تشتبه الشرطة الإسرائيلية في تورط رئيس «الموساد» (جهاز المخابرات الخارجية)، يوسي كوهن، في قضايا فساد. وكشف النقاب، في تل أبيب، أمس، عن قيام الشرطة بالتحقيق مع كوهن، في تلقيه «هدايا ثمينة» من رجل الأعمال الإسرائيلي، أرنون ميلتشن، المشبوه المركزي في تقديم رشى لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وزوجته. وقالت مصادر في الشرطة، إن أرنون وكوهن، التقيا عشرات المرات في البلاد وخارجها، وان ميلتشن، المنتج السينمائي في هوليوود، يعد من دائرة الأصدقاء الأكثر قربا لرئيس الموساد، ويعد واحدا من الإسرائيليين الأكثر ثراء في العالم، وهو متهم بتمرير رشوة للزوجين نتنياهو، على هيئة علب سيجار وكحول، بكلفة فاقت الـ400 ألف شيقل (نحو 90 ألف دولار). وهو ممن عملوا، في السابق، في خدمة مجتمع الاستخبارات الإسرائيلية. لكن نتنياهو لم يكن السياسي الوحيد في إسرائيل، الذي طوّر مع ميلتشن علاقات صداقة مقرّبة، ومثله أيضا رئيس الحكومة السابق، إهود أولمرت، ورئيس حزب «يوجد مستقبل» عضو الكنيست يائير لبيد. ويتضح الآن، أن دائرة أصدقاء ميلتشن غير محصورة في الكنيست والحكومة، بل تشمل، أيضا، رئيس الموساد، الشخصية الأكثر حساسية في الجهاز الاستخباري الإسرائيلي. وحسب التسريبات، فإن هناك عشرات الرحلات واللقاءات التي حصلت بين الشخصين، بدأت في عام 2005، حين كان كوهين يسافر في الكثير من المرات، إلى لوس أنجلوس، مبعوثا من رئيس «الموساد» آنذاك، مئير دغان؛ بهدف الدفع قدما بمبادرة إنتاج فيلم سينمائي عن «الموساد». وقد تطورت العلاقة بين ميلتشن وكوهين مع الوقت. وكشفت تسريبات الشرطة، أيضا، أن دائرة أصدقاء رئيس الموساد، التي تربطه برجال أعمال، لا تتلخص بميلتشن وحده؛ فالنيابة العامة تقوم في هذه الأثناء، بدراسة معلومات تقول إن رئيس الموساد، حين كان يشغل منصب رئيس مجلس الأمن الوطني في حكومة نتنياهو، حصل، مثل رئيسه نتنياهو، على هدايا ثمينة، مثل بطاقات لعروض فنية مرتفعة الثمن، واستضافة مجانية في أحد الفنادق، مقدمة من الملياردير الأسترالي جيمس باكر، وهو مشبوه آخر في تقديم رشوة لنتنياهو في ملف قضية الرشاوى «رقم 1000». وعلى التوازي، كشفت صحيفة «هآرتس»، أمس، بأن ميلتشن وباكر، حاولا تجنيد كوهين للشراكة معهما في شركة تأمين سايبري. وبحسب تقرير «هآرتس»، فقد بادر كل منهما إلى إقامة شركة جديدة، على ضوء شراكتهما في شركة «بلو سكاي إنترناشيونال BSI»، التي أقامها ميلتشن في نهاية عام 2008، واستثمر فيها باكر بمبلغ 15 مليون دولار. وعليه، بحسب التقرير، فقد حاول الشخصان تجنيد رئيس الموساد بصفته شريكا، في الفترة التي جرى فيها تعيينه مستشارا للأمن القومي لدى رئيس الحكومة، ورئيسا لمجلس الأمن الوطني في عام 2015. وعلى الرغم من أن اللقاءات بين الأطراف لم تنضج لتتحول إلى اتفاقية، فإنها تخضع للتدقيق على يد جهات التحقيق. وكما تواردت أخبار عن كون شركة BSI قد شغلت دان دغان في الماضي، وهو ابن رئيس الموساد السابق مئير دغان، إبان توليه لمنصبه في قيادة الموساد.
مشاركة :