الفلسطينيون مقتنعون بأن المصالحة الداخلية «حلم بعيد المنال»

  • 1/21/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لم يعقد الشعب الفلسطيني أية آمال على إمكانية إحداث لقاءات الفصائل في العاصمة الروسية موسكو، اختراقاً في ملف المصالحة الفلسطينية، والوصول إلى مرحلة تنهي الخلافات الداخلية، تفضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، كما أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد، عقب انتهاء اللقاء، أن الفصائل اتفقت على أن تتوجه إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال الـ48 ساعة القادمة، «حتى يبدأ مشاوراته لتشكيل حكومة وحدة وطنية». ومع انقضاء مهلة الـ48 ساعة، التي حددها الأحد خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب لقاء موسكو، والذي استمر ثلاثة أيام، بمشاركة ثمانية فصائل فلسطينية، استهزأ نشطاء فلسطينيون بضيق الأفق الذي أصبح لدى القيادة الفلسطينية، والوعودات الكاذبة التي قطعوها على أنفسهم لإنهاء حالة الانقسام والوصول إلى حلول للمشاكل التي يعاني منها المواطنون الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، خاصة وأن الحملة المسعورة التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين الأماكن المقدسة والأراضي الفلسطينية من خلال التوسع الاستيطاني، وصلت إلى مرحلة متقدمة، وباتت تهدد إمكانية الوصول إلى اتفاق لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية المحتلة. وفي تعقيبها على مخرجات لقاء موسكو، قالت حركة الجهاد الإسلامي اليوم الجمعة، إن لقاء الفصائل في موسكو، لم يأت بجديد بالنسبة للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية. وكشف أبو عماد الرفاعي، ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، وعضو وفد حركة الجهاد إلى اجتماع الفصائل في موسكو، عن وجود تباين في وجهات النظر بين حركتي فتح وحماس، حول هدف وموضوع الاجتماع، حيث رأى عزام الأحمد، رئيس وفد حركة «فتح»، أن هدف اللقاء هو الاتفاق على برنامج سياسي موحد، بينما رأت «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، أن هدف اللقاء، كما جاء في رسالة الدعوة، هو البحث في موضوع المصالحة الفلسطينية. وأضاف الرفاعي، أن ما صدر من مواقف وتقارير إعلامية حول اللقاء، كان فيه مبالغة، خصوصا الحديث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، «ورأيي أننا قبل اجتماع موسكو وبعده، ما زلنا بعيدين عن المصالحة، ويجب أن نصارح شعبنا بذلك ونتوقف عن تسويق الأوهام»، بحسب قوله. وبعد مضي الوقت الذي أعلنته الفصائل التي اجتمعت في موسكو للبدء بمشاورات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بعشرات التعليقات الساخرة من القرارات التي صدرت عن الاجتماع الذي تم برعاية روسية، في محاولة لإنهاء الانقسام المستمر منذ أكثر من عشر سنوات. وجرت في موسكو مطلع الأسبوع الماضي، محادثات غير رسمية بين ممثلين عن الفصائل الفلسطينية المتناحرة، وقد شاركت ثمانية تنظيمات في اللقاء الذي جرى في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية بموسكو. وبدأ الانقسام الفلسطيني في يونيو/ حزيران 2007، عقب الانقلاب الذي قامت به حركة «حماس»، ضد السلطة الفلسطينية في قطاع غزة. وعقب الانقسام مباشرة بدأت الاجتماعات التي شاركت بها غالبية الفصائل الفلسطينية المتناحرة، وكانت الاجتماعات تتم في البلدان والعواصم العربية والعالمية، دون التوصل إلى أية نتيجة مرضية قد تضع حداً لما آلت إليه الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية. وكانت مشاعر