عصام الحضري لـ «المجلة»: لا أشعر بالأمان!

  • 1/20/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حارس مرمى منتخب مصر المخضرم: لا أعرف مَن سيلعب ومن لن يلعب في نهائيات أمم أفريقيا.. الموقف غامض وغير مفهوم عصام الحضري القاهرة: خالد العشري يملك عصام الحضري حارس مرمى منتخب مصر رصيدا هائلا من الخبرات، ما يجعله يحمل آمالا عريضة لجماهير الكرة المصرية في الغابون حيث تقام نهائيات أمم أفريقيا. الحضري حتى وإن غاب عن المشاركة بشكل أساسي في المباريات المقبلة بالبطولة الأفريقية فإن هناك عبئا آخر يحمله، وهو السبب الرئيسي وراء اختياره لهذه المهمة، وهو دعم زملائه الصغار في هذا المحفل الأفريقي. هذا إلى جانب أن الفترة التي انضم خلالها كان هو الأفضل في مصر بسبب تراجع كل من شريف أكرامي حارس مرمى النادي الأهلي وأحمد الشناوي حارس مرمى الزمالك بشكل مخيف جعل اسم الحضري يفرض نفسه بقوة ويدفع هيكتور كوبر، المدير الفني الأرجنتيني لمنتخب مصر، ليضمه للصفوف، بل يلعب بشكل أساسي خصوصًا في مباراة مصيرية أمام غانا في تصفيات كأس العالم. عصام أو «السد العالي» كما كان يُطلق عليه الذي وصل لقمة النضوج خلال آخر ثلاث بطولات شارك فيهم منتخب مصر أعوام 2006 و2008 و2010 وفاز بها جميعا منتخب الفراعنة، هو آخر لاعب من هذا الجيل الذي يشارك مع منتخب مصر حتى الآن بجانب أحمد فتحي الظهير الأيمن. وقد يكون ضمن مجموعة تعد على أصابع اليد التي شاركت في البطولات الثلاث، ولا تزال في الملعب، وعلى رأسهم حسني عبد ربه لاعب خط وسط النادي الإسماعيلي. وعندما يُسأل الحضري عن توقعه لمشوار مصر في البطولة الأفريقية ويأتي رده لا يحمل تفاؤلا كاملا لمنافسة مصر على اللقب، فلا شك أن في الأمر شيئا يدعو للخوف. فالحضري لم يسبق له أن شارك في بطولة سواء مع ناديه السابق الأهلي أو منتخب مصر إلا وكان التفاؤل يملأ كلماته والثقة تفرض نفسها عليه ويؤكد أنه ذاهب لحصد لقب. ولكن هذه المرة الأمر يختلف. فالحضري غير متفائل. وإلى تفاصيل الحوار.. أين أنت من المشاركة في الغابون؟ * لا أعرف مَن سيلعب ومن لن يلعب.. الموقف غامض وغير مفهوم.. ورغم أن ذلك لن يفرق معي كثيرًا إلا أنني مندهش فقط من الموقف.. فأنا كنت حارس مرمى المنتخب في آخر مبارياته الرسمية أمام غانا في تصفيات المونديال، وفيها حققنا الفوز على منافس قوي، وخرج الجميع يشيد بي ويؤكد أنني الأجدر بهذه المهمة بعد أن قدمت عرضا قويا أسهم في فوز منتخبنا.. ومن المنطقي أن يكون لي دور مع انطلاق البطولة، ولكن هناك غموضًا في الموقف غير مفهوم. ومَن أكد لك أنك خارج الحسابات؟ * هذه أمور أشعر بها بحكم خبراتي، وما كان يجب أن يصل إليَّ هذا الإحساس، ولكنه وصل، وإن كنت لا أجزم بشيء، ولكن يكفي أنني لم أشعر بالأمان. هل هذا الإحساس لمجرد أنك لم تلعب مباراة تونس الودية؟ * الشكل العام هو ما يوحي بذلك، خصوصًا أن كوبر دفع بالحارسين إكرامي والشناوي وهو موقف غريب، حيث كان الأفضل أن يحرس المرمى واحد خلال الـ90 دقيقة. هل هناك شعور لدى كوبر بأنك لم تعد في حالتك وبتراجع مستواك، بدليل ما يحدث لك مع نادي وادي دجلة الذي تحرس مرماه في الدوري المصري؟ * هذا وإن حدث فالأمر به تحليل خطأ. الحكم على عصام مع دجلة غير منطقي بالمرة. فأنا ألعب مع فريق قليل الخبرات والطموح. أما مع المنتخب فالأمر يختلف. مع دجلة أتعرض لهجمات متتالية من المنافس وأتصدى لكثير منها، وبطبيعة الحال ستكون هناك أهداف تهز الشباك. ولكن للأسف البعض لا ينظر إلا للأهداف التي تدخل المرمى ولا ينظر للجهد المبذول. أما مع المنتخب فالأمر سيختلف. سيكون هناك فريق قوي ولاعبون مميزون يلعبون على بطولة وسيكون التركيز أقوى وسيكون بمقدوري التصدي لكل الهجمات التي أتعرض لها لأنها لن تكون بعدد الهجمات التي أتعرض لها وأنا مع فريق وادي دجلة. أي أن عصام الحضري ستكون له شخصيته المعروفة عندما تنطلق البطولة. فأنا أعرف معنى البطولات الكبرى وكيف يكون التعامل معها. هذا الأمر كان يحدث معي وأنا حارس لمرمى الأهلي. فقد كنت ألعب مع فريق شخصيته شخصية البطل، الكل كان يلعب بكل قوة، ويساعد بعضه في الملعب، فتشعر بقوة الفريق ويسعى كل لاعب لمزيد من الإبداع لأننا نتخطى من مرحلة الاختبار والضغوط ونقفز لمرحلة أفضل، ولذلك ومع أجيال عظيمة لم نحقق البطولات فحسب ولكن كنا نبدع في الملعب. وهل بعد كل هذا العمر والإنجازات لا يزال لديك طموح المشاركة والإنجاز؟ * أي لاعب طبيعي جدًا يجب أن يكون لديه هذا الطموح، ما دام أنه لا يزال في الملعب. أما أنا على المستوى الشخصي فالأمر يزيد عندي، حيث لا أشعر بالشبع من البطولات والإنجازات. فما دامت نفسي قد رضيت بالاستمرار، فإما أن ألعب على بطولة أو أجلس في البيت، وعندما أشعر بغياب هذا الإحساس فسأعلن اعتزالي. وماذا لو وُفِّقت وحملت كأس أفريقيا؟ هل سيكون ذلك سببا في اعتزالك؟ * قد يحدث ذلك. فسوف أنتظر لما بعد البطولة حيث أقوم بتقييم نفسي ومدى قدرتي على العطاء والاستمرار في الملاعب لأطول فترة ممكنة. فقد يحدث ما يجعلني أرحل، وقد يكون هناك دافع قوي للبقاء. البقاء حتى مونديال كأس العالم؟ * ولمَ لا. كل الأمور قائمة وبقوة. المهم المستوى الذي تظهر أنت عليه. والمونديال ليس ببعيد، وأنا تعودت على عدم فقد الأمل، ولديَّ الطموح باستمرار للوصول لأفضل المراتب ولن يتوقف ذلك الطموح إلا مع الرحيل. من المؤكد أنك لو غبت عن المشاركة كأساسي عن أمم أفريقيا في الغابون، فسيكون من الصعب أن تستمر حتى تكون حارس مصر في المونديال؟ * علينا ألا نسبق الأحداث. فالغيب لا يعلمه إلا الله. أما نحن فعلينا العمل وبإخلاص وننتظر النتيجة من عند الله. عصام الحضري وماذا عن حلم العودة للأهلي؟ * كما قلت، هو حلم. وأتمنى تحقيقه لكي يعرف كل الأهلاوية أنني لم أنكر الجميل وأن الأهلي هو بيتي، ومهما حدث فلن أنسى فضله عليَّ. ولكن لو لم يحدث فسأحمد الله على ما حققته من إنجازات، لأنني قدمت الكثير، وعدم عودتي للأهلي لن تمحو تاريخي معه، ولا مع المنتخب، والأهلي قد أعود إليه من بوابة غير بوابة اللعب. فهو كما قلت بيتي، وعلاقتي بكل القائمين عليه قوية للغاية. هل من الممكن أن تنهي مشوارك خارج مصر؟ * هو شيء صعب، ولكنه ليس مستحيلاً. عندما نتكلم عن أشياء في الهواء، فالإجابات تكون صعبة. فمثلا ماذا لو تلقيت عرضا مغريا من دولة عربية أو دولة آسيوية كالصين. فما الذي يمنعني أن أكون مثل كل نجوم العالم وأنهي مشواري هناك؟! شيئان يجعلانني أرفض ذلك؛ أن أشعر بالعجز، أو ألعب في الأهلي. نعود للمنتخب. ما هو إحساسك بعد تجربة تونس؟ * من الصعب الحكم على تجربة ودية وفي هذا التوقيت. نعم، لم أشعر بالارتياح، ولكن مع المباريات الرسمية الأمر سيختلف. المباريات الودية بطبيعة الحال يكون البحث فيها عن أمور تخص المدير الفني. وقد يؤثر ذلك على بعض النواحي الفنية أو الفكرية ولا يعجب ذلك الجمهور وهو ليس مهما الآن. المهم أن نكون على قدر المسؤولية في الغابون. وما الذي يجعلك غير مطمئن بعد التجربة؟ * ربما لم أشعر بقوة الأداء من جانب اللاعبين وليس الفكر أو الخطة التي وضعها كوبر. فمهما كان فكر المدير الفني فأداء اللاعبين يجب أن يتحلى بالقوة والإصرار بعيدا عن الدور المكلف به، فالمدرب له شخصيته واللاعب له شخصيته ولا يعوق أبدا فكر المدرب أن يلعب اللاعب بجدية وبروح قتالية عالية. أراك غاضبًا من اللاعبين؟ * من بعض اللاعبين الذين لا يعجبني أسلوبهم في التعامل مع المواقف. ولكن ربما هي نقص الخبرة، لذلك أطالب دائما بالصبر حتى ندخل المعمعة الحقيقية. ولو كان هناك متسع من الوقت لتعاملت مع بعض اللاعبين بما يناسب الموقف، ولكن الوقت ضيق والظروف لا تسمح. كنت مع جيل عظيم في الأهلي والمنتخب وحققتم ما لم يحققه أحد فما الفارق؟ * هناك فوارق كبيرة بين الكفاءات الفنية والقدرات الشخصية والإحساس بالموقف بين الطرفين. كنا مجموعة تتمتع جميعها بروح قتالية عالية. جيل حسام حسن أو جيل أبو تريكة. وأقول: جيل، وليس لاعبا واحدا لأن القضية لو في لاعب، فالجيل الحالي يملك لاعبين قمة الروعة في كل شيء، أمثال محمد صلاح والنني ومحمد عبد الشافي وطارق حامد وسعد سمير وعلي جبر وآخرين. ومعهم بطبيعة الحال أحمد فتحي نجم الفريق. وأين دور المدير الفني؟ * دعنا نتفق على أن ظروف الفترة السابقة كانت طيبة. كان هناك جهاز فني وإدارة وجماهير ولاعبون، وأشياء كثيرة أسهمت في تحقيق الإنجازات. أما الآن فالوضع صعب بعض الشيء. ويكفي أن نتكلم عن سلبية غياب الجماهير لنعرف حجم الضرر الواقع على الفريق. فالجمهور يلعب دورا خطيرا في رفع مستوى اللاعبين سواء خلال مباريات الدوري أو المباريات الرسمية. المفترض أن يلعب الفريق باستمرار تحت ضغط الجماهير، حتى يصلح من نفسه. أما كوبر فهو يعمل في حدود المتاح من ظروف مصر وإمكانات لاعبين وإمكانات تجمعات وإمكاناته هو شخصيًا. فهو لم يقصر في شيء. ولكنها إمكانات. ما أصعب لحظة تخشاها في بطولة الأمم الأفريقية؟ * جميع المواقف صعبة. فأنت مع صافرة أول مباراة ستواجه ما لا تتوقعه. الفرق المنافسة ستكون أكثر شراسة، والكل طامع في الفوز والمنافسة على اللقب. وبطبيعة الحال ضربة البداية ستكون صعبة، لأنها مباراة الاستكشاف. فلو وفقت فيها ستكون الأنظار عليك من المنافس وسيعمل لك ألف حساب، ولو لم توفق فيها فستلعب تحت ضغط المباراة الثانية، كما أن المباراة الثالثة تكون غالبا مباراة الحسم لتصبح الأكثر شراسة. ولو تأهلت فقد دخلت في معمعة الكبار. ولذلك تجد معظم الفرق تلعب بهدوء في أول لقاء حتى لو اكتفت بالتعادل، لأنها لا تكون قد خسرت ولا تكشف كل أوراقها ويكون كل هدفها التأهل للدور الثاني الذي يعد إنجازا أفضل من الخروج المبكر. ولكن منتخب مصر يضم مجموعة من شأنها أن تصنع الفارق. * كل المنتخبات تضم لاعبين من شأنها صناعة الفارق ويلعبون في أندية أوروبية عملاقة ومؤثرين مع هذه الفرق مثل ليفربول والمان يونايتد والمان سيتي وليستر سيتي وكريستال بالاس وفي دوريات أخرى فرنسية وألمانية وهولندية وتركية. وما أقوى مجموعة في البطولة؟ * كل المجموعات قوية وسيكتشف الجميع ذلك مع انطلاق البطولة. ولكن هناك مجموعات أكثر قوة بحكم أشياء كثيرة. وهناك مواجهات ستكون شرسة للغاية. فالمجموعة التي تضم الجزائر والسنغال وتونس وزيمبابوي مجموعة نارية. وهناك مجموعة تضم الغابون المنظم، وما أدراك ما الغابون، والكاميرون المرشح للمنافسة على اللقب، وبوركينا فاسو وغينيا الاستوائية الصاعد الجديد بمفاجآته. وهناك مجموعة تضم كوت دي فوار حامل اللقب والمغرب وجمهورية الكونغو وتوغو. وأخيرا مجموعة مصر ويكفي أن فيها غانا، وبيننا وبينها ثأر في الفترات الأخيرة، وأصبحت مبارياتنا معها مباريات تحدٍّ بجانب أوغندا ومالي التي أحيانا تفاجئنا بمستويات رائعة وقوية. في النهاية ماذا تتوقع لمنتخب مصر؟ * أتمنى أن نعود باللقب. ولكن ليس بالأمنيات تتحقق الأحلام. وإن كنت أضع في اعتباري دائما أن كل شيء ممكن. وارجعوا لبطولة 1998 التي لم نتوقع أن نعبر خلالها الدور الأول، وعدنا بالكأس. وبطولة 2006 في مصر وكيف حققنا المستحيل وفتحنا مشوار التتويج لثلاث بطولات.

مشاركة :