التي ضربتها هزات 24 آب (أغسطس) الماضي، نحو 90 هزة خلال الساعات الـ24 الماضية، ما زاد صعوبات جهود الاغاثة وايصال المساعدات وإخلاء المساكن والمباني التي تضررت بسبب 4 هزات متلاحقة الأربعاء والتي زادت قوتها عن خمس درجات على مقياس ريختر. وأعلنت السلطات أن أشخاصاً كثيرين قضوا في انهيار ثلجي طمر فندق في منتجع ريجوبيانو في فاريندولا للتزلج في منطقة أبروتسو، والذي أشارت وسائل إعلام إلى احتمال وجود حوالى 30 شخصاً فيه، علماً أن عمليات الإنقاذ تعطلت بسبب تراكم الثلوج التي بلغ ارتفاعها نحو خمسة أمتار بعد انهمارها على مدى أيام على جبل جران ساسو. وأفادت تقارير إعلامية بأن «الانهيار الجليدي هدم جزءاً من الفندق المؤلف من أربعة طوابق ويقع على ارتفاع نحو 1200 متر عن سطح البحر، وحركه لمسافة عشرة أمتار. إلى ذلك، توفي رجل مسن في الـ 82 من العمر بانهيار سقف مبنى مزرعة عليه بسبب الهزات، وانتشلت امرأة وشاب في الـ 17 من العمر من بين أنقاض منزل في بلدة كاستليوني ميسر رايموندو الصغيرة. وفي بلدة أماتريتشي قرب روما التي هدم زلزال آب الماضي غالبية مبانيها، انهارت واجهة الكنيسة المركزية، ما اعتبره سكان آخر أمل كانوا يتعلقون به. وشعر سكان العاصمة روما بالهزات التي أصابت منطقتي ماركي وأبروتسو. وسارعت سلطات الدفاع المدني إلى إيقاف العمل بقطارات الأنفاق في روما لبضع ساعات من أجل التأكد من صلاحية الخطوط. وأخلي القصر الجمهوري من الزوار والسياح الذين يتوافدون لمشاهدة إبداعاته الفنّية والعمرانية، للتأكد من عدم تضرر مبانيه. إلى ذلك، شهدت سجون تقع في مناطق الزلزال اضطرابات من سجناء طالبوا بنقلهم إلى معتقلات أخرى أكثر أماناً في مواجهة أخطار الانهيار والتسبب في سقوط قتلى وجرحى. ولم تتوقف الأرض في مناطق وسط إيطاليا عن الاهتزاز منذ آب، وسجّلت أجهزة رصد الزلازل آلاف الهزات بدرجات مختلفة، ما أكد صحة قول علماء الزلازل بعد كارثة العام الماضي بأن «الأرض ستواصل الاهتزاز لفترة طويلة طالما لم تعثر الطبقات السفلى بعد على مُستقرّها النهائي». وقال رئيس الوزراء باولو جنتيلوني في برلين، إن «تكرار الزلازل القوية على هذا النحو مقلق للسكان الذين مروا بالفعل بتجارب بالغة الصعوبة».
مشاركة :