شارلوت لو بون: الشهرة تُقربنا من الناس

  • 1/20/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

محمد هاني عطوي في فيلم إيريس لجليل ليبير تلعب شارلوت لوبون- ملكة جمال النشرة الجوية السابقة على قناة بلاس الفرنسية- دور المستبدة التي تجلد بالسوط البرجوازي وتغرق في فساد العالم الأسود. تتزين شارلوت مرتدية الجلد ومنتعلة الكعب العالي، لتبدو في هذا الدور على عكس شخصيتها المعتادة التي عرفناها بها كفتاة طيبة بسيطة كثيرة المزاح والضحك. عارضة الأزياء السابقة الكندية الأصل لوبون (30 عاماً)، والتي كما تقول تخلصت من منصات العرض، لديها الآن مهنة مزدوجة: ممثلة وفنانة رسوم بيانية. حديثها لاذع ومباشر، تستمتع بكل شيء، بالزمن الذي يمر وبمهنتها، ولا تخشى سوى الرتابة، ولذلك هي كالحرباء لا تبقى على حال! مجلة الأوبسيرفاتور حاورتها عن تجربتها الجديدة وكان هذا اللقاء. } كيف انتقلت من التلفزيون إلى السينما؟ - كما نعبر من حياة إلى أخرى. فعندما بدأت كمقدمة نشرة جوية في قناة بلاس، كنت مجهولة، أقدم كل يوم فقرة صغيرة، وبعد عام بت منهكة بسبب تكرار ما أقدمه على شاشة التلفزيون، وهذا أمر ذو وتيرة رهيبة بالنسبة لي. ولكن في الوقت نفسه، كانت نشرة الأخبار الجوية نافذة رائعة بالنسبة لي، حيث بدأ المنتجون يتصلون بي لتقديم عروض سينمائية، وخاصة بالنسبة لفيلم لوران تيرار أستريكس وأوبليكس، وسرعان ما قبلت العرض بعد أن نجحت في تجربة الأداء. } من نشرة الطقس إلى دور أوفيليا، رفيقة جولتوراكس، إنها ضربة حظ سحرية؟ - منذ البداية هذا ما قيل لي: نشرة الأخبار الجوية هي عرض سحري ومناسب للشهرة، وقد كنت خارجة للتو من عروض الأزياء التي كنت فيها غير سعيدة على الإطلاق، فخلال سبع سنوات من العمل، لم يكن لي سوى صديقة واحدة فقط وشعرت أنني شخصية معقدة! } لماذا؟ - لأنه الوسط الوحيد الذي يحق لنا أن نشير فيه إلى العيوب الجسدية للناس. لقد كنت ممتلئة جداً، وربما صغيرة الحجم على الرغم من أن طولي يبلغ 173 سم، وكنت في ال 23 من العمر، أي كبيرة السن بالنسبة لهذا العالم. فضلاً عن أن مقاييس جسمي لم تكن متناسقة وكانت عضلاتي بارزة أيضاً، وكان هناك دائماً عيب ما، لذا شعرت بالفعل أنها مهنة مهينة جداً للإنسان. ففي اليابان، على سبيل المثال، هناك ثلاث نساء مسؤولات يراقبن العارضات أثناء تغيير الملابس، وفي أيديهن نوع من الأقراص مرسوم عليها صور ظلية مع أرقام. هذه الصور الظلية تشير إلى عيوب العارضات عند مرورهن أمام الحضور الذين ينظرون إليهن، ثم ينظرون إلى القرص إن كان مطابقاً للمواصفات، ثم يتناقشون فيما بينهم باللغة اليابانية وحينها يحكمون على الفتاة. ولحسن الحظ، كان هناك مجال للهروب من هذا العالم من خلال دراستي للفنون الجميلة في مونتريال، حيث كنت أقضي ثلاثة أشهر في فرنسا، وثلاثة أشهر في كندا، وهذا النظام ناسبني وإلا لكنت أصبت بالجنون. علماً أن الجانب الوحيد الجيد في عرض الأزياء هو الحصول على مال سهل ووفير. بالنسبة لي كان لقبي ملكة جمال الطقس متنفساً لي في الهواء النقي. وفي نفس اليوم الذي تم فيه التعاقد معي للعمل في التلفزيون، استقلت من وكالة عرض الأزياء وإلى الأبد. } هل كان لقب ملكة جمال الأرصاد الجوية، تحرراً بالفعل؟ - بالطبع فعلى الفور أردت أن أمارس السخرية الذاتية، وأقدم شيئاً طريفاً، لذا كنت أغير من إطلالتي كل يوم. وفي النهاية، كانت نشرة الأخبار الجوية ثانوية جداً حتى أنني لم أعد أعلق على خريطة فرنسا ولا حتى ذكر الأمطار أو الشمس، بل لم أعد أهتم بالأمر. } هل كانت السينما ضمن رؤيتك المستقبلية؟ - من دون شك. والدتي وزوج أمي يعملان في التمثيل، لذا هناك استمرارية. كنت أرى أمي وهي جالسة بجانب الهاتف، وعندما لم يكن يرن، كان الأمر فظيعاً، مأساوياً. السينما، بالنسبة لي، كانت تبدو وكأنها عالم قاس، لكنني نشأت في جو استخلاص المعلومات الدائم في دروس التمثيل، والحديث مع والديّ عنها يستمر طوال الليل. } هل أفادك لقب ملكة جمال الطقس في مهنة التمثيل؟ - أكيد، ومن الغريب أن أخبرك بأننا نصبح جزءاً من حياة الناس، الشهرة تقربنا منهم، فعندما يرونك في الشارع يقتربون منك كما لو كنت من عائلتهم، ويتحدثون معك ببساطة دون قيد أو شرط، وأحياناً لا يكون الأمر لطيفاً.. ولكن كل من عمل بهذه المهنة مثل بولين لوفيفر، لويز بورجوان، إيفيرا فرجيني.. مر بهذه الحالة. } كيف مر اليوم الأول في السينما؟ - كنت أشعر بالرعب، بل أحسست بأنني سأموت. الأمر يشبه بداية العام الدراسي الجديد، لم أكن أريد الذهاب إلى مكان التصوير، علماً أنني كنت أتدرب منذ سبعة عشر يوماً على سيناريو أستريكس وأوبليكس، ووجدت نفسي فجأة مع جيرار دوبارديو، وإدوارد باير، وكاترين دونوف، ولك أن تتخيل الموقف، الخوف الموحش فعلاً. كان الفيلم رائعاً ومضحكاً، والكوميديا فيه يجب أن تؤخذ على محمل الجد. المشهد الأول كان مع فاليري لومرسييه وداني بون، وهما من الممثلين المحترفين، بينما أنا مبتدئة تافهة، الحمد لله أنهما كانا ودودين جداً. } ما هو أول دور كبير لك بعد هذه التجربة؟ - دور أعتبره مهماً جداً في فيلم جليل ليبير: إيف سان لوران. لقد لعبت فيه دور فيكتوار دوتريلو ملهمة المصمم الفرنسي والعالمي الشهير لوران. كان جليل يبحث عن شكل يذكره بعام 1950، لذا تركت دوري في فيلم الفتيات لطيفات وجميلات الذي حصلت عليه وكنت حتى ذلك الحين، الفتاة البديلة فقط، وقد بدأت أشعر بالملل، لكن جليل أخرجني من هذا الموقف وانتقلت معه إلى شيء آخر وبدأت العمل في الأفلام العالمية، مثل وصفات من السعادة لآس هالستروم الذي أنتجه ستيفن سبيلبرغ، وفيلم ذا ووك لروبرت زمكيس. } في ايريس تقتربين من شخصية بعيدة جداً عن الفتاة التي عرفناها، والتي تقدم نشرة الطقس أو الفتاة ذات الأدوار الثانوية، كيف رأيت التجربة؟ - إنها شخصية درستها كثيراً، وعملت مع أخصائية الأنثروبولوجيا الأمريكية بينتوني فيرنون، والتي لم تكن تريد من أحد أن يناديها معلمة لأنها تحمل معنى خليلة أيضاً، علماً بأنها مؤلفة كتاب بعنوان مخدع السيدة المقدس. وكان علي أن أفهم العلاقة المهيمنة والمهيمن عليها. ولذلك حضرت جلسة من هذا النوع ورأيت فيها كيف يتم استخدام بعض الأدوات الحادة كالسوط، ولكن ليس قصب الخيزران، الذي يمزق جلد الإنسان وهو في وضعية الركوع. وكان الشخص الخاضع لهذا النوع من التعذيب لا يحق له النظر في وجهي كما نرى في الفيلم. وبالفعل اكتشفت عالماً من الإثارة الممزوج بالحب والحنان، دون أن تغيب عنه الصرامة. بعد ذلك تناقشت مع بيتوني لأفهم طبيعة الشخص المهيمن عليه، خصوصاً أنه عالم بعيد عني جداً. } والآن ماذا في جعبتك من أعمال؟ - الآن آخذ فترة استراحة بسيطة لأنني صورت خمسة أفلام في العام الماضي، وعملت على شيء آخر وهو معرض للرسومات، والطباعة الحجرية في معرض السينما في منطقة الماريه. } هل أنت إنسانة طموحة؟ - أفترض ذلك.

مشاركة :