بعد أن وصل الشارع إلى ذروة غضبه واحتقانه وسخطه على المجلس المنحل قبيل حله، (وكان حتماً سينفجر ويخرج للمطالبة بإسقاطه وحكومته لو استمر المجلس إلى نهايته بسبب إنجازاته السيئة، والتي مست جيوب المواطنين مباشرة وشرعت قوانين معيبة وغير مقبولة للشارع الكويتي) أتت المعارضة ممثلة ببعض التيارات في كتلة الأغلبية، أو بما يسمى بـ «ائتلاف المعارضة» لتعلن مشاركتها في الانتخابات ودعوة المواطنين إلى المشاركة بها بحجة أنها أصبحت واجباً شرعياً ووطنياً لتمتص ذلك الغضب العارم وتخفف من حالة الاحتقان الشعبي وأوهمت الشارع بأن المشاركة هي الوسيلة الوحيدة لإنقاذ البلد ومستقبله من خلال التصويت لهم ونجاحهم بعضوية المجلس، وأن المقاطعة كانت مجرد وسيلة ورسالة لا مبدأ والتزاماً، ولا داعي للاستمرار فيها، وبذلك وجد الناس ضالتهم لعل المشاركة تحقق شيئاً لهم مما فقدوه طوال الثلاث سنوات من عمر المجلس المنحل، وبدأت وتيرة الغضب تخف على أمل الإصلاح، ليروا ما وعدهم به العائدون من كتلة الأغلبية التي يعتقدون أنها المنقذ والمصلح لما أفسده المجلس المنحل. غير أن الحقيقة التي بدت ملامحها تتكشف للناس بعد شهرين من عمر المجلس الجديد محبطة ومخيبة لآمال وطموحات الأمة، فـ«الكتاب باين من عنوانه» والتشاؤم خيم على الأجواء، وأصبح الناس يتصبرون بذريعة أن القادم أجمل، وليأخذوا فرصتهم ومتسعاً من الوقت لعل وعسى أن يخيب ظنهم ويزول شكهم. يعني بالعربي المشرمح: وقعت معارضة الأغلبية في خطأ آخر يضاف إلى أخطائها السابقة التي ساهمت بشكل أو بآخر في الحالة السيئة التي نعيشها حين قررت المشاركة بحجة «نتركها لمن؟»، ولم تستفد من غضب الشارع واحتقانه لتطالب السلطة بإعادة الأمور إلى نصابها السليم، مستغلة بذلك الأخطاء الكارثية للحكومة والمجلس المنحل لتغلب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، وهذا ما رأيناه من عنوان الكتاب الذي حملته المعارضة حين تراجعت عن موقفها من المقاطعة، وسنقرأ بقية الكتاب في الأيام المقبلة لنعرف محتواه.
مشاركة :