الغضب في قطاع غزة، قد تصاعدت الأسبوع الماضي، مع اقتصار توفير التيار الكهربائي على أقل من 4 ساعات يومياً، في ظل موجة البرد التي تشهدها المنطقة. وشهد القطاع تظاهرات احتجاج، عمدت حركة «حماس»، إلى استخدام القوة لقمعها، إلى جانب كيل الاتهامات للمتظاهرين بأنهم يعملون وفق أجندات خارجية تهدف إلى إسقاط حكم «حماس»، في قطاع غزة. وخلال عمليات القمع التي قامت بها كتائب القسام (الذراع العسكرية لحركة حماس)، بالشراكة مع الأجهزة الأمنية التابعة للحركة، ضد المتظاهرين المطالبين بحل أزمة الكهرباء في قطاع غزة، ومن خلال الأسلوب الذي تم اتباعه في القمع، يقول محللون، إن حماس أعدت عناصرها جيداً وقدمت لهم تعليمات مشددة باستخدام سياسة «تكسير العظام»، ضد المتظاهرين، وهي السياسة ذاتها التي استخدمها الاحتلال الإسرائيلي ضد المناضلين الفلسطينيين في ثمانينيات القرن الماضي. «أقيلوا هذا الشعب العاجز..!!» .. كتب المحلل السياسي الفلسطيني أكرم عطا الله، في تهكم واضح على الوعودات التي تقدمها الفصائل الفلسطينية بشأن مسألة الانقسام الفلسطيني، «الحقيقة بعد كل هذه التجربة الطويلة بات لدينا إحساس بالشفقة على كل المسؤولين، هؤلاء الذين يجوبون العالم بحثاً عن المصالحة والوحدة والحرية والاستقلال، وما أن يعودوا للوطن حتى يتم إجهاض كل ما بنوه من أحلام كبيرة لأن هناك شعباً من المراوغين لديه من الإصرار لاستمرار إسقاطنا في هذا المستنقع ما ليس لدى أي شعب آخر». ويقول عطا الله، في المقال الذي نشره عبر صفحته بموقع «فيسبوك»، «لقد بلغ الفشل لدى هذا الشعب ذروته، ولم يعد بالإمكان السكوت عليه أكثر، لأن الكارثة الوطنية التي يصنعها بإدامة الاحتلال والانقسام واستمرار تسعير الخلافات الداخلية، لا تحتمل، بل وتتطلب ثورة على هذا الشعب الذي أصبح عبئاً على قيادته، ويحول دون تحقيق أي إنجاز وطني، فهو شعب يغطي على فشله بالشعارات الكبيرة، وعندما يبدأ المسؤولون بالتحرك والمعالجة يستل نظريات المؤامرة والقرار الوطني وتعليمات الجهات الخارجية، ليبقى هذا الشعب داعساً على رقاب المسؤولين». ويضيف عطا الله، «ليس هناك شعب فاشل مثل شعبنا الذي جمد الحياة السياسية وعطل الانتخابات ودمر كل المؤسسات وأهان كل مسؤوليه وجردهم من كرامتهم على المعابر وفي الخارج ووقف متفرجاً على معاناتهم، أية سادية تلك وأي ضمير هذا الذي لم يهتز أمام كل تلك الفاجعة التي تتجسد يومياً دون أن يحرك ساكناً». ويتابع، «هذا الشعب المغامر في برامجه ومخططاته ومشاريعه دون حساب، فمرة يذهب نحو التسوية فيأخذنا إلى السراب، ومرة نحو المقاومة فيأخذنا نحو الخراب، وفي كل مرة نعود حتى بلا فردة من خفي حنين، مضرجين بدمائنا أو بأرضنا التي سرقت أمام أعيننا، نعد الشهداء والدونمات المصادرة.. أي شعب هذا..؟؟». ويختم عطا الله، مقاله ساخراً، «أدعو كل المسؤولين لبدء اعتصام مفتوح في ساحتي الجندي المجهول في قطاع غزة ودوار المنارة في رام الله، ولا تعودوا إلا بإسقاط هذا الشعب الفاشل، حتى لو أدى الأمر إلى استشهاد نصفكم. نعرف أن هذا الشعب الماكر يتمنى موتكم جميعاً، ولكن عليكم بالصمود حتى تحقيق مطالبكم بإزاحة هذا الشعب عن صدوركم وعن طريقكم. أما أن يستمر هذا الوضع مع شعب بدد كل إنجازاتكم على امتداد عقود سابقة، فهذا استمرار للكارثة والانهيار. وليكن لديكم من إرادة التغيير ما يستدعي إسقاطه أو أن يقدم استقالته تحت الضغط. لا تعودوا قبل أن تسقطوا الشعب، هذه نصيحة مراقب، إنها وسيلتكم الوحيدة وإلا سيحكم عليكم التاريخ ببقاءكم مسؤولين مساكين للأبد، وستستمرون ضحايا لعمليات الخداع الكبرى التي يمارسها هذا الشعب الفاشل».

مشاركة :