صعد النفط من أدنى مستوى له في أسبوع، أمس، بعدما قالت وكالة الطاقة الدولية، إن الفجوة تتقلص بين العرض والطلب في أسواق النفط العالمية حتى قبل أن تتبلور تخفيضات الإنتاج التي تعهد بها أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، والمنتجون المستقلون. وتذبذبت أسعار النفط في العام الحالي مع تحول تركيز السوق من آمال بتقلص تخمة المعروض بفعل تخفيضات الإنتاج التي أعلنتها أوبك والمنتجون المستقلون إلى مخاوف من طغيان زيادة إنتاج النفط الصخري الأمريكي على هذا الخفض. وصعد خام برنت واحد في المئة إلى 54.46 دولار للبرميل، بعدما أنهى الجلسة السابقة على انخفاض 2.8 في المئة. وجرى تداول خام نايمكس الأمريكي 1.16% إلى 51.67 دولار للبرميل بعد انخفاضه لأدنى مستوى في أسبوع، أمس الأول، عند 50.91 دولار للبرميل. وأرسلت بيانات المخزونات الصادرة من الولايات المتحدة المزيد من المؤشرات المتباينة؛ حيث أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي، أن مخزونات النفط الخام انخفضت بواقع 5.04 مليون برميل في الأسبوع المنتهي يوم 13 يناير/ كانون الثاني، وهو ما يتجاوز كثيراً توقعات بانخفاضها 342 ألف برميل. حاجة الخفض وقال محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لرويترز، إن هناك حاجة لانخفاض مخزونات النفط في أنحاء العالم، بما لا يقل عن 270 مليون برميل أخرى على الأقل من أجل الوصول إلى متوسط خمسة أعوام كي تصبح أوبك قادرة على القول إن الأسواق أصبحت أكثر توازناً. وقال باركيندو على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الهدف الأساسي هو تسريع خفض المخزونات وأضاف نشهد بالفعل انخفاض المخزونات من مستويات مرتفعة. سنواصل التركيز على مستوى الانخفاض، ليصل إلى مستوى قريب من متوسط خمسة أعوام. وقال: أصبحت المخزونات بالفعل أدنى من ثلاثة مليارات برميل في المخزونات التجارية لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. والزيادة الآن (فوق متوسط خمسة أعوام) حوالي 270 مليون برميل. وقال باركيندو: إن انخفاض المخزونات سيدعم إعادة التوازن في السوق، وسيؤدي إلى توازن سعر النفط وهو ما سيشجع الاستثمارات في القطاع بعد عامين متتاليين من خفض الإنفاق الرأسمالي في الشركات الحكومية والخاصة بأنحاء العالم. وأضاف: ليس لدي أي شكوك بشأن التزام روسيا بمواصلة المشاركة معنا، وترسيخ هذه المنصة بشكل فاعل بما يؤدي لتأسيس منتدى استقرار في المدى القصير والمتوسط والطويل الطاقة الدولية وقالت وكالة الطاقة الدولية، أمس، إن أسواق النفط العالمية تتحسن تدريجياً مع ارتفاع الطلب بينما يترقب المستثمرون ليروا ما إن كان أعضاء أوبك والمنتجون المستقلون سيلتزمون بتخفيضات الإنتاج، التي اتفقوا عليها كما تعهدوا. وقالت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط، إن تخفيضات الإنتاج التي أعلنتها منظمة البلدان المصدرة للبترول و11 منتجاً من خارج المنظمة في نوفمبر/ تشرين الثاني دخلت فترة التدقيق. كانت أوبك اتفقت في نوفمبر/ تشرين الثاني على خفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يومياً إلى 32.5 مليون برميل يومياً في الأشهر الستة الأولى من 2017، إضافة إلى تخفيضات قدرها 558 ألف برميل يومياً في إنتاج دول مثل: روسيا وسلطنة عمان والمكسيك. وقالت الوكالة التي تقدم المشورة للاقتصادات الصناعية المتقدمة بخصوص سياسة الطاقة من المبكر جداً رؤية مستوى الالتزام المحقق... السوق تترقب نتيجة اتفاق الإنتاج. في الوقت نفسه يزيد الطلب على النفط. وقالت وكالة الطاقة، إن ارتفاع معدل استهلاك النفط دفعها لرفع تقديراتها لنمو الطلب العالمي على الخام في العام الماضي بواقع 110 آلاف برميل يومياً إلى 1.5 مليون برميل يومياً، وهو ما يفوق متوسط معدل النمو المتوقع لهذا القرن والبالغ 1.2 مليون برميل يومياً. وبلغ نمو الطلب العالمي على النفط أعلى مستوياته في خمس سنوات عند 1.8 مليون برميل يومياً في 2015. وقالت وكالة الطاقة، إن إنتاج النفط في الولايات المتحدة ودول أخرى خارج أوبك بدأ في الاستجابة لارتفاع الأسعار منذ إعلان تخفيضات إنتاج المنظمة. وأشارت الوكالة إلى أن إنتاج النفط الأمريكي يتعافى بقيادة النفط الصخري مع زيادة أنشطة الحفر، وتحسن كفاءة الآبار. وأضافت الأمر لا يقتصر على ارتفاع عدد منصات الحفر فحسب، بل هناك تقارير صدرت في الآونة الأخيرة تبين لنا أن إنتاجية النشاط الصخري تحسنت بوتيرة سريعة. وقالت الوكالة، إن فجوة العرض والطلب ستواصل الانكماش في سوق النفط لتتماسك الأسعار ويتقلص المخزون إذا ضخت أوبك وغيرها من المنتجين كميات قريبة من الحدود التي تعهدوا بها. (رويترز) المرونة في علاقة الرياض وموسكو قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، أمس، إن أوبك التي تخفض إنتاج النفط مع روسيا، غير العضو في المنظمة، للمرة الأولى في سنوات، تريد علاقة طويلة الأجل مع موسكو. وأبلغ الفالح رويترز خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس نهدف في أوبك إلى أن تكون العلاقة مع روسيا على أفضل ما يكون للمدى الطويل، التوصل لحل سريع ليس هدفاً كبيراً، نريدها علاقة طويلة الأمد، ينبغي أن نتحلى بالمرونة عندما نتدخل، علاقتنا ستتطور مع الوقت.
مشاركة :